السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الخيم الرمضانية الخاصة في دائرة الخطر

الخيم الرمضانية الخاصة في دائرة الخطر
30 يونيو 2014 14:34
ينتظر خليفة حمد قدوم شهر رمضان المبارك، ليحلو له السمر والسهر، ولقاء الأصدقاء بعد صلاة التراويح حتى الساعات الأولى من الفجر في الخيمة الرمضانية التي تقام في «الفريج» الذي يقطنه بمنطقة عود المطينة، لكن خليفة، وهو شاب موظف، لم يفكر مطلقاً باحتمال تعرضه لحادث حريق داخل تلك الخيمة، مستبعداً نشوب حريق نتيجة خلل في أحد المكيفات، أو المراوح، أو برادات المياه، أو الإضاءة. ويؤكد أنه لم يسبق له أن فكر بهذا الاحتمال، لأنه لم يلحظ في السنوات الماضية أي فرق تفتيشية تابعة للبلدية، أو الدفاع المدني تقوم بجولات على الخيام الرمضانية الخاصة للتأكد من اتباعها وسائل السلامة، وأنه وأصدقاه قادرون على التصرف في حال نشوب حريق لا قدر الله، وفي حال توسع الحريق وخروجه عن السيطرة، فإنه لن يتردد في الاتصال بالشرطة والدفاع المدني. تحقيق: شروق عوض مع قدوم شهر رمضان، تنتشر الخيام الرمضانية الخاصة التي تستقطب فئات متعددة من المجتمع في الإمارات، وتنقسم الخيام إلى تابعة للأسر، وأخرى تابعة للفنادق والمطاعم، ومع انتشار الأجواء الصاخبة وروائح الشيشة، بدأ كثير من الأسر المواطنة تتفق مع بعضها على إنشاء خيمة رمضانية في «الفريج»، وسط عادات إماراتية بعيدة عن تلك العادات الدخيلة على المجتمع التي تقدمها خيام الفنادق والمطاعم. وتحتضن الخيام الرمضانية عدداً من الأسر بكبارها وصغارها، مما يحتم على أصحابها والمشرفين عليها والجهات المعنية التأكد من اتباعها وسائل السلامة العامة، وتجهيزها بكل ما يمنع تعكير صفو تلك الليالي الرمضانية. وأكد أرباب أسر أن البلدية والدفاع المدني لا يمارسان الرقابة الدائمة على الخيام الرمضانية المنتشرة في الأحياء السكنية، وينتهي الدور عند التأكد من تلبية الاشتراطات الخاصة بالأمن والسلامة ومنح التصاريح، مطالبين بالكشف على الأجهزة الكهربائية المستخدمة في هذه الخيام، ومواصلة الرقابة طوال الشهر الكريم. وأكد عبد الرضا يوسف أن الخيمة الرمضانية الموجودة في حيه السكني فرصة للأصدقاء من أبناء الجيران وذويهم للقاء والترفيه بالجلوس على الأرض، وحول طاولة عامرة وحافلة بالقهوة العربية وأصناف التمور والمأكولات والمشروبات الخفيفة والحلويات المحلية، كاللقيمات، التي توفرها ربات بيوت الحي، معتبراً أن الخيمة لا تحتاج لرقابة الجهات المسؤولة، فأهل الفريج يقومون بمراقبتها وتنظيفها بشكل مستمر. وقال: نترك مسألة الحماية من المخاطر بيد رب العالمين، فالأعمار بيده سبحانه وتعالى، ويجب على الجهات المختصة من دفاع مدني وبلدية التفتيش على الخيام الرمضانية، والتأكد من مطابقة جميع التوصيلات لشروط السلامة. التركيز على الفنادق وأكد سيف محمد، أب لطفل، أنه يقضي ليالي شهر رمضان مع جيرانه في الخيمة التي توفر أجواء رمضانية، وتخرج أرباب الأسر من الروتين اليومي بين العمل وشراء حاجيات البيت ومستلزماته، كما