تعيش عشرات العائلات بطريقة غير قانونية، بعضها منذ سنوات عديدة، في مقبرة كينسوكا جنوب كينشاسا عاصمة الكونغو الديموقراطية، بجوار الموتى مما يعرض أفرادها لمخاطر صحية.
ونظرا لنقص الموارد أو ضيق الأماكن المخصصة للسكن، قررت عشرات العائلات أن تبني أكواخها في هذا المحيط الغريب حيث تهدم القبور في بعض الأحيان.
وقد تؤدي هذه الأعمال إلى عقوبات سجن تتراوح مدتها بين شهر وستة أشهر، في حين أن عقوبات السجن المفروضة على استغلال الأراضي من دون رخص تتراوح مدتها بين شهر وسنة.
وتضم مقبرة كينسوكا المشيدة في العام 1978 رفات شخصيات مرموقة، من أمثال والد السيدة الأولى في البلاد أوليف لمبيه كابيلا، بحسب ما شرح جان بيير، جابي الضرائب على مراسم الدفن.
لكن أكواخا كثيرة بدأت تنتشر فيها وسط أشجار الموز والأعشاب الضارة والنفايات.
وتبدو الحياة طبيعية في المقبرة حيث تتوافر أكشاك خشبية لبيع الأغذية والمواد الأولية وتحمل النساء الدلاء لجلب المياه، حتى أن مدرسة بروتستانتية خاصة فتحت أبوابها في المقبرة قبل ثلاثة أعوام.
وليست مقبرة كينسوكا المقبرة الوحيدة في جمهورية الكونغو الديموقراطية التي يعيش فيها مدنيون وشرطيون وجنود يتعذر عليهم دفع إيجارات المساكن في مناطق أخرى.
وشرح الطبيب بنجامان مافارد كوينغاني مدير قسم النظافة في وزارة الصحة أن "الناس يجدون منابع مياه في بعض الأحيان لكن رائحة الجثث تفوح منها".
أما المركز الصحي "للطب الطبيعي" في المقبرة، فأفاد من جهته بأنه لم يلحظ أي مشاكل.
لكن بيتر وهو بناء دفن والده وجده في مقبرة كينسوكا يتوقع أن يتدهور الوضع في هذه المجمعات السكنية. وقال إن "الدولة سوف ترسل جرافة في أحد الأيام لإزالة المنازل".
وبعد أيام على تصريحات بيتر، توجه بعض الجنود إلى المقبرة لهدم أكواخ مبنية على قبور. فغادر بعض السكان في حين بقي البعض الآخر.
عدد اليوم
