تأهل منتخبنا الوطني إلى المباراة النهائية لبطولة كأس الخليج الحادية والعشرين لكرة القدم، بعد الفوز المستحق على الكويت بهدف، في مباراة نصف النهائي التي جرت مساء أمس، باستاد البحرين الوطني، وحمل الهدف توقيع أحمد خليل في الدقيقة 89. سيطر «الأبيض» على المباراة منذ البداية إلى النهاية، وضاعت الفرص تباعاً نتيجة سوء الحظ، منها كرة أحمد خليل في القائم الأيمن، وخميس إسماعيل في العارضة، ورأس الحارس نواف الخالدي مرتين، في مشهد من طرائف وعجائب «الساحرة المستديرة»
وكان المنتخب الوطني الأفضل على مدار الشوطين، بعد أن فرض سيطرته التامة، بفضل تحركات وسط الملعب بقيادة «الفنان» عمر عبدالرحمن قائد «سيمفونية» العزف الكروي، ليصل منتخبنا إلى نهائي الأحلام عن جدارة.
شوط أبيض
رفعت الدقائق الخمس الأولى شعار الحذر، وحاول كل منتخب اكتشاف الآخر خلال فترة «جس النبض»، وسرعان ما أخذت المباراة طابع السرعة، وخطف يوسف ناصر الكرة من دفاع «الأبيض» ومررها إلى بدر المطوع، لكنه لم ينجح في التصرف بطريقة سليمة، بسبب قيام أكثر من لاعب بالضغط بروح قتالية عالية، ورد حبيب الفردان بتسديدة بعيدة عن المرمى «الأزرق»، وحصل خميس إسماعيل على البطاقة الصفراء الأولى، بعد التدخل مع بدر المطوع في الدقيقة العاشرة.
وبمرور الوقت سيطر لاعبونا على مجريات الأمور بشكل شبه تام، وسنحت أكثر من فرصة للتهديف أمام المرمى «الأزرق»، وسدد عمر عبد الرحمن مرت بجوار القائم الأيمن، وأمسك نواف الخالدي كرة علي مبخوت بثبات، وبمرور الوقت يرتفع معدل الإثارة شيئاً فشيئاً، ويقترب «الأبيض» أكثر فأكثر إلى المرمى الكويتي، وانفرد عبد العزيز هيكل بالخالدي، بعد تمريرة ماكرة من أحمد خليل في الجهة اليمنى، ولكن هيكل سددها ضعيفة خرجت بجوار المرمى في الدقيقة 23.
ووضح اعتماد الصربي جوران مدرب الكويت على الهجوم المرتد، وظهر نواف الخالدي في «الكادر» مرة أخرى في الدقيقة 28 عندما أنقذ مرماه من فرصة هدف مؤكد عندما تصدى لتسديدة صاروخية من عمر عبد الرحمن، وأجرى منتخب الكويت تغييراً اضطرارياً بخروج مساعد ندا للإصابة، ونزول حسين علي، وحاول الكويتيون امتصاص حماس لاعبينا من خلال التمرير وسط ملعب «الأبيض»، وتهيأت الكرة أمام وليد علي على حدود منطقة جزاء منتخبنا في الدقيقة 36 سددها قوية أمسكها علي خصيف بثبات.
ودخل الكويت أجواء المباراة مرة أخرى، ونجح لاعبوه في تهدئة الحماس الإماراتي، وسقط عمر عبد الرحمن مصاباً، قبل نهاية الشوط الأول بست دقائق ليضع عشاق «الأبيض» أيديهم على قلوبهم خشية عدم استكمال اللاعب للمباراة، لكن سرعان ما عاد «عموري» إلى الملعب بعد تلقيه العلاج.
وأشهر الحكم العُماني عبد الله الهلالي البطاقة الصفراء الثانية في اللقاء، وكانت من نصيب لاعبنا حبيب الفردان، بسبب الخشونة مع حمد أمان، ولعب يوسف ناصر رأسية قوية خطيرة مرت عالية عن عارضة علي خصيف في الدقيقة 43، وحصل لاعب الكويت فهد عوض على البطاقة الصفراء الأولى لـ «الأزرق» للعنف مع عمر عبد الرحمن قبل نهاية الوقت الأصلي للشوط بدقيقة.
وأنقذ القائم الأيمن للكويت أجمل كرة في المباراة بعد أن أبعدت تسديدة أحمد خليل بعد جملة رائعة بين لاعبي «الأبيض» الذين توغلوا في قلب الدفاع «الأزرق» بلمسات سحرية متبادلة بين عمر عبد الرحمن وعلي مبخوت وأخيراً أحمد خليل، وارتدت الكرة لعامر عبد الرحمن سددها عالية عن المرمى لتضيع فرصة مؤكدة لهز شباك الكويت في الدقيقة الأخيرة من الشوط الأول الذي انتهى بتعادل سلبي بين المنتخبين بعد سيطرة تامة لـ «الأبيض»، ولكن الحظ وقف له بالمرصاد.
