الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جزيرة العرب.. خضراء قبل يوم القيامة

جزيرة العرب.. خضراء قبل يوم القيامة
30 يونيو 2014 01:05
أحمد محمد (القاهرة) تحدث النبي الكريم بدقة فائقة عن حقيقة علمية لم يتمكن العلماء من إثباتها إلا قبل سنوات قليلة بأن صحراء العرب كانت مروجاً وأنهاراً، حدث - صلى الله عليه وسلم - عن ماضي ومستقبل هذه الصحراء وربط حقيقة يوم القيامة بحقيقة علمية اكتشفها العلماء بعد أكثر من أربعة عشر قرناً، لتكون دليلاً على صدق كلامه، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا تقوم الساعة حتى تعود أرض العرب مروجاً وأنهاراً». الدورات الجليدية ويؤكد الدكتور زغلول النجار، أستاذ علوم الأرض في عدد من الجامعات العربية والغربية، أن الأرض مرت بعدد من دورات زحف الجليد على اليابسة، وتعرف هذه الدورات باسم «الدورات الجليدية»، حيث تتحول كمية من مياه البحار إلى ثلوج، وتتجمع في أحد قطبي الأرض أو فيهما معاً، ثم تبدأ بالزحف في اتجاه خط الاستواء، وفي أثناء الزحف الجليدي، تتحول مناطق معينة في خطوط الطول والعرض العليا إلى مناطق جليدية تنعدم فيها الحياة، بينما يتغير الطقس في مناطق أخرى، فتتحول إلى مناطق أمطار غزيرة، بسبب التغير في المناخ، ومن هذه المناطق الحزام الصحراوي الممتد من موريتانيا غرباً إلى أواسط آسيا شرقاً، حيث ثبت أن هناك أودية جافة منتشرة في صحارى تلك المنطقة، وأنها شقت في تلك الفترة حين كانت أنهاراً متدفقة ثم جفت مع تناقص كمية الأمطار. ومن ذلك ما حدث في بلاد العرب، فقد ثبت بالدراسة أن جزيرة العرب مرت خلال الثلاثين ألف سنة الماضية بفترات ممطرة، كسيت خلالها بالمروج الخضراء، وتدفقت فيها الأنهار بالمياه، وتحولت المنخفضات فيها إلى بحيرات، حتى إن صحراء الربع الخالي التي تعتبر اليوم واحدة من أكثر مناطق الأرض جفافاً، ثبت أن بها أعداداً من البحيرات الجافة والمجاري المائية المدفونة تحت رمالها، وأن تلك البحيرات والمجاري كانت زاخرة بالحياة ومتدفقة بالمياه إلى زمن قوم عاد، الذين أقاموا في جنوب الجزيرة العربية حضارة. شواهد ويبشر العلماء ببداية دورة جليدية، وقد بدأت بوادرها بالفعل، حيث تشير الدراسات المناخية إلى أننا مقدمون على فترة ممطرة جديدة، شواهدها بدايات زحف الجليد في نصف الكرة الشمالي باتجاه الجنوب، وانخفاض في درجات حرارة الشتاء، ولولا التزايد في معدلات التلوث البيئي التي تزيد من ظاهرة الاحتباس الحراري، لشاهدنا زحف الجليد على كل من أميركا الشمالية وأوروبا وآسيا في زماننا الراهن. ويذكر علماء الجيولوجيا أنه قد مر على الأرض منذ عشرة آلاف سنة عصر جليدي بدأ رحلته من القطب الشمالي ووصل إلى الجزيرة العربية، فحولها إلى أنهار وبساتين، وأن الأعاصير الثلجية التي تضرب أوروبا وأميركا علامة على بداية عصر جليدي آخر، تعود به شبه الجزيرة العربية، كما كانت منذ عشرة آلاف سنة مروجاً وأنهاراً. وقد ثبت علمياً أن منطقة شبه الجزيرة العربية كانت ذات يوم مليئة بالمروج والأنهار ولا تزال آثار مجرى الأنهار حتى يومنا هذا، ودلت على ذلك الصور القادمة من الأقمار الاصطناعية التي تظهر بوضوح العديد من الأنهار المطمورة تحت الرمال. أنهار شبه الجزيرة العربية وجد بروفيسور من جامعة أكسفورد في دراسة لصحراء شبه الجزيرة العربية، أن هذه الصحراء القاحلة تخفي تحت رمالها شبكة هائلة من الأنهار، ما يعني أن هذه المنطقة كانت تعج بالحياة والحركة والكائنات الحية والغابات. كما وجد العلماء آثاراً لغابات كثيفة ومروجاً تمتد لآلاف الأمتار، ويقول العالم، الذي أشرف على هذا الاكتشاف: «إن هذه المنطقة كانت ذات يوم مغطاة بالأنهار والبحيرات العذبة والنباتات والمروج، وكانت في الماضي أشبه بأوروبا اليوم» في أنهارها ومروجها وأشجارها. ووجد الدكتور فاروق الباز - مدير مركز الاستشعار عن بعد في جامعة بوسطن الأميركية - أن نهراً يمتد لمسافة طويلة دفنته رمال الصحراء في الربع الخالي، وهذا النهر كان موجوداً قبل ستة آلاف سنة ويبلغ عرضه 8 كيلو مترات وطوله 800 كيلو متر، وكان يعبر قلب الجزيرة العربية وينبع من جبال الحجاز، ويمتد ويتفرع إلى دلتا تغطي أجزاءً كبيرة من الكويت حتى يصب في الخليج العربي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©