الخميس 9 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مفاوضات إيران النووية... شكاوى متبادلة

مفاوضات إيران النووية... شكاوى متبادلة
13 يونيو 2012
الخلاف بين طهران والقوى العالمية حول برنامج إيران النووي جد كبير لدرجة أن المفاوضات المقررة في موسكو الأسبوع المقبل قد تؤجل، وفق مسؤولين من الجانبين. وإذا ما عقدت المحادثات المرتقبة - التي تمثل الجولة الثالثة في غضون شهرين ونيف- في الثامن عشر والتاسع عشر من يونيو المقبل، يقول دبلوماسي إيراني مطلع على المفاوضات، فإنها ستكون "صعبة حقاً". ويقول الدبلوماسي الإيراني الذي تم الاتصال به في طهران: "وحتى إذا انطلقت محادثات موسكو في الوقت المحدد، فإنني أعتقد أنها ستكون مناسبة للتعبير عن شكاوى إيران والقوى العالمية، وقد تنتهي باتفاق في الأخير على عقد جولة مقبلة نتيجة لذلك"، مضيفاً "ولكن السؤال هو: كم من الوقت يمكن أن يستمر الوضع على هذه الحال؟". المسؤولون من الجانبين يتهمون بعضهم البعض بعدم "الجدية" بشأن الانخراط في المفاوضات، وبمحاولة المماطلة وكسب الوقت، وبعدم الاستعداد لعقد صفقة من شأنها تهدئة المخاوف الغربية والإسرائيلية بشأن محاولة إيران صنع سلاح نووي، ورفع عقوبات مؤلمة على إيران، وتجنب ضربات عسكرية ممكنة من قبل إسرائيل أو الولايات المتحدة. الكثير يعتمد على مكالمة هاتفية كان مقرراً إجراؤها بين كبير المفاوضين الإيرانيين سعيد جليلي ومنسقة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون. وتأتي هذه المكالمة وسط تبادل اتهامات حادة ولاذعة تبرز حجم التحديات التي مازالت تعترض جهود التوصل إلى حل متفاوض بشأنه بين إيران ومجموعة 1+5 (المؤلفة من الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا+ألمانيا) ممثلة بآشتون. فالرسالة الأخيرة التي بعث بها في وقت متأخر من يوم الأحد نائب جليلي إلى نائبة آشتون، هيلجا شميد، عبرت عن "التفاجئ" لكون رسالة "شميد" السابقة "وضعت على جدول الأعمال مواضيع تعد بعيدة كل البعد عما تم الاتفاق عليه" في اتفاقات سابقة ولم تتناول العرض المضاد الذي قدمته إيران في بغداد أواخر مايو الماضي. كما تساءل نائب جليلي، "علي بغيري"، عن سبب رفض مجموعة 1+5 عقد اجتماع على مستوى الخبراء قبل محادثات موسكو، حيث كتب "بغيري" في الرسالة التي سربت إلى وسائل الإعلام الإيرانية يقول: "إذا كانت اتفاقات كل جولة من المحادثات لا يمكن أن تكون متبوعة باجتماع على مستوى النواب والخبراء، فأي ضمانة هناك لنجاح المحادثات المقبلة؟". الدبلوماسيون من كلا الجانبين يقولون إنهم يبذلون جهوداً كبيرة لتفهم مواقف الطرف الآخر لما فيه مصلحة محادثات ناجحة. ولكنهم يقولون أيضاً إنهم "لا يمتلكون سوى بعض الأجوبة الفضفاضة" (كما يقول الدبلوماسي الإيراني) أو يواجهون "التشويش" و"مواقف سلبية متزايدة" (كما يقول دبلوماسي أوروبي في بروكسل مطلع على المحادثات). ففي الأسبوع الماضي، يقول الدبلوماسي الأوروبي، كان ثمة اتصالان مباشران بين "بغيري" و"شميد". ومنذ أواخر مايو الماضي، تم تبادل خمس رسائل و"عرضنا لمدة أسبوع على الأقل