الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

واشنطن: مراقبة الاتصالات أحبطت عشرات الهجمات الإرهابية

واشنطن: مراقبة الاتصالات أحبطت عشرات الهجمات الإرهابية
14 يونيو 2013 00:32
واشنطن (أ ف ب) - قال مدير عام وكالة الأمن القومي الأميركي الجنرال كيث الكسندر المكلف ببرنامج لجمع وتحليل بيانات الإنترنت والهاتف أمس الأول، إن برامج المراقبة التي تقوم بها وكالته ساهمت في منع “عشرات الهجمات الإرهابية”. وردا على أسئلة تعكس تشكيك البرلمانيين، في جلسة استماع في مجلس الشيوخ الأميركي، قال إن برامج وكالته تخضع لإشراف مناسب من القضاء والكونجرس. وقال “إنها معلومات سرية لكن الأمر يتعلق بعشرات الأحداث الإرهابية التي أسهم هذا البرنامج في منعها.. هنا وفي الخارج”. وهي المرة الأولى التي يخضع فيها الكسندر للمساءلة العامة منذ كشف المتعاقد السابق مع الوكالة ادوارد سنودن عن البرنامج. وأضاف “أُريد أن يعرف الأميركيون أننا شفافون في هذه المسألة”، مشددا على أن “ثقة الشعب الأميركي ضرورة مقدسة” كي تتمكن وكالته من القيام بعملها. وردا على سؤال حول ما إذا كان الكشف عن برامج المراقبة سيساعد إرهابيين على تجنب الرصد، قال الكسندر إنهم “سيتفادون ذلك وسيموت أميركيون” لهذا السبب. وأضاف “تم إلحاق ضرر كبير عبر الكشف عنها. والنتيجة باعتقادي هي تهديد أمننا”. في الشهر الماضي اختفى سنودن التقني العامل المتعاقد مع قاعدة لوكالة الأمن القومي في هاواي، بعد تحميل وثائق سرية ليظهر في نهاية الأسبوع في هونج كونج لإجراء مقابلات صحفية. وأحرج سنودن وأغضب إدارة الرئيس الأميركي باراك اوباما بكشفه عن جمع الوكالة تسجيلات اتصالات ملايين المشتركين الأميركيين في خدمة الهاتف واستهدافها بيانات الإنترنت الخاصة بمستخدمين أجانب. وأثار الأمر خلافا حول الخصوصية وحدود السلطة التنفيذية في العصر الرقمي، على ما كان ينوي سنودن بحسبه، ودعوات لتوقيف المسرب وإعادته إلى بلاده للمحاكمة. في غضون ذلك، صرح مدير مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي) روبرت مولر أمس أن السلطات الأميركية بدأت تحقيقا جنائيا وتتخذ “جميع الخطوات الضرورية” لملاحقة ادوارد سنودن قضائيا لكشفه عن برامج مراقبة أميركية سرية. وقال مولر أمام اللجنة القضائية في مجلس النواب “بالنسبة للشخص الذي اعترف بكشفه عن هذه المعلومات، فإنه يخضع حاليا لتحقيق جنائي”. وأضاف إن “الكشف عن هذه المعلومات تسبب بضرر كبير لبلادنا وأمننا. ونحن نتخذ جميع الخطوات الضرورية لتحميل هذا الشخص المسؤولية عن ذلك”. وتأتي هذه التصريحات كأول تأكيد صريح بأن الحكومة الأميركية تلاحق سنودن. ودافع مولر عن جمع سجلات الهواتف الأميركية ومراقبة اتصالات الانترنت وقال انها برامج شرعية وافق عليها قاض وتتماشى مع الدستور. وأضاف ان الحكومة مصممة على حماية الحقوق الخاصة والحريات المدنية وفي الوقت ذاته تسعى الى منع أية هجمات إرهابية ممكنة على الولايات المتحدة. وصرح سنودن لصحيفة “ساوث تشاينا مورنينج بوست” في هونج كونج بأنه سيقاوم أي محاولة لتسليمه، متهما وكالة الأمن القومي الأميركية بإجراء عشرات آلاف هجمات القرصنة حول العالم. وردا على سؤال عن سنودن، أكدت المتحدثة باسم الخارجية الصينية هوا تشونيينج في لقاء صحفي دوري “لا معلومات لديّ لأُقدمها”. ولزم الإعلام الصيني الصمت نسبيا حيال المسألة. لكن صحيفة “تشاينا دايلي” أكدت أمس أن أخبار البرنامج الأميركي “ستشوه بالطبع صورة واشنطن في الخارج وستشكل امتحانا للعلاقات الصينية الأميركية”. وقالت الصحيفة الرسمية إن “كيفية التعامل مع القضية ستطرح تحديا للنوايا الحسنة الناشئة بين بكين وواشنطن، نظرا لوجود سنودن على أراض صينية، فيما تشهد العلاقة بين البلدين توترا مستمرا حول أمن الإنترنت”. وأكدت المتحدثة باسم الخارجية الصينية أن بلادها ضحية للهجمات على الإنترنت، وأن “الصين تدعو بشدة إلى ضمان أمن الإنترنت”. واعتبر الكثيرون سنودن شخصا نفذ عمل عصيان مدني شجاع للكشف عن تجاوزات الحكومة الأميركية، والدفاع عن خصوصية مستخدمي الإنترنت الأبرياء. كما اعتبره آخرون ومن بينهم مسؤولو أجهزة الاستخبارات الأميركية وعدد من المشرعين الكبار خائنا كشف عن نظام يجيز حماية الأميركيين. وأكد الكسندر أن لديه “مخاوف كبيرة” حول كيفية حصول سنودن على معلومات سرية حرجة بمستواه التعليمي المحدود وخبرته المهنية الضئيلة. وقال “علينا مراجعة تلك الآليات”. وفتحت عدة تحقيقات في القضية ما يشير إلى احتمال توجيه اتهامات جنائية إلى سنودن. كما يستعر الجدل في الولايات المتحدة حول شرعية وفائدة مقاربة وكالة الأمن القومي القاضية برصد البيانات الخاصة. وأكد الكسندر في جلسة الاستجواب “نحن لا نرى أن الأمر يتعلق بتسوية بين الأمن والحرية.. الأمر لا يتعلق بخيار.. بل إنه واجبنا أن نتولى الأمرين معا”، مشددا على التزام وكالته ودائرة الشؤون الرقمية الأميركية “بعمق احترام القانون وحماية الحق بالخصوصية”. لكن سنودن في هونج كونج لم يبد أي ندم. وقال “لست خائنا ولا بطلا.. أنا أميركي”. وأكد لصحيفة “ساوث تشاينا مورنينج بوست” إجراء وكالة الأمن القومي أكثر من 61 ألف عملية قرصنة حول العالم، استهدفت “أسس شبكات” تسمح بالوصول إلى مئات آلاف الكمبيوترات، مشيرا إلى وجود مئات الأهداف في الصين وهونج كونج.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©