الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

شركات اتصالات أوروبية تفرض أسعاراً جديدة على خدمات الجيل الرابع

14 يونيو 2013 21:09
يعلق المشغلون الأوروبيون الآمال على إطلاق خدمات محمول الجيل الرابع عالية السرعة التي يرون أنها ستعمل على زيادة إيراداتهم وأرباحهم بعد فترة طويلة من التقلص. غير أن محللين يشككون فيما إن كان في مقدور المشغلين إقناع المستهلكين بدفع مزيد من رسوم الجيل الرابع في سوق إقليمية شرسة التنافسية. شهد الإطلاق الجزئي لخدمات الجيل الرابع في أوروبا حتى الآن، نتائج متفاوتة حيث قيام بعض المشغلين بفرض أسعار تفوق أسعار الجيل الثالث، بحسب بحث أجرته سيتي جروب لحساب فاينانشيال تايمز، حيث اقتضت خدمات محمول الإنترنت السريع في فرض رسوم أعلى في بعض الدول الأوروبية. ووجد محللو سيتي جروب أن هناك نموذجاً ناشئاً يتضمن إدخال الجيل الرابع مجاناً لفئة العملاء عالية الإنفاق، مع فرض رسوم إضافية على فئة العملاء منخفضة الإنفاق، غير أنه لم يكن هناك توافق عام على هذا النموذج في أوروبا. وكان كبار المشغلين الأوروبيين قد وعدوا المساهمين الذين طالما عانوا بأن يكون التحول المقبل في تقنية المحمول مختلفاً عن الجيل الثالث الذي استخدم في السنوات العشر الماضية التي زاد فيها الإنفاق على ترددات المحمول وتباطأ بناء الشبكات الأمر الذي أضر بالاستثمار ضرراً كبيراً. ويعد تنفيذيون بإطلاق خدمات الجيل الرابع المصحوب بوصول ترددات المحمول عالية السرعة وتغيرات كبرى في طريقة استخدام الهواتف المحمولة. ذلك أن الجيل الرابع عالي السرعة سيتيح تزويد الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر اللوحية بالبيانات بأسلوب أفضل على نحو يسهل خدمات الإنترنت كالتواصل الاجتماعي والألعاب. ويرى تنفيذيو الاتصالات أن إنشاء منصات ذات أسعار أعلى لهذه الخدمات يعتبر بديلاً مناسباً عن انخفاض أنشطة الصوت والنصوص التقليدية. وقال سايمون ويدن المحلل في سيتي جروب: «بعد سنوات من المناخ الانكماشي لدى مشغلي المحمول الأوروبيين فرصة لاكتساب بعض القوة السعرية مع التحول إلى الجيل الرابع أو ما يسمى بالتطور طويل الأجل (LTE)». وبحسب دراسة أجرتها أريكسون مؤخراً ستتاح خدمات الجيل الرابع لنحو 60% من سكان العالم وسيزيد عدد مشتركيها على مليار مشترك بحلول عام 2018، مدفوعة بأجهزة أكثر قدرة والإقبال على خدمات كثيفة البيانات مثل الفيديو. ومع ذلك لا يوجد ما يضمن قبول العملاء لأسعار أعلى أو أن درجة التنافس الشديدة في أوروبا ستسمح للمشغلين بتلك الميزة. أما في الولايات المتحدة لم يكن من الصعب فرض رسوم زائدة على مستخدمي الجيل الرابع بالنظر إلى وجود عدد محدود من الشركات الكبرى بخلاف الوضع في أوروبا التي بها عدد كبير من الشركات المتباعدة تفرض كل واحدة منها ما تراه من رسوم، بل تعهد بعضها بتقديم خدمات الجيل الرابع بدون فرض أي رسوم إضافية مثل شركة ثري البريطانية. على سبيل المثال تقدم فيريزون خدمة الجيل الرابع في أكثر من 440 مدينة أميركية تغطي قرابة 80% من سكان الولايات المتحدة بحسب محللين، بينما لم يفلح منافسون أصغر سوى في تغطية ثلث الولايات المتحدة فقط. وهذا يتيح لفيريزون فرصة فرض زيادة أسعار، غير أن محللين يقولون إن ذلك يصعب تحقيقه في أوروبا التي بها على الأقل ثلاثة أو أربعة مشغلي محمول وطنيين بالإضافة إلى منافسين أصغر يستخدمون الشبكات على أساس بيع بالجملة. وهذا يفسر تزايد الفجوة بين متوسط الإيراد لكل مستخدم بين أوروبا والولايات المتحدة. في الولايات المتحدة يقبل المستخدمون على الاشتراك في خدمات الجيل الرابع الأغلى الأمر الذي يزيد الإيرادات لكل مستخدم. أما سوق المحمول في أوروبا التي تباطأت في إطلاق التقنية الجديدة الراجع جزئياً إلى بطء إتاحة ترددات النطاق العريض فقد أضحت الخدمة كالسلعة نظراً لأن المشغلين يقدمون خدمات متماثلة ولكنها متفاوتة السعر. وقل ويدن إنه من الصعب تقليد النموذجين الأميركي والسنغافوري نظراً للجو التنافسي الأشد في معظم الأسواق الأوروبية. غير أنه لا بد لشركات المحمول أن تثبت للمساهمين فائدة التكاليف العالية لشراء وبناء شبكات الجيل الرابع - حيث لم تصرح سوى فودافون فقط مؤخراً بأن إنفاقها الرأسمالي ببريطانيا سيزيد بنسبة 50% هذا العام لتغطية تلك التكاليف. يقول بعض المحللين إن الحل يكمن في إنشاء خدمة جيل رابع متميزة لجذب العملاء الذين لديهم استعداد لدفع المزيد للحصول على تغطية أفضل وخدمة أجود. ويؤكد جيرفيس بيليسيه المدير المالي لشركة أورانج أن الشركة في وسعها زيادة الأسعار حين تطلق خدمة الجيل الرابع، وهو يقارن سوق الاتصالات بصناعة الخطوط الجوية التي بدأ منها اختفاء الفئة المتوسطة من التذاكر نظراً لتوجه القطاع نحو الانقسام بين الرحلات الجوية الموفرة ورحلات الدرجة الأولى. ويقول بليسيه إن أورانج تعتزم الاستثمار في شبكة الجيل الرابع لتلبي احتياجات هذه السوق المتميزة. كما أن فودافون واثقة من أن إطلاق خدمات محمول الجيل الرابع فائقة السرعة ستكون نقطة فارقة للأسعار التي تدهورت دائماً في العقد الماضي. وتشير فودافون إلى نشاطها في ألمانيا التي استخدمت فيها الجيل الرابع في نصف الدولة تقريباً بزيادة قدرها 10 يورو في متوسط الإيراد من كل مستخدم. وتشكك روبن بننستوك المحللة في برنستاين في استمرارية سياسة زيادة السعر - وتؤكد أنه ينبغي على المشغلين إحداث فرق ملحوظ في سوق أضحت فيها الخدمة أشبه بالسعلة. ولكنها تقول إن ذلك قد ينطوي على صعوبات بسبب التنافسية القائمة في أوروبا. كذلك استغلت شركة إي إي أكبر مشغل بريطاني ميزة إطلاقها خدمات الجيل الرابع للمرة الأولى في فرض أسعار تزيد على أسعار خدمات الجيل الثالث وتؤكد استمرار جدوى هذه السياسة، اعتماداً على إقبال المستخدمين على خدمات السرعة العالية والشبكات الأعلى جودة. عن «فاينانشيال تايمز» ترجمة: عماد الدين زكي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©