الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

التراب مضاد حيوي قاتل للجراثيم

1 يوليو 2014 00:42
أحمد محمد (القاهرة) وجه الإسلام إلى كل طرق الوقاية من الأمراض والأخطار باجتناب أسبابها وتقوية وسائل مقاومتها والقضاء عليها، ويعد عالم الكائنات الدقيقة غيباً في زمن النبوة وبعده حتى القرن الماضي، لكن التوجيهات الإسلامية في الطهارة والوضوء والغسل والنظافة في الملبس والمسكن وأماكن التجمعات، تشير كلها إلى أسرار علمية ويوماً بعد يوم يكتشف العلم ما يؤيد صدق نبي الرحمة - صلى الله عليه وسلم - وأن في تعاليمه الفائدة والوقاية، فقد قال - صلى الله عليه وسلم: «إذا ولغ الكلب في إناء أحدكم فليغسله سبع مرات أولاهن بالتراب»، وقال أيضاً: «إذا شرب الكلب في إناء أحدكم فليغسله سبعاً». نظافة كاملة ويشير هذان الحديثان إلى ضرورة إراقة الإناء الذي ولغ فيه الكلب وتطهيره بغسله سبع مرات أولها بالتراب، وأكد الأطباء ضرورة استعمال التراب في غسل الإناء الذي ولغ فيه الكلب وبينوا أن استعمال التراب دون غيره هو الذي يؤدي إلى التطهير والنظافة الكاملة لأن فيروس الكلب دقيق ومتناه في الصغر، على هيئة شريط لعابي سائل، ودور التراب هو امتصاص الميكروب. وأثبت العلم الحديث أن التراب يحتوي على مادتين تستعملان في عمليات التعقيم ضد بعض الجراثيم. وقال الباحث محمد كامل عبدالصمد إنه تبين الإعجاز العلمي في الحديثين من الحث على استعمال التراب في إحدى المرات السبع، فقد ثبت أن التراب عامل كبير في إزالة الجراثيم، لأن ذراته تندمج معها فتسهل إزالتها، كما يحتوي التراب على مواد قاتلة للفيروسات. وثبت علمياً أن الكلب ناقل لبعض الأمراض الخطرة، إذ تعيش في أمعائه دودة تدعى المكورة وداء الكلب مرض خطير نهايته مميتة في كل الأحوال، وقد برهنت كشوف العصر على صدق ما دلت عليه السنة المطهرة، فقد قال الدكتور محمد سعيد السيوطي في كتابه «معجزات في الطب» إن جرثومة داء الكلب لا تستأصل إلا بالترابة والتي هي أحد عناصر البنسلين. الغسل بالتراب وفي قوله - صلى الله عليه وسلم - «ولغ في إناء أحدكم» أي شرب، وبشكل أدق أدخل لسانه في الإناء ليشرب، حيث ينقل لعاب الكلب إلى الإناء ما يعرض الإنسان للإصابة بهذا المرض أما لماذا الغسل بالتراب فلأنه أقوى من الغسل بالماء، لأن التراب يسحب اللعاب والفيروسات الموجودة فيه بقوة أكثر من إمرار الماء، أو اليد على جدار الإناء. وقد اكتشف العلماء في بحث حديث وجود مضادات حيوية في التراب، يمكنها تطهير وقتل أشرس أنواع الجراثيم، بما يثبت أن التراب مادة مطهرة وأن بعض أنواع التراب يمكن أن تزيل أكثر الجراثيم مقاومة، ولذلك يفكر العلماء اليوم في تصنيع مضاد حيوي قاتل للجراثيم العنيدة مستخرج من التراب وبعد تجارب طويلة في المختبر وجدوا أن التراب يستطيع إزالة مستعمرة كاملة من الجراثيم خلال أربع وعشرين ساعة، وتم وضع نفس هذه المستعمرة من دون طين فتكاثرت 45 ضعفاً. وتبين للعلماء مؤخراً أن تراب الأرض يحوي مضادات حيوية، ولولا هذه الخاصية المطهرة، لا تستمر الحياة بسبب التعفنات والفيروسات والجراثيم التي تنتشر وتصل إلى الإنسان وتقضي عليه، إلا أن رحمة الله اقتضت أن يضع في التراب خاصية التطهير ليضمن استمرار الحياة. حقائق علمية ويكشف العلم أسراراً جديدة لمادة التراب، وما أودع الله فيها من خصائص مذهلة فكل كلمة نطق بها خير البشر هي الحق، وهكذا يأتي العلم بحقائق جديدة لم تكن معروفة من قبل تثبت وتؤكد صدق النبي - صلى الله عليه وسلم - وصدق رسالة الإسلام ومن الحقائق العلمية التي حدثنا عنها وصف التراب بأنه «طهور»، ويؤكد الباحثون أن حفنة من التراب بحجم ملعقة الشاي فيها عدد من الكائنات الحية أكبر من عدد سكان الأرض، فالتراب مادة حية تدب فيها الحياة مع أننا لا نراها وهو أهم مادة بعد الماء للحياة والتراب، كما يقول العلماء اليوم أفضل مادة معقمة موجودة في الطبيعة ويضمن إزالة الجراثيم التي تعجز عن إزالتها كل المواد الكيميائية، بل وأفضل وسيلة لتنظيف الماء نفسه. تربية الكلاب في المنزل والحذر منها نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن تربية الكلاب في المنزل وحذر منها، وكشف علماء من جامعة ميونيخ الألمانية، عن أن تربية الكلاب في البيت تزيد احتمال الإصابة بسرطان الثدي، وأن ثمانين بالمئة من النساء اللاتي أصبن بسرطان الثدي كن يربين الكلاب في بيوتهن وعلى احتكاك دائم معها، وعثروا على فيروس يصيب الإنسان والكلاب معاً، وقد ينتقل من الكلاب إلى البشر، وهذا الفيروس له دور أساسي في الإصابة بالسرطان، وكشف العلماء أشياء كثيرة في لعاب الكلب وفي دمه ووبره، فكله مأوى للجراثيم والفيروسات. من هنا ندرك لماذا نهى نبي الرحمة عليه الصلاة والسلام عن تربية الكلاب في البيت، وجعل دورها مقتصراً على الحراسة، وكان يأمر أصحابه إذا شرب الكلب من إناء أحدهم أن يغسله سبع مرات، إحداهن بالتراب. وقدم الإسلام أيسر وأنجح السبل لحماية الإنسان ووقايته من أخطارها، ورأى العلماء بأعينهم صدق وحي الله لرسوله - صلى الله عليه وسلم - تحقيقاً لقوله تعالى: (وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ)، «سورة سبأ: الآية 6».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©