خاط مصمم الأزياء السعودي قاسم القاسم روح الأصالة العربية في تصاميم تشتعل بريقا بمزيج فريد من جمالية فنية عالية. إذ حاصر اللون الواحد بأسوار لونية مقتبسة من الحضارة العربية في الأندلس. ورسم الحلم ورودا من كافة الأحجام على أذيال العباءات والفساتين الهدلة؛ فبدت قصائد عربية تختال على أقمشة الموسلين والحرير والشيفون بألوان الطيف.
وهكذا أخرج القاسم العباءات في تصميماته الجديدة من طابعها الكلاسيكي مجددا روحية العباءة بما يتناسب مع ذوق المرأة العصرية التي تعيش في العالم العربي. واعتمد القاسم في مجموعته هذه ألوانا نارية كالأحمر ومشتقاته والليلكي وتدرجاته كما استعمل بعض الألوان الهادئة كالأبيض والبيج والزهر. وكان لافتا استعمال القاسم ألوانا جديدة من خلال مزج لونين أو أكثر في قطعة واحدة مع إظهار للطابع العربي من خلال استعمال نقشة الكوفية والنقش بالحنة والتاتو البدوي ما جعل العباءات أكثر تألقا دون غياب للتطريز الذهبي الذي أضفى على الأثواب جمالا غير متناهي.
كما نثر القاسم وروده وأزهاره على امتداد فساتينه فمنها المورد بالترتر والكيردان ومنها المورد بالأورجانزا ومنها المورد بالساتان المقصوص بالليزر ومنها المورد بالرسوم اليدوية ضمن 35 قطعة منسجمة بالتفصيل العام ولكنها متميزة عن بعضها البعض بالقصة الفضفاضة حينا وقصة أجنحة الطيور التي تمنح الفستان مدى أوسع في حين آخر والذي يتناسب مع حركة المرأة العملية.
وشهدت تصميمات القاسم في مجموعته الجديدة لربيع وصيف 2010، تطويرا كبيرا لمضمون الجلابية وتحويلها إلى لوحات فنية في ألوانها وقصاتها ورسوماتها، حيث استوحت تصميمات من توارث الأجيال جيلا بعد جيل، وربطتها بالتطور الذي يشهده العالم والتغيير الذي يلمسه كل شخص فحاك المصمم بخيوطه الذهبية هذه المراحل وتنوعت أقمشته المنسدلة بين الدانتيل المطرز يدويا والتول المموج والجورجيت والأورجانزا والتافتا الحـرير والموسـلين المورد ليضفي رقة وشفافية وميز هذه القصات والأقمشة بالتطريز والشك اليدوي المشغول بفن وتقنية جديدة.
ويظهر القاسم في هذه المجموعة فنانا تعوّد الإبداع فيما يقدّم، وأمتع الجمهور بتصاميم جذّابة وأنيقة موسماً بعد الآخر. ومن خلال خبرته ومجموعات الأزياء التي قدّمها، اكتسب ثقة الأنيقات وجعل من تصميماته رمزاً مرتبطاً بمفهوم الأناقة لديهن. فهي تتماشى مع كل المناسبات وتوفّق بين الأناقة والموضة بحشمة، فترافق المرأة في كل مناسباتها الرسمية والخاصة.
والمميّز في حجابات الرأس المرافقة لهذه المجموعة أنها جاءت بنفس الأسلوب والتصميم اللذين صمّمت عليهما الجلابية والخامة المصنوعة منها لمظهر عام أنيق وجذّاب.
عدد اليوم
