(دبي) - اللافت في معرض «سلّم الألوان المكتمل»، المقام حاليا في دبي ويجمع الرسامة الأميركية انطوانيت وايسوكي ومصمم الأزياء بييكو بانغ من هونغ كونغ، الدفق الحارّ من الألوان الزاهية والأشكال التجريدية التي تحمل مشاهد تعبيرية غامضة لا يدرك البصر منها سوى زهور آسيوية متنوعة غالبا ما تطفو على سطح ماء، فتبدو في بعض اللوحات زهرة الأوركيدا وسواها في لوحات أخرى، حيث تظهر المشاهد تفصيلية وليست عامة وتغطي السطح التصويري بحيث لا يعود هناك مركز للوحة جاذب لعين المتلقي ومنه تتوزع هذه العين على التفاصيل بل هي كتلة واحدة لونية متناغمة تلتهمها العين دفعة واحدة.
والمعرض الذي يقام في «برو آرت غاليري»، ويضم خمس عشرة لوحة ومثلها من الحقائب النسائية، يقوم على فكرة تجمع الجمالي العميق إلى الوظيفي المباشر في معرض يجمع اللوحة التشكيلية إلى حقيبة نسائية ترتبط جمالياتها الخارجية بجمالية اللوحة كأنما يراد لهذه الحقيبة أن تكون مرآة تعكس وجه اللوحة على نحو متنقل من مكان إلى آخر إذ تتنقل بها صاحبتها. وهذه الفكرة، أي الجمع بين اللوحة التشكيلية المعاصرة وتصميم الأزياء، ليس بعيدا عن مسارات الفنون المعاصرة منذ النصف الأول من القرن الماضي حين تعاون عدد من الفنانين من طراز بابلو بيكاسو وسلفادور دالي مع عدد من مصممي الأزياء المحترفين.
ومن اللافت أيضا في «سلّم الألوان المكتمل»، طريقة عرض اللوحات، إذ أنه يتم عرضها هكذا بلا أطر أو زجاج يغطي السطح التصويري، فعُلِّقت بخيوط تكاد تكون لا مرئية تضع الناظر إلى العمل في مواجهة دفق اللون، إذ هو دفق من المشاعر والأحاسيس أيضا، وكذلك تضعه في مواجهة الملمس الذي يبدو غير خشن في أغلب مناطق السطح التصويري ونتاج ضربات ناعمة ورقيقة خاصة أن الألوان من الإكريليك سريع الجفاف وقد جرّبت الفنانة انطوانيت وايسوكي مزجه على السطح كما في بعض الأعمال. بهذا المعنى كما لو أن الناظر إلى الأعمال الفنية يشعر بأنه هو أول مَنْ يخوض تجربة جمالية مع هذه الأعمال التي انتهت الفنانة من صناعتها للتو.
عدد اليوم
