الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

الجزائر وألمانيا.. «ليلة المحاربين» بـ «أحلام خضراء»

الجزائر وألمانيا.. «ليلة المحاربين» بـ «أحلام خضراء»
30 يونيو 2014 14:57
ستكون موقعة الجزائر وألمانيا اليوم في الدور الثاني لمونديال البرازيل 2014 لكرة القدم من نوادر المباريات التي يبحث فيها كل طرف عن ثأر تاريخي من الآخر، صحيح أن ألمانيا أحرزت لقب بطولة العالم ثلاث مرات (1954 و1974 و1990) وحلت أربع مرات وصيفة وفي المركز الثالث، إلا أن واحدة من أقوى المفاجآت التي تعرضت إليها في تاريخ مشاركاتها كانت سقوطها أمام الجزائر 1-2 في مونديال إسبانيا 1982، لذا تبحث عن الثأر من منتخب مغمور ألحق الضرر بسمعتها قبل 32 عاماً. لكن الجزائر تريد أيضاً الثأر من تداعيات الواقعة عينها، فبعد هدفي رابح ماجر ولخضر بلومي في 16 يونيو 1982 في مدينة خيخون في الجولة الأولى من الدور الأول عندما تغلبت على ألمانيا الغربية ونجومها كارل هاينتس رومينيجه وبول برايتنر وفليكس ماجت، حاكت الأخيرة مؤامرة مع النمسا، كانت النتيجة الوحيدة التي تقضي على آمال الجزائريين فوز ألمانيا الغربية بهدف واحد على النمسا، حصل هذا الأمر بالفعل، فبعد أن سجل هورست هروبيتش هدفاً بعد مرور 11 دقيقة، نفذ المنتخبان «المؤامرة» بتنفيذ لعب سلبي وسط صافرات الاستهجان من الجمهور. احتجت الجزائر، التي تغلبت على تشيلي 3-2 في النسخة عينها، في اليوم التالي إلى الاتحاد الدولي، لكن من دون طائل، وباتت «مباراة العار» تعرف باسم «انشلوس»، وهي عملية عسكرية سلمية تم بموجبها ضم النمسا إلى ألمانيا الكبرى على يد حكومة ألمانيا النازية في عام 1938، ومنذ ذلك الوقت أصبحت الجولة الثالثة الأخيرة من الدور الأول تقام في موعد واحد لتقليص احتمالات التلاعب في النتائج. علق البوسني وحيد خليلودزيتش مدرب الجزائر على المباراة المنتظرة: «الجميع يتحدثون عن الجزائر وألمانيا منذ عام 1982»، لكن بعض الجزائريين كان يتمنى عدم مواجهة الألمان مجدداً، حتى يبقى الانتصار المحقق في إسبانيا محفوظاً في التاريخ. وأكد المدرب المساعد للمنتخب الجزائري نور الدين قريشي أن المواجهة ستكون مختلفة: «سيكون لقاء مختلفاً عن مواجهة 1982، فنحن لسنا في وضع مماثل لكننا سنخوض هذه المباراة بمعنويات ممتازة، ليس لدينا ما نخسره أمام منتخب ألماني قوي أعتبره واحداً من أحسن المنتخبات في العالم». ورد قريشي الفضل في تحقيق هذا التأهل التاريخي إلى اللاعبين، وقال «عندما نقف على ماذا حدث أمام روسيا، أظن أننا نتقدم بخطى عملاقة، رأينا أن ردة فعل المنتخب كانت جيدة رغم نقص النضج والخبرة، لقد كانوا رجالاً حقيقيين على أرضية الملعب». وأوضح الرجل الثاني في الجهاز الفني أن الاستعداد للقاء «المانشافت»، سيكون بطريقة احترافية، الأمر يتعلق بلقاء تاريخي، وعلينا أن نجعل من اللاعبين أبطالاً في هذا اليوم». لم يكن تأهل الجزائر إلى الدور الثاني في المونديال الحالي متوقعاً، برغم غياب المنتخبات الكبرى عن مجموعتها، لكنها وجهت إنذاراً شديد اللهجة منذ بداية مشوارها، فتقدمت على بلجيكا حتى الدقيقة 70 قبل أن تنحني 1-2، ثم أصبحت أول منتخب عربي وأفريقي يسجل 4 أهداف بفوزها الكبير على كوريا الجنوبية (4-2)، قبل ان تقصي الإيطالي فابيو كابيلو مرة جديدة من المونديال بتعادلها مع روسيا 1-1 فاحتلت وصافة المجموعة الثامنة بأربع نقاط وراء بلجيكا. أما المشوار الألماني فكان أصلب بكثير، إذ استهل «ناسيونال مانشافت» النهائيات