الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

البرازيل تنفجر من الأفراح بعد الهروب من موقعة «حرق الأعصاب»!

البرازيل تنفجر من الأفراح بعد الهروب من موقعة «حرق الأعصاب»!
30 يونيو 2014 02:00
لعلها اللحظات الأكثر إثارة في تاريخ البرازيليين، منذ التتويج بلقب كأس العالم للمرة الرابعة في نهائي مونديال الولايات المتحدة عام 1994، وذكريات ركلات الجزاء الترجيحية، التي انحازت آنذاك للمنتخب البرازيلي على حساب إيطاليا، ولأكثر من ثلاث ساعات حبس «السيلساو» أنفاس البرازيليين، وتلاعب بأعصاب جماهيره، بل وبأعصاب كل المتابعين للبطولة، فلم يكن أحد ليفكر، ولو مجرد التفكير أن البرازيل من الممكن أن تعاني الأمرين حتى تتجاوز المنتخب التشيلي الشهير بـ «لا روخا»، كما أن من الجنون التفكير في أن رحلة المنتخب البرازيلي في هذه البطولة، والتي انتظرها البرازيليون على «أحر» من «الجمر»، ومنذ أكثر من 64 سنة، من الممكن أن تنتهي بهذه السهولة والسرعة. عندما تلعب البرازيل تخلو الشوارع من المارة وتضيق المقاهي بمرتاديها، كل شيء مغلق حتى مطاعم الوجبات السريعة التي تعمل في العادة على مدار الساعة أغلقت أبوابها في وجه زبائنها، وعندما يلعب «السليساو» فلا معنى للعمل ولا قيمة لأي شيء آخر. تتحول شوارع المدن البرازيلية أثناء مباريات المنتخب البرازيلي إلى طرقات مقفرة موحشة، لا تكاد تسمع فيها أي صوت ويخيل إليك أن هذه المدن قد هجرت من ساكنيها، وفجأة تستمع إلى أصوات صراخ عالية صادرة من أحد المقاهي والمناسبة هجمة خطيرة للفريق البرازيلي. وأمس الأول أثناء مباراة البرازيل وتشيلي في دور الـ16 لمسابقة كأس العالم بدأ البرازيليون في التجمع في الأماكن التي اعتادوا عليها، بدأت في مضاعفة عدد المقاعد من أجل استيعاب أكبر قدر ممكن من الزبائن المتحمسين لمشاهدة منتخبهم المفضل، ومع اصطفاف اللاعبين على أرض الملعب وعزف النشيد الوطني للبرازيل، كان الموجودون في المقاهي يتفاعلون مع اللحظة تماماً، وبدأوا في ترديد النشيد الوطني مع اللاعبين، والجماهير، وكأنهم في ملعب المباراة، وما أن انطلقت صافرة الحكم عاد كل شيء إلى الهدوء باستثناء عندما تحين هجمة لهذا الفريق أو ذاك عندها تنطلق الصيحات بشكل جماعي ومتناغم. وإحقاقاً للحق فقد حبس المنتخب البرازيلي أنفاس جماهيره التي عاشت على أعصابها لأكثر من 3 ساعات، هي عمر المباراة بالشوطين الإضافيين وركلات الجزاء الترجيحية، لم يكن المنتخب الأصفر في مستواه المعهود، وقدم أسوأ مبارياته في البطولة، وبدا عاجزاً في ظل التكتيك المحكم الذي اتبعه الأرجنتيني خورخي سامباولي مدرب منتخب تشيلي، والذي قطع الماء والهواء عن خطوط المنتخب البرازيلي، الذي بدا متباعد الأطراف، وغير قادر على صناعة الهجمات. حتى الهدف البرازيلي فقد جاء من كرة ثابتة وبأقدام المدافع ديفيد لويز، ولم يهنأ به البرازيليون أكثر من 14 دقيقة، قبل أن يحرز التشيلي سانشيز هدف التعادل، وهي النتيجة