الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ماجي: سحر الكرة انتهى باعتزال بيليه ومارادونا!

ماجي: سحر الكرة انتهى باعتزال بيليه ومارادونا!
30 يونيو 2014 02:04
كان مشهداً غريباً أن نجد عجوزاً كهلاً لديه الإصرار على أن يسير بصعوبة، وينتظر مساعدة من حوله ليصل به إلى الحافلة الخاصة بالإعلاميين، التي تنقلهم من ملعب «الماراكانا» في ريو دي جانيرو البرازيلية إلى مقار إقاماتهم في فنادق المدينة الساحلية السياحية والعكس بالعكس. لكن الحقيقة التي كشف عنها هذا العجوز أزاحت الستار عن مفاجأة غير متوقعة، حيث لم يكن سوى «زميل» صحافي رياضي، ولكنه بلغ الـ78، وهو جيمس ماجي، الكاتب في صحيفة صنداي تايمز الأيرلندية، الذي أصر على أن يقوم بتغطية المونديال حتى يحقق رقماً قياسياً غير مسبوق في تاريخ الإعلام الرياضي في كرة القدم «حسب تعبيره» بأن يرفع عدد البطولات التي يغطيها بالمونديال إلى 14 كأس عالم على التوالي، بخلاف تغطيته 11 دورة أولمبية، وما يصل إلى 29 مباراة نهائية على صعيد كأس أوروبا. ولد جيمس في نيويورك عام 1935، وبعد ثلاث سنوات عادت الأسرة إلى أيرلندا واستقروا بها حتى الآن بدأ مشواره مع الصحافة الرياضية عام 1957، وقام بتغطية أول مونديال وقتها، وعاصر ماجي نجوم وأساطير في كرة القدم، كما التقى عدداً منهم، وغطى مبارياتها في البطولة العالمية الشهيرة. كما ألف كتابين عن ذكرياته مع كأس العالم بشكل خاص والصحافة الرياضية بوجه عام، باسم «رجل الذكريات»، وقدم خلالهما نصائح قيمة لزملاء المهنة، بالإضافة إلى قراء الرياضة، فيما قامت إدارة اللجنة الأولمبية الدولية بتكريمه على هامش مونديال لندن بصفته أقدم صحفي رياضي في العالم قام بتغطية الأولمبياد بشكل مستمر طوال 11 دورة. وعن مشواره مع المونديال، قال جيمس ماجي «لن أنسى المونديال الذي حصدته الأرجنتين عام 86، لقد شاهدت هدف مارادونا باليد من الملعب، كانت لحظات لا تنسى». وعن الفارق بين تغطيات المونديال قديماً، وفي شكله الحالي، قال «كل شيء اختلف وتغير، قديماً كانت الأمور بسيطة بلا تعقيدات مثل الآن، فقد حول بلاتر (الفيفا) إلى إمبراطورية، مترامية التدخلات والأطراف، وذات سلطات عالية لا يمكن حتى للحكومات أن تقف أمامها». وعن رأيه في المستويات الفنية للعبة نفسها، قال «الكرة تطورت وأصبحت علماً مستقلاً بذاته، مقارنة بالحال في أول بطولة قمت بتغطيتها أوائل الستينيات، لكن المتعة الحقيقية قلت كثيراً». وأضاف «قديماً كان الأمر مختلفاً تماماً.. كرة القدم كانت متعة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، بلا عنف أو خلافه، كما أن ملاعب المونديال كانت تشهد مستويات راقية من الأداء أيضاً، وكانت بلا تعقيدات كثيرة مثل التي نراها اليوم على هامش كل مونديال، حيث موظفي (الفيفا) أكثر من جماهير المونديال أنفسهم»، وأن إحكام الاتحاد الدولي سيطرته على البطولة بهذا الشكل، أفقدها الكثير من معانيها الجميلة». وعن المقارنات المستمرة بين الأجيال، خصوصاً جيل ميسي ورونالدو مع جيل مارادونا، قال «هذا الأمر خاطئ تماماً، فأنا لم أر في تاريخي صحفياً رياضياً ومتابعاً دقيقاً لكل مباريات المونديال والفرق الأوروبية واللاتينية، مهارة ولا قدرات فنية مثل بيليه ومارادونا، فكل لاعب فيهما كان له سحره، وكان بمثابه أسطورة حية داخل الملعب؛ لهذا أنا أعتقد أن الجيل الحالي مظلوم؛ لأنه لم يعش ليرى أيام كان فيها مارادونا، حديث العالم، وكان موهبة تخطف العيون والقلوب أيضاً، ويكفي ما فعله في مونديال 86، ويكفي دوره في وضع الكرة الأرجنتينية على الخريطة». وأضاف «هذا الدور نفسه، قام به بيليه أيضاً مع الكرة البرازيلية، من وجهة نظري أرى أنه من المجحف التفريق بين بيليه ومارادونا، وجعلهما شيئين يقف كل منهما ضد الآخر، بل يجب النظر إليهما على أنهما بشران قدما إلى هذا الكوكب ولكن من عالم آخر، وهذه هي الحقيقة». وعن المستوى التنظيمي للبطولة، قال «سبق وشاهدت بطولات أسوأ تنظيمياً بشكل كبير، فلم أنس مونديال المكسيك، لقد حضرت أول كأس عالم في السويد عام 58 ووقتها كنت أعمل صحفياً مبتدئاً ولكني تابعت البطولة وحضرتها شغفاً في الرياضة وحباً للمهنة، ولكني كلفت بأول تغطية بشكل رسمي مع مونديال 62 في تشيلي، ووقتها كانت تشيلي دولة متأخرة للغاية، ووقتها اضطر (الفيفا) لإقامة البطولة في دولة لاتينية، بعد تنظيمها مرتين في أوروبا، خوفاً من مقاطعة أميركا اللاتينية للمونديال». وأضاف «في تلك البطولة، كتبت عن معركة سانتياجو، حيث كانت عبارة عن مباراة بين المضيف تشيلي وإيطاليا في 2 يونيو 1962 في العاصمة التشيلية، وتعتبر من أكثر المباريات عنفاً في تاريخ كأس العالم لكرة القدم، حيث شهدت طرد لاعبين من المنتخب الإيطالي، مع تغاضي الحكم الإنجليزي عن طرد لاعبين من منتخب تشيلي، الأمر الذي أدى إلى فوضى عارمة بين الفريقين، وصلت إلى الشجار والمعارك والبصق، مما دفع الشرطة للتدخل أكثر من ثلاث مرات، فكانت مباراة عالقة في الذاكرة فازت بها تشيلي بهدفين، بينما فازت البرازيل بلقب هذه البطولة». وزاد «من البطولات التي لن أنساها أيضاً بطولة 78 في الأرجنتين، ووقتها عانينا كثيراً بسبب عدم وجود فنادق أو حتى مواصلات من وإلى الملاعب في بوينس أيريس، ولكنها رغم ذلك كانت بطولة استثنائية، من حيث المستويات الفنية وكرة القدم الجميلة». وختم جيمس حديثه بتأكيد إصراره العمل على تغطية المونديال حتى آخر يوم في حياته لعشقه لمهنته، كما انتقد بلاتر والاتحاد الدولي الذي أغفل تكريمه على هامش مونديال البرازيل لكونه أقدم صحافي رياضي في العالم يقوم بتغطية المونديال طوال 14 بطولة متتالية دون غياب عن أي منها. (ريو دي جانيرو - الاتحاد)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©