الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جيل محروم من (يدوه)

14 يونيو 2015 22:52
هل يمكن أن تتأثر بعض الألفاظ الحنونة ومعانيها الدافئة بالتطور والمدنية والغزو التكنولوجي لمساحات التواصل التي طالما استمتعنا بها في أدفأ الأحضان وعبر أعذب ما نطقت طفولة ألسنتنا به (يدوه) (يديه) ولا ندري إن كانت ثمة علاقة تربط مراعاتنا لمشاعر شوابنا بمناداة أبنائنا لهم ببابا عود وماما عوده على غرار جراند فاذر وجراند ماذر، وهل يؤثر لقب الجد سلباً على آبائنا، أم أننا أردنا أن نكسو كلماتنا ثوباً جديداً يعبر عن قدرتنا في استيعاب اللغات الأجنبية التي تعبر بدورها عن الثقافة العصرية، فحرمنا آباءنا من أعذب لقب يمكن أن يسمعه من بلغ سنهم، وصادرنا ألفاظاً من قاموس كلمات أطفالنا طالما استمتعنا نحن بنطقها؟. إن استمتاعنا بلفظ يدوه ويديه وتكرار مناداتهم لمجرد لفظ الكلمة لم يكن يوماً أقل من استعذابنا لمناداة (أمايه وأبوي) الممتلئتين بمشاعر حب الأبوين لأبنائهما والمعبرتين عن حاجة الأطفال إلى أبويهم، وهل لأحد إلغاء هذين اللفظين أو أحدهما واستبدالهما بلفظين آخرين؟ فكيف لنا إذن تغيير (يدوه) و (يديه) إلى لفظي ماماعودة وبابا عود دون إذن المشاعر وفي خلسة من الإحساس؟ لم تكن الألقاب يوماً مقياساً على عمر الإنسان فكم من جدة ما زالت في العقد الثالث من عمرها وأخرى في ذات العمر لم تصبح أماً بعد، فالمسألة أولاً وأخيراً تعتمد على عمر الإنسان عند الزواج ومشيئة الخالق لميقات إنجابه لا على إن كان جداً أو مازال أباً ينادى بابا عود. استبدلنا كلماتنا المعبرة ذات الأبعاد الخاصة التي تشبع مشاعرنا حتى أطرافها بأخرى لاتوحي للحفيد بخصوصية الجد والجدة فما هما بالنسبة له سوى أم وأب إضافيين، قد لايضيفان شيئاً جديداً إلى معانيه الغضة. كثيرة هي الكلمات التي يظنها البعض مجردة يمكن الاستغناء عنها واستبدالها بما هو أحدث، ويجهل أولئك أن من الكلمات ما يشابه البشر الذين لانرضى عن وجودهم بديلاً. نوره علي نصيب البلوشي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©