الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سلوى رشدي: تعلمت من شيخ الخزافي وفخ التقليد يضر العمل الفني

سلوى رشدي: تعلمت من شيخ الخزافي وفخ التقليد يضر العمل الفني
30 يونيو 2014 01:05
الفنانة التشكيلية سلوى رشدي، المتخصصة في تراث الفن الإسلامي، خصوصاً «الخزف» منذ أن تعلمت صنعته الفنية على رائد الخزف المصري أو ساحر الأواني - كما يطلق عليه النقاد - سعيد الصدر، وهي دائماً تتذكر قوله «يا من يعجبون بفني، أود أن أعرض عليكم رائعة إسلامية واحدة لتتأكدوا أن المشوار ما زال بعيداً»، مؤكدة أن أوروبا تعلمت منا الكثير في مجالات مختلفة.وأشارت إلى أهمية العودة إلى التراث الشرقي، وروائعه الموجودة بالمتحف المصري الإسلامي، والوقوف على ارتباطاته بالاستخدامات الوظيفية والنواحي العملية واتخاذه منطلقاً للحركة الفنية في ضوء الاتصال المستمر بروائعه وكنوزه. مجدي عثمان (القاهرة) حذرت الفنانة التشكيلية سلوى رشدي من التقليد ومجاراة السلف، والالتزام بعنصر الابتكار الذي يضيف أصالة التجديد والإبداع من خلال ذاتية الفنّان وتفاعله مع البيئة المحلية، إضافة إلى ضرورة عدم إغفال التراث الخزفي العالمي كجزء من مقومات الدراسة وكمنبع للخبرة وحسن إدراك لمقوماتنا المحلية ومناهجنا التي ترتبط بتراثنا. وتقول إن فن الآنية الخزفية، الذي ظهر منذ أكثر من ألف عام في العالم العربي، وتحديداً في العصر العباسي في بغداد، لم يعد إلى الشرق الأوسط بعد الغزو العثماني، إلا على يد الفنان سعيد الصدر الذي تتبع الإبهار الخزفي الإسلامي في القرن التاسع الميلادي في مدينة «سر من رأى» أو سمراء حاضرة العباسيين الجديدة، وفي بلاد الأندلس. البريق المعدني وأضحت أن أعمالها تميزت بالحرص على تحقيق البريق المعدني، والتي لقنها لتلاميذه باعتبارها البديل الإسلامي عن الذهب، حيث تكتسب معظم أوانيه هذه الميزة البارزة التي تأخذ الصفات المعدنية من ذهب وفضة ونحاس وبرونز، فقد درج على جمع شظايا الخزف الإسلامي ليجري عليها تجاربه، ومارس نهج الفنان المسلم في العناية بالعلاقة بين النظام في الشكل العام وارتباطه بالأرضية، والابتعاد عن التقليد والنقل، وعدم الالتزام بالواقعية الصرفة، وهو ما يحتاج لقدرة ابتكارية خاصة. وتؤكد أن الفنان المسلم ابتكر أعمالاً فنية كثيرة وفي كل المجالات، ومازال الناس يتعلمون منه حتى وقتنا هذا، شرقاً وغرباً، لافتة إلى أن زيارة المتحف الإسلامي بالقاهرة تتيح الاطلاع على الكثير من الأعمال الفنية المبهرة. تاريخ الخزف وقالت إن الخزاف المسلم قدم لمتاحف العالم أروع ما ظهر في تاريخ الخزف الإسلامي من زخارف مناسبة لتشكيلات مختلف الأواني في تزاوج الألوان وتآلفها وتباينها وتنظيمها، بالإضافة إلى التركيبات الكيميائية المستخرجة من أهل البلاد وغير المستوردة من الخارج، ويظهر ذلك في الوحدات والموتيفات الزخرفية التصويرية بأدق وأبسط الخطوط لإظهار مفاتن الطير والحيوان والزهر من حيث الحركة والانسياب