اتصالاً مباشراً بين "آشتون" و"جليلي"، ولكنهم عمدوا إلى المماطلة". ويقول الدبلوماسي الأوروبي في هذا الإطار: "إن كل الجهود تهدف إلى ضمان التواصل بيننا... أن نقترح اتصالات على مستوى عال، وأن نتواصل بكل طريقة ممكنة؛ ولذلك، فإنه من غير المعقول إلقاء اللوم بشأن نتيجة موسكو على عدم استعدادنا بالالتزام". وبدورهم، يجادل المسؤولون الإيرانيون بأنهم هم الذين يمدون يدهم ويريدون التواصل، حيث يقول الدبلوماسي الإيراني إن الإيرانيين "يريدون أن... يُظهروا أنهم هم الذين يهتمون بالتعاون، وأعتقد أن تسليط الضوء على المكالمات الهاتفية وبعث الرسالة تلو الرسالة دليل على أنهم يرغبون في أن يُظهروا للعالم أنهم حريصون على الحوار وأن مجموعة 1+5 هي التي تمتنع عن ذلك". ويضيف الدبلوماسي الإيراني قائلاً: "عندما كتب بغيري في رسالته أنهم إذا لم يستعدوا لمحادثات موسكو، فعليهم توقع الفشل، فإن ذلك يمثل تمهيداً ليقولوا للعالم إننا بعثنا لهم بالرسالة ولكنهم تجاهلوها". يشار إلى أن "وندي شيرمان" ، كبيرة المفاوضين الأميركيين في المحادثات النووية، وهي مساعدة وزيرة الخارجية للشؤون السياسية، كان من المرتقب أن تنضم إلى مسؤولين آخرين من مجموعة 1+5 من أجل محادثات حول الاستراتيجية في مدينة ستراسبورغ الفرنسية يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين. وكانت وزارة الخارجية الأميركية أعلنت أن الاجتماع يعتبر جزءاً من "استعداد جدي" لموسكو من أجل تمكين "المسار الدبلوماسي من النجاح". وإلى جانب الخلاف حول الاستعدادات لموسكو هناك موضوع أكثر جوهرية، ألا وهو جوهر المحاولة الأولى لـ 1+5 التي قُدمت في بغداد في أواخر مايو الماضي، والتي تقول طهران إنها ترقى إلى "الفشل". ففي ذلك المقترح، طُلب من إيران التخلي عن تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المئة، وإغلاق منشأة فوردو المدفونة عميقاً تحت الأرض، إضافة إلى الموافقة على عمليات تفتيش. ولكن مطلباً غربياً آخر يدعو إيران إلى تعليق كل عمليات التخصيب، مثلما تنص على ذلك قرارات الأمم المتحدة إلى أن توضح الأسئلة المتعلقة بأي عمليات مرتبط بالأسلحة. وإذا كانت إيران قد أعلنت استعدادها لحصر التخصيب عند مستوى 5 في المئة، فإنها أعلنت أيضاً لسنوات أنها لن تتنازل عن "حقها الثابت" - مثلما تنص على ذلك اتفاقية حظر الانتشار النووي- في تخصيب اليورانيوم. وفي هذا الإطار، قال الرئيس الإيراني في خطاب مؤخراً: "إذا كان البعض يريدنا أن نتخلى عن هذا الحق، فعليهم أولاً أن يقدموا لنا أسبابهم، وثانياً أن يكشفوا عن الأشياء التي سيقدمونها للأمة الإيرانية بالمقابل". وإذا كانت هذه المواضيع من المتوقع أن تكون في صميم أي صفقة بين الجانبين، فإن إيران لم تحدد بعد في المحادثات الأشياء التي ستقبلها والأشياء التي لن تقبلها، كما يقول دبلوماسي أوروبي: "ما لم يفعله الإيرانيون هو القول: "إننا لا نستطيع القيام بهذا، ولكن ما نود القيام به هو التالي. فهل يمكننا الاتفاق على ذلك كخطوة أولى ؟". سكوت بيترسون اسطنبول ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©