برباعية صارخة على برتغال كريستيانو رونالدو بينها ثلاثية لتوماس مولر، لكنه كاد يخسر الثانية أمام غانا لولا الهدف الخامس عشر في النهائيات لعجوزه ميروسلاف كلوزه الذي عادل رقم البرازيلي رونالدو، وفي ختام الدور الأول، حيث كان بحاجة للتعادل كي يتصدر، تغلب على الولايات المتحدة بهدف مولر التاسع في مشواره المونديالي. وقال الظهير بنديكت هوفيديس بعد المباراة الأخيرة امام الولايات المتحدة: «لم نلعب ربما أفضل مباراة لنا، إلا أننا تمكنا من بلوغ دور الستة عشر، وهذا هو الأهم». أصبحت الجزائر ثالث منتخب عربي يبلغ الدور الثاني بعد المغرب في 1986، وهي تأمل الثأر لجارتها التي خرجت بهدف لوثار ماتيوس البعيد المدى في الدقائق القاتلة، فيما كانت السعودية آخر المتأهلين في أولى مشاركاتها عام 1994 في الولايات المتحدة عندما خرجت امام السويد. تشارك الجزائر، ممثلة العرب الوحيدة، رابع مرة في الحدث الكبير، بعد 1982 و1986 عندما خرجت خالية الوفاض بتعادل مع أيرلندا الشمالية 1-1 وخسارتين أمام البرازيل القوية صفر-1 وإسبانيا صفر-3، وفي 2010، عندما مثلت العرب أيضاً، عرفت نكسة برغم تعادلها مع إنجلترا صفر-صفر، فسقطت أمام سلوفينيا صفر-1 بغلطة فادحة للحارس فوزي شاوشي وودعت النهائيات بخسارة أمام الولايات المتحدة صفر-1 من دون أن تسجل أي هدف، فيما نجح حتى الآن بتسجيل 6 أهداف وبالوصول إلى الشباك في المباريات الثلاث. ويعتمد المدرب البوسني الراغب برد الاعتبار لنفسه من منصبه بعدما قاد كوت ديفوار إلى مونديال 2010 وأقيل قبل العرس الكروي في جنوب أفريقيا بثلاثة أشهر، وتم التعاقد مع السويدي زفن جوران أريكسون، على ذكاء سفيان فغولي في خط الوسط وقدرته على الانجراف الى المقدمة، فقال الأخير: «أدافع عن ألوان المنتخب منذ 3 أعوام وأنا فخور بهذا الإنجاز التاريخي»، مضيفاً «جئنا من أجل هذا الهدف، وحققنا عن جدارة واستحقاق، سنرتاح قليلاً لنبدأ الاستعداد لمواجهة ألمانيا في ثمن النهائي». استهل مدرب ليل وباريس سان جيرمان الفرنسيين السابق المونديال بتشكيلة ضمت الحارس رايس مبولحي، المدافعين مجيد بوقرة وفوزي غلام وكارل مجاني ورفيق حليش، ولاعبي الوسط نبيل بن طالب ومهدي مصطفى وسفير تايدر وفغولي وفي الهجوم الثنائي رياض محرز وهلال سوداني، لكنه أجرى تغييرات جذرية في الثانية، فدفع بعيسى مندي وجمال مصباح والنشط ياسين براهيمي سليماني وعبد المؤمن جابو بدلاً من غلام ومصطفى وتايدر ومحرز وسوداني، وشارك بلكالم بدلاً من بوقرة . ويحمي عرين الجزائر حارس من الطراز الرفيع هو رايس وهاب مبولحي الذي أحبط هجمات روسيا ووقف سداً منيعا بين الخشبات الثلاث في الدور الأول. وقال قائد الدفاع بوقرة لصحيفة «الهداف»: «الآن كل مقابلة تنتظرنا هي إضافة لنا، لن نلعب أي مباراة تحت الضغط الآن، سنلعب بطريقتنا المعتادة أمام ألمانيا، صحيح أنهم مرشحون للفوز وأنهم أفضل منا ويملكون العديد من النجوم. (بورتو أليجري - أ ف ب) المدرب عاش حياة الحروب العسكرية وحيد «العنيد» يطارد «النصر الفريد» لم يعش البوسني وحيد خليلودزيتش مدرب منتخب الجزائر حياة عادية تشبه لاعبي كرة القدم، فاختلطت أيامه بالحروب الفنية والعسكرية، اعتزل وحيد كرة القدم بعد وفاة والدته، وخلال الحرب اليوغوسلافية عاد إلى موستار للدفاع عن بيته، وبقي هناك حتى بعد إصابته قبل أن يجبر على الرحيل عام 1993، بسبب تهديد الوطنيين الكروات حياته وتدمير منزله. «لقد نجحت أينما حللت»، هكذا يعرف وحيد عن نفسه، فمع باريس سان جيرمان