وتناسب الأشكال ومراعاة الحيز والمدى المتاح، فبضربة ريشة واحدة، يرتسم الطير وبضربتين تتحقق الحركة، سواء كان رسماً بالذهب الخالص أو بألوان الطين أي «البطانات». وشددت على أهمية العودة إلى التراث وتطبيق الفكر الخاص، مبينة أنها دائماً تجد الجديد في التراث وتكتشف ما يبهرها، ولذلك جاءت أعمال معرضها الأخير بعد البحث في طرق الاختزال التي تعاملت معها منذ فترة طويلة، بالجديد في الشكل والمضمون بعد أن اجتهدت في تغيير طريقة الاختزال المعتادة عليها، وكشفت أنها تتلمذت على يد رائد الخزف المصري سعيد الصدر الذي كان يهتم كثيراً بالاختزال، ولذلك تجتهد دائماً لعدم التكرار، بعد أن تعلمت منه في ورشته في الفسطاط وبيته وفي كلية الفنون التطبيقية التي تخرجت فيها، وشاهدته وهو يدخل الفرن بجسمه ليرص القطع الخزفية قبل الحرق، فلم يكن لديه عامل، وتعلمت منه كيفية التعامل مع تلاميذها واتباع أسلوب منحهم مذكرة تضم تجاربها وخبرتها العملية، وتدريبهم على الطرق المختلفة للإنتاج الفني. منتجات فنية وأضافت أن الفن الإسلامي وظيفي وجمالي في آن واحد، فالفنان المسلم عمل وصمم ونفذ وحدة الإضاءة والإناء والأطباق، موضحة أن الجمال وظيفته بعث الراحة إلى النفس، والتزيين، ومن هنا لا يمكن التقليل من قدر المنتجات الفنية الإسلامية لمجرد استخدامها الوظيفي، متسائلة: أليس الفن وظيفة، ألا يعطي حساً جمالياً للمكان؟ أعمال تمزج بين الطين الأسواني وعجينة السرامية عن أعمالها الأخيرة، قالت إنها استخدمت الطين الأسواني، وعجينة السيراميك الخزفية، وإضفاء بعض الألوان في تجربة لونية جديدة، ثم تعرضها لدرجة حرارة عالية، ما يكسب الشكل قيمة فنية، مؤكدة أن الخزف من قطع الديكور المهمة بكل منزل، وأنها في هذه التجربة قامت باختيار عنصر النبات من زهور وأوراق شجر كسمة أساسية في تصميماتها الملونة على الآنية أو الأطباق. وتضيف أنها دائماً ما تأخذ من تراث الحضارة المصرية، إلا أن ميولها تقترب أكثر من الفنون الإسلامية، وأن العودة إلى التراث القديم لا تعني التقليد، وإنما تضفي بعداً أصيلاً على الأسلوب والفكرة والتصميم المعاصر، معتبرة أن كل عمل معاصر مقلد للتراث لا يحمل صفة الجمال. وقالت إنها قامت بالعمل على 3 تقنيات لإنتاج أعمالها الأخيرة، تختلف في طرق التحضير والتعامل الكيميائي والحراري، فتأتي بنتائج مختلفة شكلاً ولوناً وإحساساً، فهناك تقنية «الرسم بالأملاح»، حيث تُحرق القطعة الخزفية بوضعها المباشر في بيت النار أو في مكان وضع الوقود بالفرن، والتقنية الثانية تعتمد على إتمام عملية الاختزال عن طريق الفرن العادي الذي يسحب الأكسجين ويترك ثاني أكسيد الكربون، أما التقنية الأخيرة، فهي حريق الراكو، وكل تقنية تعالج بأسلوب مختلف وتعطي إحساساً مختلفاً لدى المتلقي، لافتة إلى أن الخزف عمل فني يحتاج للتعب والجهد الذي يتلاشى بمجرد مشاهدة نتيجة العمل في شكله النهائي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©