الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مآذن أبوظبي.. مشاعل نور ورايات إيمان ناصعة

مآذن أبوظبي.. مشاعل نور ورايات إيمان ناصعة
9 سبتمبر 2010 23:44
ينبثق من جوفها نداء “الله أكبر.. الله أكبر” عميقاً قوياً، مؤكداً رسالة التوحيد والإيمان، فتنزل السكينة على قلوب المؤمنين المسبحين لله سبحانه وتعالى. إنها المآذن الشاهقة، رايات المساجد التي تتسامى في الأعالي تناجي بصوت واحد يوّحد المؤمنين، وتبز النجوم بضياء أنوارها التي تزين امتشاقها في كبد السماء، فيما تتوسد الغيوم حين ترحل الشمس في طيات الغروب ليرتفع الأذان في رحلة أفولها. وعلى مدار اليوم قبيل الصلوات الخمس؛ يتردد صداها في بيوت الله العامرة التي تملأ العاصمة أبوظبي وتنتشر في مدنها ومناطقها وطرقها وأحيائها، وكذلك في مرافقها المختلفة. فحركة بناء المساجد فيها لم تتوقف يوماً واحداً، وفي كل يوم ترتفع في سماء أبوظبي وبقية إمارات الدولة مئذنة جديدة تشكّل مناراً للهدى وطريقاً إلى الخير. وأينما مضى المؤمن والزائر في أبوظبي يصادف بيوت الله المرتفعة مآذنها كوجوه طاهرة نحو السماء، مفعمة بمعاني الإيمان ومجللة بجماليات العمارة الفنية. وبذا تعتبر مآذن المساجد أهم المعالم في أبوظبي وإمارات الدولة التي تزدان بها، بعضها تتميز بتاريخها القديم، وبعضها يتسم ببناء معماري حديث، وبعضها تحاكي في شكلها المعماري الحضارة الإسلامية في مختلف عصورها، ولبعضها بناء معماري حديث يفسح المجال لإبداعات الخلق لأن تسبّح بحمد الخالق. تجمع المآذن إلى جانب قيمتها الدينية الروحية كمنبر يدعو المؤمنين إلى دور العبادة، ويذكر فيها اسم الله جلّ جلاله؛ قيمة تاريخية تتصل بتراثنا الإسلامي العظيم، وقيمة جمالية تزين بالزخرفة والنقوش وبالأضواء وأصوات المكبرات صدر الفضاء الواسع. وتأكيداً لتلك القيم انصبّت جهود الدولة على نشر المساجد ومآذنها في كل أنحاء إماراتها ضماناً لوجودها في كل المناطق القريبة والنائية، ومع مرور الزمن باتت المآذن قطاعاً قائماً بذاته من فنون العمارة الإسلامية، وحظيت بعناية كبيرة في التصميم والتنفيذ، وتفنن المهندسون والفنانون في بنائها فتفاوتت ارتفاعاتها ونقوشها وزخارفها الإسلامية والشرقية، فأعطيت أشكالاً متعددة منها الدائري والمضلع والمربع، وبنيت قاعداتها بما يتناسب مع ارتفاعها، وتوجت بالضوء الأخضر اللون، كما زينتها الأنوار لتزداد ليالي أبوظبي ضياءً وتألقاً.. فيما تنوعت أشكال وأحجام مكبرات الصوت التي زين بعضها أيضاً بالنقوش لتحقيق مزيد من الخصوصية، فضلاً عن التفرد بصوت الأذان الموحد. بذلك بلغ عدد المساجد في الإمارات 5000 مسجد تتوزع على إمارات ومناطق الدولة، بينما يبلغ عدد المآذن نحو 8000 مئذنة، ولو توقفنا عند مسجد الشيخ زايد كنموذج لتحفة معمارية إسلامية، سنجد أن مسجد الشيخ زايد -أحد أكبر بيوت الله في العالم- يضم أربع مآذن بارتفاع 107 أمتار، وتنتشر في زواياه 82 قبة مختلفة الأحجام ذوات طراز أندلسي. فيما تعتبر قبة المسجد الرئيسة أكبر قبة في العالم ويبلغ ارتفاعها 85 متراً من الخارج و70 متراً من الداخل، زخرفت من الداخل بالجبس المقوى بالألياف صممها فنانون بزخارف نباتية فريدة، إضافة إلى كتابة آيات قرآنية. اليوم.. وبحمد الله لا تتوقف حركة بناء المساجد في الدولة، لتستمر مناراً للهدى والخير والإيمان، لذا يساهم الكثير من أبناء الدولة ممن أفاض الله عليهم بكرمه وفضله ببناء المساجد التي تسمق فيها المآذن، ولا يكتفون بذلك بل يعملون على بناء وإقامة المساجد في بلدان بعيدة ومناطق عديدة، ليظل نداء “الله أكبر” يصدح من قلب المآذن.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©