أحرز كأس فرنسا 2004، مع الرجاء البيضاوي دوري أبطال أفريقيا 1997، قاد ليل إلى الدرجة الأولى في فرنسا ثم دوري أبطال أوروبا، أنقذ رين من الهبوط، كما أحرز لقب الدوري الكرواتي مع دينامو زغرب. المدرب العنيد والغضوب والذكي في أن يملك صورة واضحة عن كيفية إدارة أنديته وفرقه، وهكذا صنع مع المنتخب الجزائري، ولم يتوان عن إجراء تغييرات جذرية بعد الخسارة الأولى مع بلجيكا أسهمت بتحقيق 4 نقاط وقيادة الجزائر للمرة الأولى في تاريخها الى الدور الثاني. يريد خليلودزيتش رد اعتباره في كأس العالم، فعام 1982 بقي لاعباً بديلاً مع يوغوسلافيا التي كانت تضم في وسطها صفوت سوزيتش مدرب البوسنة الحالي فخاض مباراتين كبديل ضد إسبانيا المضيفة وهندوراس دون أن يجد طريقه إلى الشباك. وقبل أربعة أعوام، أعتقد أنه سيكون من المدربين المتوجين في أولى نهائيات على الأراضي الأفريقية، وبقيادة منتخب من القارة السمراء، وذلك بعدما نجح في حمل كوت ديفوار إلى نهائيات جنوب أفريقيا 2010. لكن هداف الدوري الفرنسي في 1983 و1985 اصطدم باختبار كأس الأمم الأفريقية قبل خمسة أشهر من نهائيات كأس العالم، وكان المنتخب الإيفواري الذي يعج بالنجوم مرشحاً لرفع الكأس القارية في أنجولا، لكنه وقع على المنتخب الجزائري في الدور ربع النهائي، وكان «الفيلة» في طريقهم إلى دور الأربعة بعدما تقدموا 2-1 حتى الدقائق الأخيرة قبل أن تهتز شباكهم بهدف التعادل الذي جر الفريقين إلى التمديد، وكانت الغلبة فيه لمنتخب «ثعالب الصحراء» ليدفع ثمن غضب الجمهور المحلي ويقال من منصبه. «كل درس في الحياة ثمنه وأنا دفعت ما علي»، هذا كان جواب المدرب البوسني على سؤال حول ما شعر به بعد أن حرم من المشاركة في كأس العالم للمرة الأولى. بعد أن ترك كوت ديفوار انتقل خليلودزيتش، الذي حمل الجنسية الفرنسية، إلى كرواتيا للإشراف على دينامو زغرب قبل يبدأ مغامرته الجزائرية قبل ثلاثة أعوام، «التقيت بالمنتخب في فرنسا وكنت أعتقد أنهم سوف يستجيبون إلى «اللاعبين» وبأننا قد نحقق شيئاً معاً»، هذا ما يستذكره المدرب البوسني عن اتصاله الأول بـ «ثعالب الصحراء»، مواجهة وحيد اليوم مع ألمانيا هي الأهم، ربما في مسيرته، وبحال نجح بتخطيها يكون قد ثار لنفسه، وحقق نصراً فريداً سيحتفظ به إلى الأبد. (ريو دي جانيرو- أ ف ب) لوف على خطى «القيصر» يريد لوف أن يصبح أول مدرب يعيد اللقب إلى ألمانيا بعد القيصر فرانز بيكنباور في 1990، فبنى تشكيلة نواتها الحارس مانويل نوير، بير مرتيساكر وماتس هوملس في الدفاع، فيليب لام وباستيان شفاينشتايجر ومسعود أوزيل ومولر وطوني كروس في الوسط، غير أن مركز المهاجم الرئيس يبقى يثير الجدل، إذ يشارك كلوزه المخضرم بديلاً في نهاية كل مواجهة، لكن يبدو أن مشوار اللقب الرابع سيكون مفخخاً بحال تخطيه الجزائر إذ تنتظره مواجهات محتملة مع فرنسا بنزيمة في ربع النهائي، برازيل نيمار في نصف النهائي وأرجنتين ميسي في النهائي. وعلق لوف على أداء لاعب بايرن ميونيخ مولر(24 عاماً) بعد تسجيله أربعة أهداف بالتساوي مع النجمين الأرجنتيني ميسي والبرازيلي نيمار: «في فترة التحضير للدورة كان واضحاً أنه في حال بدنية وذهنية رائعة، كل خصومنا يجدون صعوبة في احتوائه لأنه يركض بذكاء ويتابع الدخول في المنطقة»، وفضلاً عن المباراة الشهيرة في مونديال 1982، التقى الفريقان ودياً عام 1964 وعندها فازت الجزائر أيضاً بهدفين نظيفين. (بورتو أليجري - أ ف ب)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©