أن الخيام الرمضانية العائلية تريح الأسر، وتبعدهما عن المضايقات الموجودة في الخيام الرمضانية الخاصة بالفنادق والمطاعم. وطالب سيف البلدية والدفاع المدني بالقيام بجولات تفتيشية على كل الخيام الرمضانية في المساكن والأحياء السكنية، لا أن تقتصر المراقبة على خيام الفنادق والمطاعم والشركات، مشيراً إلى أهمية ربط تلك الخيام إلكترونياً بغرف عمليات الدفاع المدني، وفي حال شب حريق في إحداها، تتوجه فرق الدفاع إليها. طيش الشباب ومن واقع متابعتها للخيام الرمضانية المنتشرة في الأحياء السكنية، وفي باحات البيوت، أكدت ورود علي، وهي أم لثلاثة أطفال، أن أكثر مرتادي الخيام هم فئة الشباب، وهو ما اعتبرته أمراً في غاية الخطورة، فهذه الفئة تعرف بطيشها وعدم التفاتها لأدق التفاصيل، ولا يعنيها مراقبة أجهزة التكييف التي تعتبر قنبلة موقوتة قد تنفجر في أي لحظة، إما لخلل ما، أو لماس كهربائي، كما أنّ الشاب لا يبالي لو انبعثت رائحة من أجهزة الكهرباء أو سيجارة، فهمه الأوحد هو الترفيه عن نفسه وسط أصدقائه وأقربائه، أو متابعة الحديث واللعب بهاتفه، ولهذا يتوجب على البلدية والدفاع المدني أن يحكما الرقابة على الخيام الخاصة التي تحتضن فئات عمرية صغيرة. تضرر الجميع أنيتا صلاح، موظفة، أكدت ضرورة قيام الجهات المعنية بمنح تصاريح اللازمة قبل إقامة تلك الخيام والسماح لأصحابها بالمكوث فيها، لما لذلك من فائدة في حماية أرواح الموجودين فيها وأيضاً بيوت الأسر المجاورة لها، فحين تقع الواقعة، لا قدر الله، سيتضرر كل من وجد في منطقة الخيمة، ولن يسلم أحد من مخاطر ألسنة النيران. وأكدت أسماء سبيل، أم لطفل، أن حرائق نشبت في بعض الخيام، وحصدت أرواح العديدين، فنحن في غنى عن تلك الحوادث، ويتوجب على الجهات المسؤولة وضع تلك الكوارث التي وقعت في بعض الدول المجاورة نصب عينيها، منعاً لانتقال «العدوى»، إذا جاز. خيام العوير وأشار عصام يوسف إلى أن منطقة العوير التي يقيم فيها تزهو بالخيام الرمضانية التي تقدم لمرتاديها كل سبل التسلية، سواء في باحة المنزل أو في أحد الأحياء، مشدداً على ضرورة قيام الجهات المسؤولة بدور حيوي مهم يتعدى منح التصاريح للراغبين بنصب خيام رمضانية، بعد التأكد من توافر الاشتراطات، بل يلزمها بالمتابعة بعد منح التصاريح، وإحكام الرقابة ونشر فرقها حتى لا تتحول تلك الخيام إلى مآتم جماعية. وقفة مع الدفاع والبلدية وتتولى إدارات الدفاع المدني المنتشرة بأرجاء الدولة مع مطلع شهر رمضان إصدار اشتراطات خاصة بالخيام الكبيرة التي تنتشر في الفنادق والمطاعم والمقاهي، إضافة إلى الخيام الصغيرة في الفلل والأحياء السكنية، إذ تتوحد أهداف هذه الاشتراطات بمجملها بهدف واحد هو حماية الناس. الخيام بين الماضي والحاضر للتعرف على تاريخ الخيام الرمضانية وطبيعتها في الإمارات، والتحولات التي طرأت عليها، قال عبد العزيز مسلم مدير التراث والشؤون الثقافية في دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة، إن هذه الظاهرة جديدة على مجتمعنا حيث إن التقليد السابق