واصل منتخبنا السيطرة على المباراة، مع بداية الشوط الثاني، واعتمد الكويتيون على الهجوم المرتد، ولحق نواف الخالدي بالكرة قبل أن ينقض عليها أحمد خليل في الدقيقة 56، بعد تمريرة رائعة من عمر عبد الرحمن، واستمر ضغط منتخبنا الذي فرض سيطرته التامة على مقاليد اللقاء تماماً، وفاجأ خميس إسماعيل الجميع بصاروخ «أرض جو» في الدقيقة 60 من ضربة ثابتة من حوالي 25 ياردة، ارتطمت بالعارضة والحارس الخالدي مرتين في مشهد يستحق أن يدخل موسوعة الغرائب والطرائف أيضاً، وذهبت تتهادى إلى خارج الشباك، رغم أن الكرة ضربت رأس الحارس «الأزرق» الذي كان يقف على خط المرمى، ولكن الكرة رفضت معانقة الشباب في عناد غريب.
وشارك فهد العنزي في تشكيلة الكويت بدلاً من وليد علي في الدقيقة 63 وأشعل العنزي الحماس في الجهة اليمنى لـ «الأزرق»، وسدد فهد عوض كرة قوية أبعدها علي خصيف لترتد إلى فهد الأنصاري سددها ترتطم في القائم الأيمن لمرمانا وأبعدها مهند العنزي قبل أن تسكن الشباك لتضيع أخطر فرص الكويت في اللقاء.
وفي الوقت الذي سيطر فيه لاعبونا على المباراة إلا أن الهجمات المرتدة لأصحاب القميص الأزرق شكلت خطورة على مرمى علي خصيف، وأجرى مهدي علي تغييراً بخروج حبيب الفردان ونزول حبوش صالح لإيقاف خطورة فهد العنزي في الجهة الكويتية اليمنى.
وتصدى أحمد خليل لضربة ثابتة من الجهة اليسرى لعبها عالية عن المرمى الكويتي في الدقيقة 81، ولعب عامر عبد الرحمن رأسية في يد نواف الخالدي في الدقيقة 84 بعد ركنية عمر عبد الرحمن من الجهة اليسرى.
وواصل لاعبونا إهدار الفرص، منها واحدة لعلي مبخوت الذي استخلص الكرة من دفاع «الأزرق» في الدقيقة 85 ولعبها ارتطمت بجسد الخالدي، وأخيراً اهتزت الشباك الكويتية عن طريق «الصقر» أحمد خليل بعد عرضية نموذجية من عبد العزيز صنقور من الجهة اليسرى، تابعها خليل في المرمى لتعلن عن هدف السبق في الدقيقة 89 وألغى حكم المباراة هدفاً صحيحاً لعلي مبخوت في الدقيقة 90 بداعي التسلل، وحافظ «الأبيض» على التقدم حتى انتهت المباراة بفوز مستحق لمنتخبنا الذي صعد إلى المباراة النهائية للبطولة عن جدارة واستحقاق.
مبخوت: التأهل أهم من التسجيل
المنامة (الاتحاد) - أكد علي مبخوت نجم هجوم «الأبيض» أن المواجهة مع الكويت كانت أقرب إلى مواجهات «حبس الأنفاس»، في ظل قوة «الأزرق» وقدرته على الدفاع ببسالة عن مرماه مع شن هجمات مرتدة خطيرة، وهو أسلوب يشتهر به المنتخب الكويتي، وخاصة في البطولة الحالية.
ورداً على سؤال حول عدم تمكنه من ممارسة هوايته في هز شباك المنتخبات الخليجية وفقاً لما كانت تتوقعه الجماهير الإماراتية، قال مبخوت: «لا يجب أن نفكر في هوية أو اسم اللاعب الذي يسجل، المهم هو الفوز والتأهل للمباراة النهائية، خاصة أن مواجهتنا مع المنتخب الكويتي كانت أقرب إلى مواجهات «حبس الأنفاس»، لأننا كنا في مواجهة فريق منظم وصعب المراس، وخاصة من الناحية الدفاعية».
الملعب: استاد البحرين الوطني
الحكم: العُماني عبدالله الهلالي
الجمهور: نحو 30 ألف متفرج
الأهداف:
الإمارات: أحمد خليل في الدقيقة 89
الإنذارات:
الإمارات: خميس إسماعيل (10) وحبيب الفردان (42) وعامر عبدالرحمن (68) وعلي مبخوت (90)
الكويت: فهد عوض (44) ومحمد راشد (71) ونواف الخالدي (90)
تشكيلتا المنتخبين:
- مثل الإمارات: علي خصيف - عبدالعزيز هيكل ومحمد أحمد ومهند العنزي وعبدالعزيز صنقور وخميس إسماعيل وعامر عبدالرحمن (ماجد ناصر) وحبيب الفردان (حبوش صالح) وعمر عبدالرحمن وعلي مبخوت وأحمد خليل (محمد فوزي).
المدرب: الإماراتي مهدي علي
- مثل الكويت: نواف الخالدي- محمد الرشيدي ومساعد ندا (حسين حاكم) ومحمد راشد وفهد عوض وطلال نايف (فهد الرشيدي) وفهد الأنصاري وحمد أمان وبدر المطوع ووليد علي (فهد العنزي) ويوسف ناصر.
المدرب: الصربي جوران توفيدزيتش
عدد اليوم
