نفى رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي أمس المعلومات التي نشرتها منظمة “مجاهدي خلق” المعارضة التي كشفت فيها عن بناء إيران منشأة سرية نووية جديدة لتخصيب اليورانيوم قرب مدينة قزوين شمال إيران. وقد التزمت الإدارة الأميركية الحذر إزاء معلومات “مجاهدي خلق”، فيما قالت الحكومة البريطانية إنها تنتظر أدلة مؤكدة بهذا الشأن.
وقال صالحي للصحفيين “ليس لدينا منشأة جديدة تقوم بعمليات تخصيب اليورانيوم ..المنشآت النووية ذات تعريف محدد، أما المؤسسات الصحية التي تتعاطى مع النظائر المشعة ومراكز تعقيم المحاصيل الزراعية بواسطة أشعة الليزر، فإنها متوافرة بكثرة في أنحاء إيران وهذه ليست ضمن تلك المسميات”.
وكانت سونا سمسامي من “مجاهدي خلق” وعلي رضا جعفر زاده المتحدث السابق باسم الحركة المعارضة قالا إنهما سلما المعلومات الجديدة حول الموقع السري إلى الحكومة الأميركية وإلى الكونجرس والوكالة الدولية للطاقة الذرية. وأوضحا أن أعمال البناء في موقع “بهجت آباد - ابيك” بدأت العام 2005 وانجز حتى الآن بنسبة 85%.
إلى ذلك، ردت الإدارة الأميركية بحذر على معلومات “مجاهدي خلق”، وقال مسؤول رفض الكشف عن هويته “نحن على علم بوجود هذه المنشأة منذ سنوات لكن ليس لدينا ما يدعوها للاعتقاد أنها نووية”. وأضاف “مع ان الغاية النهائية منها لا تزال غامضة، لكن ليس هناك سبب في هذه المرحلة للاعتقاد بان الأمر يتعلق بموقع نووي”. وشدد على أن الإيرانيين يضعون أيضاً معدات عسكرية داخل إنفاق، وعلى الناس التزام الحذر في استنتاجاتهم في هذه القضية”.
وكان مارك تونر قال متحدثاً باسم الخارجية الأميركية “انه لا يملك معلومات حول ما أعلنته مجاهدي خلق، لكن سيتم درس كل ما سيقدمونه”. بينما قال المتحدث باسم وزارة الدفاع جيف موريل “مهما كانت صدقية تأكيدات هذه المجموعة، فإن إيران لا تفي بالتزاماتها الدولية”.
لكن ديفيد اولبرايت مؤسس مجموعة ترصد الانتشار النووي شكك في المعلومات التي أوردتها المعارضة الإيرانية، لافتاً إلى أن “مجاهدي خلق” ارتكبوا أخطاء عدة في الماضي. وقال “إنها معلومة جديدة منهم لا يمكن التأكد منها.. ليس هناك في صور الأقمار الصناعية ما يدل على موقع يحوي أجهزة طرد مركزي”.
وقال دبلوماسيون على دراية بالملف الإيراني في فيينا “إن الوكالة الدولية للطاقة الذرية تلقت معلومات من عدة مصادر ويتعين عليها تقييم كل منها من اجل الصدقية”، وأضاف “قبل أن يتسنى إجراء أي تقييم هناك حاجة للحصول على مزيد من الحقائق”.
ووصف مبعوث بريطانيا إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية السفير سايمون سميث إيران بأنها معوقة بشكل فريد لرفضها بعض المفتشين من الوكالة. وقال إن حكومته قد تنظر في مزاعم “مجاهدي خلق” أن لديها أدلة على وجود موقع نووي سري جديد.
ولدى إيران موقع واحد لتحويل اليورانيوم في أصفهان وموقع للتخصيب في نطنز وكلاهما في وسط إيران. وتجرى حالياً إقامة موقع ثالث للتخصيب في قرية فوردو بالقرب من مدينة قم جنوب طهران والذي من المقرر أن يكون جاهزا للتشغيل مع حلول نهاية العام الحالي مع تركيب ما لا يقل عن ثلاثة آلاف جهاز للطرد المركزي هناك.
عدد اليوم