كان يقوم على تقديم وجبات الإفطار في المساجد بعد صلاة المغرب، إذ يأخذ كل فرد عدداً من الأطباق من منزله ويشارك الجميع في تناول وجبة الإفطار بعد الصلاة. وفي ما يخص الأجواء التي كانت سائدة من قبل فقد كان الناس أكثر قرباً من بعضهم بعضاً، فالجميع يعرفون بعضهم والأجواء كانت تسودها الحميمية، وكانت البيوت مفتوحة أمام الضيوف وعابري السبيل، فالكل يجد قوت يومه ووجبة إفطاره، وكانت الحياة بسيطة والوجبة تتكون عادة من التمر واللبن وبعض الوجبات المحلية. أما الآن فقد تغيرت الأمور فنشاهد هذه الخيم، وهي تقليد لعادات وافدة من دول أخرى وتحولت شيئاً فشيئاً إلى ظاهرة تجارية لا علاقة لها بشهر رمضان، ونحاول في إدارة التراث أن نحافظ على تقاليد الخيمة الرمضانية كما كانت في السابق من خلال تقديم ما يعرف ب «موائد الرحمن»، كما نحاول أن نجعل الخيمة التي تفتح أبوابها بعد صلاة التراويح فرصة للالتقاء بكبار السن ليحكوا لنا تقاليد شهر رمضان المبارك، ونطرح أيضاً مواضيع جادة للنقاش ونستمع إلى هموم الشباب ومشكلاتهم، وكذلك نسعى إلى أن تكون الخيمة الرمضانية مجالاً لطرح القضايا والهموم الاجتماعية والثقافية، بينما الظاهرة المتمثلة في الخيام التجارية ليست أكثر من فرصة للترفيه في المقام الأول ولا تنطوي على الإيجابيات التي نسعى إليها أو نرغب في حدوثها. اشتراطات السلامة الوقائية ضرورة توفر المرونة الكافية في الخيام بحيث تحقق لشاغليها شروط السلامة المطلوبة. لا يجوز استعمال الخيام للتخزين. لا يجوز استعمال أية معدات منتجة للحرارة مثل الأفران والسخانات ومواقد الطهي داخل الخيام. في حال نصب تكييف داخلي يتوجب وضع وحدة معالجة الهواء خارج الخيمة مع تزويد الخيمة بالهواء عن طريق قناة تكييف بطول لا يقل عن 1.5 متر من جهاز التكييف حتى الخيمة وأن تكون وحدة التكييف مخصصة لهذا الغرض. ضرورة أن تكون المصابيح الكهربائية الخاصة بالإنارة الداخلية بعيدة عن قماش الخيمة بما لا يقل عن 50 سم. ضرورة أن تكون التمديدات الكهربائية داخل مواسير حماية بالإضافة إلى توفير قاطع كهربائي تلقائي مع مراعاة توزيع الأحمال الكهربائية على القواطع التلقائية. تزويد أجهزة التكييف لكل وحدة تكييف قاطع كهربائي خاص بها. يتوجب أن تكون الديكورات الداخلية وأقمشة الزينة معالجة بمواد مبطئة لانتشار اللهب. ضرورة أن تكون الأقمشة والمواد المصنعة منها الخيام مقاومة للهب وأن تحقق المواصفات المعتمدة بهذا الخصوص. توفير عدد كاف من مطفآت الحريق اليدوية نوع ماء سعة 9 لتر. *توفير مراقب سلامة واحد أو أكثر لدى الجهة المسؤولة عن تركيب الخيام لمتابعة حالات الطوارئ وأن يكون مُلِماً باستخدام مطفآت الحريق وإجراءات الطوارئ وأن تتوفر لديه وسيلة اتصال مباشر بالدفاع المدني عند الطوارئ أو الحاجة لأية استشارات. توفير مسافة فاصلة بين الخيم لا تقل عن 4 أمتار مع ترك نفس المسافة بين الخيام والأكشاك. المحافظة على مساحة خالية من المخلفات والحشائش والمواد القابلة للاشتعال وذلك على مدى 3 أمتار على الأقل حول جميع