الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

هيريرا.. هدوء الأعصاب «خارج الأولويات»!

هيريرا.. هدوء الأعصاب «خارج الأولويات»!
29 يونيو 2014 01:45
لا ندري ما إذا كانت المواجهة بين هولندا والمكسيك ستكون مثيرة في الدور ثمن النهائي من كأس العالم 2014 اليوم في فورتاليزا، لكنها من دون أدنى شك لن تخلو من الاستعراض، وتحديداً من ناحية مقاعد اللاعبين الاحتياطيين المكسيكيين، حيث يوجد المدرب ميجيل «ال بيوجو» هيريرا، وكان المدرب المكسيكي حذر الجميع قبل انطلاق المونديال الحالي بأن احتفاظه بهدوء أعصابه ليس من أولوياته خلال مباريات فريقه. ولحظة إعطاء الحكم إشارة انطلاق المباراة، تبدأ أعصاب هيريرا بالغليان، وقد انتشرت صوره على مواقع عالمية عدة تظهره وهو في ذروة احتفالاته بأهداف فريقه، أو في لحظة غضب تجاه قرارات الحكام، لا يبدو هذا المدرب قصير القامة والبدين بأنه يتمتع بـ «الكاريزما» للوهلة الأولى، لكن الظاهر يختلف تماماً لأن لاعبيه يطيعونه وعيونهم مغمضة، بما أنه لا يسمح للمدرب بالخروج من المنطقة الفنية المحددة له بالقرب من مقاعد اللاعبين الاحتياطيين، فإن لاعبيه يتوجهون صوبه للاحتفال معه بالأهداف التي يسجلونها. وتدين المكسيك بالكثير لهيريرا الذي انتشلها من أزمة حقيقية كادت تهدد بعدم بلوغها النهائيات الحالية وذلك للمرة الأولى منذ 28 عاماً، عندما استدعي لقيادة دفة أحفاد الأزتيك في أكتوبر الماضي عندما كان الفريق انتزع بصعوبة بالغة بطاقة خوض الملحق ضد بطل أوقيانيا. لم يتردد هيريرا مباشرة بعد تسلم مهامه، في استبعاد كل المحترفين في أوروبا في المباراتين الحاسمتين مع نيوزيلندا، بينهم تشيتشاريتو وأندريس جواردادو وجيوفاني دوس سانتوس معتمداً على المحليين فقط، قبل أن يستدعيهم مجدداً إلى النهائيات. وأدرك هيريرا مدى عدم رضا أنصار المنتخب عن عروض الفريق في الأشهر الأخيرة التي سبقت التأهل، فأطلق حملة على «تويتر» ناشد فيه الشعب المكسيكي بأن يثق بمنتخبه الوطني. النجاح الذي حققه «ال تري» في هذه البطولة تخطى التطلعات، حتى أصبح هيريرا بطلاً قومياً في المكسيك، وعلى الرغم من عدم تمتعه بالخبرة خارج بلاده، فإن هيريرا أثبت قدرة هائلة على قيادة مجموعة بفضل شخصيته القوية، كما كانت خياراته صائبة في المونديال الحالي، وخير دليل على ذلك الحارس جييرمو أوتشوا الذي استدعاه في اللحظة الأخيرة، واختير أفضل حارس في الدور الأول من البطولة، وتحديداً بعد تألقه في المباراة ضد البرازيل. كما أن استدعاءه مجدداً للقائد رافايل ماركيز المتقدم في السن (35 عاماً) أثبت بأنه ضربة معلم، حيث نجح الأخير في تسجيل هدف الافتتاح في المباراة الحاسمة ضد كرواتيا (3-1) التي كانت جواز سفر فريقه إلى الدور الثاني على حساب المنتخب البلقاني، أما في خط الوسط فقد اعتمد على الثنائي فاسيكز جواردادو وهيريرا اللذين تفوقوا على الثنائي الكرواتي مودريتش وراكيتيتش الأكثر خبرة منهما، وقد تأهل المنتخب المكسيكي من دون خسارة أي مباراة في الدور الأول، وتلقت شباكه هدفاً واحداً فقط. لم يتبق سوى إنجاز ضد هولندا ليبلغ المنتخب المكسيكي الدور ربع النهائي للمرة الأولى منذ 28 عاماً، وليصبح هيريرا معشوق الجماهير أكثر وأكثر. عرف هيريرا، الثالث في عائلة من خمسة أولاد في ولاية هيدالجو، بطباعه الحادة كلاعب، فطرد الظهير الأيمن 16 مرة في مسيرته الممتدة بين 1980 و2000 عندما حمل ألوان أتلانتي، سانتوس، كويريتارو وتوروس نيسا وتحول من مركز الهجوم إلى الدفاع. خاض ابن السادسة والأربعين 14 مباراة دولية مع بلاده وكان ضمن تشكيلة وصيف كوبا أميركا 1993 في الأرجنتين، لكنه لم يستدع إلى تشكيلة مونديال 1994 في الولايات المتحدة، إذ انتهت مسيرته بعد ركلة عنيفة على لاعب هندوراسي في التصفيات أدت إلى خلاف مع المدرب ميجيل ميخيا بارون. تحول «بيوخو» أي القملة، إلى التدريب في 2002 وأمضى العقد الأخير مع خمسة أندية مختلفة في الدوري المحلي، تنقل كثيراً قبل أن يقود أميركا للقب الدوري الختامي، ويطلب منه مسؤولو الاتحاد تسلم المنتخب الوطني. (سانتوس - أ ف ب)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©