السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نموذج ترامب.. هل يتكرر في ألمانيا؟

14 نوفمبر 2016 22:28
هل يمكن لنموذج ترامب أن يتكرر في ألمانيا؟ هذا هو السؤال المهم الذي طرحته صحيفة التابلويد الألمانية «بيلت» Bild، الخميس الماضي. وفضلت مجلة «دير شبيجل» اتخاذ منحى آخر في الطرح عندما قالت في افتتاحيتها عقب فوز ترامب: «إن مما يُرثى له أن تنشغل برلين وبروكسل بالاهتمام بأطروحات فلاديمير بوتين ورجب طيب أردوغان ودونالد ترامب بالإضافة إلى شعبويين محليين آخرين من أمثال رئيس وزراء المجر فيكتور أوربان». ومن الأرجح أن ألمانيا لن تبقى معزولة عما يجري في العالم لفترة أطول. ولقد بقيت هذه الدولة الأوروبية القوية لعدة عقود، ولأسباب متعددة واضحة، كثيرة القلق من الأفكار التي تدعو إلى الكراهية و«رهاب الأجانب». وفي الانتخابات المحلية التي نُظمت في شهر سبتمبر الماضي، انتصر حزب الجناح اليميني الشعبوي «البديل لألمانيا» على حزب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في مقاطعة «ميكلينبورج- فوربوميرن» التي تنتمي إليها. وبررت ميركل هذه الهزيمة النسبية بالأداء الضعيف لحزبها ودافعت عن سياستها المتعلقة باللاجئين التي يعارضها اليمينيون ووصفتها بأنها سياسة مهمة وضرورية. ويعود تاريخ ظهور حزب «البديل لألمانيا» لعام 2013، وجاء تأسيسه على خلفية الاحتجاجات التي اندلعت ضد الانضمام لمنطقة «اليورو». ومنذ ذلك الوقت تحول إلى حزب معادٍ للمهاجرين والإسلام، وكان يكرّس بذلك دعوات حركة «بيديجا» التي تحمل هذه الشعارات ذاتها. وورد في نصوص السياسة الرسمية للحزب أن «الإسلام لا علاقة له بألمانيا»، ومنذ قررت الحكومة الألمانية قبول استضافة اللاجئين عام 2015، بدأ يعمل بطريقة جيدة. وفي انتخابات سبتمبر المحلية حصل على 24.2 بالمئة من أصوات ناخبي مقاطعة سكسوني آنهالت، و12.6 بالمئة في مقاطعة «راينلاند – بالاتينات»، و15.1 بالمئة في مقاطعة «بادن – فورتيمبرج»، وهو يحتل الآن تسعة مقاعد في البرلمانات المحلية للمقاطعات، ومن المتوقع أن يفوز بمقاعد أخرى في الانتخابات الفيدرالية التي ينتظر إجراؤها العام المقبل، والتي يبدو أن ستكون في غير مصلحة ميركل التي تبذل جهوداً للإبقاء على تحالفاتها الحالية، ولقد شجع اليأس الانتخابي بعض أعضاء حزبها «الاتحاد الديمقراطي المسيحي» على التفكير في التعاون مع حزب «البديل لألمانيا». والآن، وبعد صدمة الثلاثاء، حذر مسؤولون ألمان كبار من أن انتصار دونالد ترامب يجب أن يدفع السياسيين الألمان إلى الإبقاء على حالة الحذر والترقب. وعقب انتخاب ترامب، قالت «فراوك بيتري» زعيمة حزب «البديل لألمانيا» في تغريدة على «تويتر»: «تهانينا للرئيس المقبل للولايات المتحدة دونالد ترامب. لقد قرر الأميركيون البدء بانتهاج سياسة جديدة ضد الفساد. إن انتخاب ترامب فرصة تاريخية». ولم تكن «فراوك» وحيدة في الإسراع بتهنئة ترامب والتشديد على سياساته. وكانت لها نظيرة في فرنسا هي مارين لوبين رئيسة حزب «الجبهة الوطنية»، ونيجيل فاراج الزعيم السابق لحزب «الاستقلال البريطاني»، وبطل لعبة انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وكل هؤلاء لم يتأخروا عن توجيه أحرّ التهاني القلبية للرئيس ترامب. وفي الوقت الذي لم يكن فيه قادة العالم بمثل ابتهاج فلاديمير بوتين بفوز ترامب، فإنه تلقى التهاني الحارة بالفوز من أصدقاء كثر من أمثال: رئيس وزراء كندا «جستن ترودو»، ورئيس جورجيا «جيورجي مارجفيلاشفيلي»، ورئيس وزراء الهند «ناريندرا مودي»، ورئيسة وزراء بريطانيا «تيريزا ماي». ولكنّ ميركل التي يصفها البعض بأنها الحارسة الأمينة لليبرالية، لم ترسل مثل هذه التهنئة على الرغم من أن ترامب وصفها ذات مرة بأنها أفضل زعيمة في العالم بعد بضعة أشهر من اتهامه لها بتدمير ألمانيا. وبعد الانتخابات الأميركية، أصدرت تصريحاً قالت فيه: «تجمع بين ألمانيا والولايات المتحدة قيم مشتركة تتجلى في الديمقراطية والحرية ومبدأ حكم القانون واحترام كرامة كل إنسان بغض النظر عن دينه أو لون جلده أو جنسه أو توجهاته الجنسية أو مواقفه السياسية. وهي مبنية على هذه القيم التي أتمنى أن نتعاون على تكريسها على مستوى الدول والحكومات». ومن المنتظر إجراء الانتخابات العامة في ألمانيا العام المقبل. وعلى العالم أن ينتظر حتى يرى ما إذا كان الألمان سيتفقون مع وجهة نظر ميركل على التمسك بتلك القيم التي أعلنت عنها في تصريحها. وحتى نجيب عن سؤال صحيفة «بيلت»، نقول: «بعد الإعلان عن انتخابات الثلاثاء في أميركا، بات من الواضح أن نُسخ ترامب المطابقة للأصل يمكن أن نراها في كل مكان، وربما في ألمانيا أيضاً». *محللة سياسية أميركية يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©