الجهات المحيطة بالخيمة. ضرورة أن تكون الخيام المستخدمة مصنعة من أقمشة مقاومة للحريق مع تقديم شهادة وتقرير اختبار تثبت ذلك لإدارة الدفاع المدني. عند نصب الخيام المتجاورة بحيث يراعى توفير مساحة إخلاء كافية لاستيعاب شاغلي الخيام. اشتراطات ومخالفات عدم الحصول على موافقة الدفاع المدني قبل تركيب الخيم يعتبر مخالفة صريحة أوضحت بلدية دبي أن الاشتراطات التي تفرضها على الراغبين بإقامة خيام، سواء كانوا من المؤسسات، والشركات، والفنادق والمطاعم، والأفراد، تتقاطع مع بعض اشتراطات إدارة الدفاع المدني بدبي. وأكد المهندس داوود الهاجري مدير إدارة التخطيط بالبلدية أن عدم تقدم جميع الشركات والمؤسسات والأفراد للحصول على موافقة دائرة الدفاع المدني قبل تركيب الخيام الرمضانية يعتبر مخالفة صريحة. وأوضح خطوات الحصول على تصاريح للخيام الرمضانية قائلاً: يتوجب من المؤسسات والشركات التي تقوم بتركيب الخيام الحصول على تصريح مؤقت للخيمة الرمضانية من إدارة التخطيط على موقعها الإلكتروني مسبوقاً بموافقة الدفاع المدني، وعلى الجهة الحاصلة على التصريح إزالة جميع المخلفات وتنظيف الموقع عند انتهاء صلاحية التصريح أيّ خلال الشهر الفضيل فقط أو عندما تطلب البلدية ذلك، مع الالتزام الكامل باشتراطات السلامة لحماية الأرواح والممتلكات من مخاطر الحرائق خلال الشهر الكريم. وأوضح أنّ لكل خيمة شروطاً تختلف طبقاً لنوع ومقاس الخيمة والمادة المصنعة منها وطبيعة الاستخدام. وقال: إنّ الإدارة اشترطت على جميع تلك الجهات عند تركيب الخيام الرمضانية وجوب التقدم بطلب لإقامة ونصب تلك الخيام إلى البلدية والتي تقوم بدورها بالتنسيق مع إدارة الدفاع المدني للكشف على اشتراطات السلامة والوقاية. المطروشي: الخيام الكبيرة اختصاصنا والصغيرة في عهدة أصحابها طالب اللواء خبير راشد ثاني المطروشي مدير عام الدفاع المدني بدبي أصحاب الخيام الصغيرة في المنازل كونها تخضع لمعايير السلامة التي تفرضها إدارة الدفاع المدني، الاتصال برقم طوارئ الدفاع المدني 997 لطلب مساعدة الدفاع عند الحاجة. وأوضح أن هناك نوعين من الخيام، الأولى مثل التي تنصب في الساحات العامة والفنادق وغيرها، وتتم مراقبتها بشكل دائم من قبل الدفاع المدني وفرق السلامة الخاصة بها، أما فيما يتعلق بالخيام في المنازل، فإنها تخضع لنفس معايير السلامة التي تفرضها إدارة الدفاع المدني، ولكنّ مراقبتها تتم من قبل أصحابها، وهم يعرفون رقم طوارئ الدفاع المدني 997 لطلب مساعدته عند الحاجة. وأكد أن ترخيص الخيام يتم من قبل البلدية، وتخضع لمجموعة من معايير الوقاية والسلامة التي يفرضها الدفاع المدني، ولا يجوز ربطها بالتيار الكهربائي قبل الحصول على موافقته، وتزويد أصحابها بشروط وإرشادات السلامة المطبوعة باللغتين العربية والإنجليزية. وعمّا إذا كانت إدارة الدفاع المدني قد سجلت أي حوادث حرائق في الخيام الرمضانية، أكد أنه لم تسجل أية مخالفة في الخيام الرمضانية خلال شهر رمضان الماضي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©