التي تسيدت الموقف تماماً، في ظل غياب البرازيلي نيمار، الذي بالعادة يصنع الفارق مع الفريق، وفي ظل عدم اقتناع البرازيليين بالمهاجم فريد الذي يرون أنه أقل من مستوى طموح المنتخب البرازيلي. انتهى الوقت الأصلي بالتعادل ومع كل دقيقة تمر من الشوطين الإضافيين كانت دقات قلوب البرازيليين، تتسارع بحثاً عن هدف الخلاص، والابتعاد عن ضربات الموت الترجيحية، ولكنهم اقتنعوا بها بل كانوا يتمنون لو أطلق الحكم صافرته بشكل سريع، خصوصاً بعد الفرصة التشيلية القاتلة، والتي تصدت لها العارضة البرازيلية، والتي لو كانت دخلت المرمى لربما أودت بحياة الكثير من البرازيليين في حينها، لأنها تعني ببساطة «الماراكانازو» يعيد نفسه بعد 64 عاماً، ولكن العار سيكون أكبر هذه المرة خصوصاً أننا نتحدث عن دور الـ16. الدراما التي حدثت في ضربات الجزاء الترجيحية زادت من معاناة البرازيليين، وعلى الرغم من تصدي البطل سيزار، لأول ضربتي جزاء فإن ويليان وهالك كادا يضيعان مجهوداته سدى، وعادت ركلات الجزاء إلى نقطة البداية مجدداً، ولكن نيمار يسجل من ضربة الجزاء بمنتهى الثقة، وكانت المباراة تريد البرازيل، وترفض بتاتاً أن تفسد البطولة بخروج أصحاب الأرض والملعب والجمهور. وبمجرد انتهاء ركلات الجزاء الترجيحية وبداية الأفراح في الملعب، بدأت أفراح موازية وجنونية في مختلف المدن البرازيلية، حيث انطلقت الألعاب النارية والمفرقعات على الشواطئ في ريو دي جانيرو، وكان الصراخ والصيحات في كل مكان، فقد جن جنون البرازيليين بعد الفوز في مباراة حبس فيها «السيليساو» أنفاسهم لأكثر من ثلاث ساعات، ومن هنا كانت الفرحة بالتأهل مضاعفة، ولكن دون تناسي الأداء غير المقنع، الذي ظهر عليه الفريق في مباراة أصبحت من الماضي ودرساً مهماً يجب أن يعيه لاعبو المنتخب البرازيلي إذا ما أرادوا الوجود في ماراكانا يوم المباراة النهائية في الثالث عشر من شهر يوليو المقبل. أما على المستوى التغطية الإعلامية فكانت الفرحة عارمة في مختلف قنوات البرازيل الرياضية، حيث استمر البث الحي على الهواء مباشرة لتغطية ردود فعل الجماهير في الشوارع وبالمدرجات على قنوات جلوبو سبورت وسبورت تي في، لما يقرب من 10 ساعات. فيما لم يختلف الأمر على المستوى الرسمي، حيث احتفل رئيس الاتحاد البرازيلي لكرة القدم خوسية ماريا مارين بالفوز، بصحبة حاكم ولاية ميناس، وعقب المباراة أكد مارين في تصريحات إعلامية أن المباراة كانت عصيبة، وأن تشيلي فريق خطير، ولعب بقوة وشجاعة عالية، ولكن أبناء «السيليساو» ثبتوا حتى النهاية، وقدموا مباراة مثيرة للأعصاب. وعن مستوى الأداء العام للمنتخب البرازيلي، قال إن المنتخب قدم أداءً متميزاً، وأن المباراة لم تكن سهلة بل كانت «ديربي لاتيني»، وأنه مر في أثناء اللقاء بأوقات صعبة، وأشار إلى أن بعد التأهل والصعود سيكون لقاء كولومبيا في دور الثمانية «ديربي لاتيني» آخر مع فريق صعب أيضاً، وأكد أنه رغم سعادته بما تحقق، لكن لن يتحمل تكرار