جوبا (د ب أ) - طالبت دولة جنوب السودان بإحالة مسألة ترسيم الحدود مع السودان إلى التحكيم الدولي. وقال رئيس جنوب السودان سيلفا كير ميارديت أمام البرلمان أمس الأول إن مفاوضات الحدود بين بلاده والسودان قد فشلت، وأنه يتعين على الطرفين إحالة مسألة ترسيم الحدود إلى المحكمة الدائمة للتحكيم في لاهاي، بحسب ما ذكرته الإذاعة الكاثوليكية في جنوب السودان.
وأضاف أن دولة جنوب السودان قد سعت مراراً إلى تسوية قضية ترسيم الحدود مع السودان منذ عام 2005 غير أنه لم يتم إحراز تقدم. واتهم سيلفا كير الخرطوم بأنها غير مستعدة لتسوية قضية الحدود، بحسب الإذاعة.
وكشف رئيس جنوب السودان النقاب عن أنه بعث برسالة إلى مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي يناشده إحالة قضايا الحدود إلى المحكمة الدائمة للتحكيم. وحذر من أنه لن يقبل أي حل ملزم من الاتحاد الأفريقي يكون في صالح الخرطوم في حال فشلت الدولتان في التوصل إلى اتفاق في غضون ثلاثة أشهر بشأن قضايا ما بعد الانفصال.
وتمنح خريطة طريق الاتحاد الأفريقي بشأن السودان وجنوب السودان، والتي تبناها مجلس الأمن في قراره رقم 2046، اللجنة التنفيذية رفيعة المستوى المعنية بالسودان، التابعة للاتحاد الأفريقي، الحق في فرض حل ملزم على الدولتين، في حالة الفشل في التفاوض بشأن حل القضية.
وكان وزير الدفاع السوداني عبد الرحيم محمد حسين أشار إلى إخفاق جولة المحادثات الأمنية التي شارك فيها، والتي عقدت بين الخرطوم وجوبا في أديس أبابا في إحراز أي تقدم أو التوصل إلى اتفاق، لأن وفد الجنوب قدم خريطة جديدة، وصفها بـ”العدائية” من أفكارهم الخاصة، بدلاً من “الخريطة الدولية” المعترف بها من المجتمع الدولي والأمم المتحدة، والتي حصل الجنوب بموجبها على الاستقلال، وذلك في إطار تطبيق الاتفاقية الشاملة.
يشار إلى أن اللجنة التنفيذية رفيعة المستوى المعنية بالسودان، التابعة للاتحاد الأفريقي، بقيادة رئيس جنوب أفريقيا السابق ثابو مبيكي، تتولى بحث القضايا مثار خلاف بين السودان وجنوب السودان، والتي تشمل الحدود وعائدات النفط ومنطقة أبيي. وكانت الدولتان خاضتا اشتباكات حدودية بشأن منطقة هجليج الغنية بالنفط، مطلع شهر أبريل الماضي، واحتلتها قوات جنوب السودان أياماً قليلة، قبل الانسحاب منها.
وعقب الاشتباكات ألغى الرئيس السوداني عمر حسن البشير سفره إلى جوبا عاصمة جنوب السودان لعقد قمة، كان من المقرر أن تتناول القضايا العالقة بين الدولتين.
عدد اليوم
