الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«القدير» كامل القوة.. عظيم القدرة.. والعزة

«القدير» كامل القوة.. عظيم القدرة.. والعزة
13 يونيو 2013 20:38
الاتحاد (القاهرة) - «القدير».. اسم من أسماء الله الحسنى ثبت بالكتاب والسنة وإجماع أهل العلم من أسماء وصفات الجلال والكمال يدل على القوة والعظمة والقدرة والهيمنة مع العلم بكل ما قضى وقدر فلا يشاركه أحد في الخلق والتقدير والتنفيذ. والقدير هو المتصف بالقدرة، وهي صفة أزلية أبدية يؤثر الله بها في الممكنات، فقدرة الله لا تتعلق بالواجب ولا بالمستحيل الوجود، فهو الله جل جلاله وتقدست أسماؤه كامل القوة، عظيم القدرة، شامل العزة له عزة القوة «إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين» «الذاريات: 58». فبقدرته أوجد الموجودات ودبرها وسواها وأحكمها وبقدرته يحيي ويميت قال تعالى: «إن الله على كل شيء قدير». خمس وأربعون مرة وقد ورد اسم القدير خمساً وأربعين مرة في القرآن الكريم منها قوله: «أينما تكون يأتي بكم الله جميعا أن الله على كل شي قدير» «البقرة: 148» وفي قوله: «يخلق ما يشاء وهو العليم القدير» «الروم: 54» وقوله تعالى: «قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير» «آل عمران: 26». وقوله تعالى: «عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة والله قدير والله غفور رحيم» «الممتحنة: 7». فقد ورد الاسم في القرآن الكريم مقرونا بالعلو والفوقية المطلقة على كل شيء، مما يزيد الإطلاق كمالا على كمال. وفي الحديث الشريف في قوله عليه الصلاة والسلام: «لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير....». قال ابن منظور القادر والقدير من صفات الله يكونان من القدرة ويكونان من التقدير، وقوله تعالى إن الله على كل شيء قدير من القدرة، فالله عز وجل على كل شيء قدير، والله سبحانه مقدر كل شيء وقاضيه. قال ابن الأثير من أسماء الله تعالى القادر والمقتدر والقدير، فالقادر اسم فاعل والقدير فعيل منه، وهو للمبالغة، والمقتدر مفتعل من اقتدر، وهو أبلغ. وقال الزجاج القدير أبلغ في الوصف من القادر، لأن القادر اسم الفاعل من قدر يقدر فهو قادر، وقدير فعيل، وفعيل من أبنية المبالغة. والقدير سبحانه وتعالى هو الذي يتولى تنفيذ المقادير ويخلقها على ما جاء في سابق التقدير فمراتب القدر أربع، العلم والكتابة والمشيئة والخلق، والمقصود بهذه المراتب المراحل التي يمر بها المخلوق من كونه معلومة في علم الله في الأزل إلى الواقع المشهود، وهذه المراحل تسمى مراتب القدر. ويذكر ابن القيم أن القضاء والقدر منشأُه عن علم الرب وقدرته، ولهذا قال الإمام أحمد القدر قدرة الله. كامل القدرة ويرى ابن جرير أن «قدير» بمعنى القوة ويستدل بقوله سبحانه «ما ننسخ من آية أو ننسها نأتي بخير منها أو مثلها ألم تعلم أن الله على كل شيء قدير» فهو قدير بالإحاطة بالمكان والزمان والعاجل والآجل. وقال السعدي القدير كامل القدرة، بقدرته أوجد الموجودات، وبقدرته دبرها، وبقدرته سواها وأحكمها، وبقدرته يحيي ويميت، ويبعث العباد للجزاء، ويجازي المحسن بإحسانه، والمسيء بإساءته، الذي إذا أراد شيئا قال له كن، فيكون، وبقدرته يقلب القلوب ويصرفها على ما يشاء ويريد. وقال الحليمي القدير وهو التام القدرة، لا يلابس قدرته عجز بوجه وهو المظهر قدرته بفعل ما يقدر عليه، وقد كان ذلك من الله تعالى فيما أمضاه، وإن كان يقدر على أشياء كثيرة لم يفعلها، ولو شاء لفعلها، فاستحق بذلك أن يسمى: مقتدرا. الله عز وجل قدير، من التقدير، يعني أنه ذو علم دقيق، وقدير من القدرة، فبقدر ما تطمئن إلى علمه تطمئن إلى قدرته، وبالعكس، وبقدر ما تطمئن إلى قدرته تطمئن إلى علمه فإذا اسم «القدير» مأخوذ من التقدير أو من القدرة. واسم الله القدير يدل باللزوم على الحياة والقيومية والعزة والأحدية والسمع والبصر والعلم والحكمة والغنى والقوة وغير ذلك من صفات الكمال. وقد اقترن اسم الله القدير باسمه العليم في غير موضع من القرآن لأن العلم من لوازم القدرة. واسم القدير يدور مع الإنسان في جميع حياته والله عز وجل له قضاء وقدر، القضاء علم، والقدر تقدير.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©