توتر الأعصاب مثل الذي عاشه خلال مباراة تشيلي مرة أخرى. (ريو دي جانيرو - الاتحاد) «دموع» في «عيون سعيدة» عندما كان سيزار يقف في المرمى، استعداداً لركلات الجزاء الترجيحية، كانت عيناه تتحدثان بالنيابة عنه، وهو يحمل على عاتقه آمال الشعب البرازيلي وأحلامه، وخصوصاً في ركلة الجزاء الأخيرة والتي تكفل القائم بصدها، سيزار فعل ما هو مطلوب منه، وقبل ركلات الجزاء الترجيحية، وقف مخاطباً زملائه قائلاً : «تسلحوا بالثقة وسوف أتصدى لثلاث ركلات»، نجح سيزار في التصدي لكرتين، وأناب عنه القائم في التصدي للثالثة، وكسب نجومية المباراة، وحصل على جائزة أفضل لاعب فيها. وبعد نهاية المباراة وأثناء مقابلة تليفزيونية بدأت الذكريات تنهال وتمر أمام عيني جوليو سيزار لتنهمر دموعه معها حيث تذكر المباراة، التي خاضها قبل أربع سنوات في كأس العالم 2010 أمام هولندا ضمن الدور ربع النهائي، وخسرها آنذاك، وحينها سكب دموع الحزن، ولكنه قال إن الدموع التي يسكبها هذه المرة هي دموع الفرح. وأشاد رئيس الاتحاد البرازيلي لكرة القدم بمستوى الحارس سيزار، الذي أنقذ المرمى البرازيلي من أهداف محققة خلال المباراة، وقال إن سيزار حارس عملاق، وكان عند حسن الظن به، وأضاف إنه كان واثقاً تماماً من نجاح سيزار في التصدي لضربات الجزاء، لأنه يعرف قدرته جيداً، ولكن السر في تفوقه هذا لا يعرفه أحد، بل هو مدفون في ملعب فلامنجو، الذي شهد أول ظهور لسيزار عام 97 أمام فوي فوجو، ووقتها تصدى لضربات الجزاء في مباراة الكأس. (ريو دي جانيرو - الاتحاد) العارضة تنقذ «السيليساو» عندما خسر المنتخب البرازيلي المباراة الأخيرة أمام أوروجواي في مونديال 1950، والذي أقيم في البرازيل، أطلق البرازيليون على تلك المباراة التراجيدية، والتي تحمل ذكريات مؤلمة في تاريخهم العريق «الماركانازو» إشارة إلى ملعب «الماراكانا»، والذي أقيمت عليه المباراة. وبعد المباراة العصيبة التي خاضها المنتخب البرازيلي أمام تشيلي أمس الأول، والتي كانت الأفضلية فيها لفترات طويلة لمصلحة المنتخب التشيلي، الذي كاد يصيب الجماهير البرازيلية في مقتل، لو ذهبت الكرة التي سددها البديل التشيلي بينيليا في اللحظات الحرجة من الشوط الإضافي الثاني إلى الشباك بدلاً من أن تستقر في العارضة، وبعد دراما ضربات الجزاء الترجيحية، وهو ما دفع الأرجنتيني خورخي سامباولي مدرب منتخب تشيلي للقول إن تلك الفرصة التي تصدت لها العارضة لكانت لحظة تاريخية للمنتخب التشيلي، ولكانت بالنسبة للبرازيليين «المينيرازو» في إشارة إلى ستاد مينيرو في بيلوهيروزونتي، الذي أقيمت عليه المباراة. وبدلاً من حدوث «المينيرازو» تأصلت العقدة البرازيلية لتشيلي للسنة الرابعة عشرة على التوالي، ومنذ عام 2000، لم تحقق تشيلي أي فوز على البرازيل، حيث تقابل الفريقان في 12 مواجهة انتهت 10 منها لمصلحة المنتخب البرازيلي. (ريو دي جانيرو - الاتحاد)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©