الجمعة 10 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أميركا تعلّق رحلات الفضاء المكوكية 7 سنوات

29 يناير 2010 23:07
بدأت صناعة الفضاء الأميركية في الترنح. ويعزو المراقبون الهزات التي واجهت وكالة الفضاء الأميركية ناسا، موضع فخر الأميركيين، إلى نقص التمويل وعدم الاهتمام الكافي من قبل الرئيس الأميركي باراك أوباما بهذا القطاع صاحب التاريخ العريق. وأهم ما تواجهه ناسا الآن هو اضطرارها للتوقف عن رحلاتها المكوكية بعدما أصبحت الولايات المتحدة غير قادرة على نقل رواد إلى الفضاء الخارجي، وذلك بعد نصف قرن من التاريخ الأميركي المزدهر في هذا المجال. ويرى بعض المراقبين أن الأمر يعد بمثابة مأساة لناسا. وسيضطر رجال الفضاء الأميركيون عندئذ لمرافقة زملائهم الروس إذا أرادوا الوصول لمحطة الفضاء الدولية (أي إس إس). ربما كان من الصعب تصديق ذلك. ولكن هذه هي الحقيقة بعد أن كانت الولايات المتحدة حتى زمن قريب “رقم 1” في الفضاء. وستتخلى أميركا على مدى سبع 7 سنوات على الأقل عن تنظيم رحلات مأهولة للفضاء. بل إن الجيل المرتقب من الرحلات المكوكية الذي ينتظر أن يحل محل الرحلات الحالية مهدد هو الآخر بعدم الخروج للنور بسبب نقص الاعتمادات المالية. وأصبح مصير تطوير المركبات الفضائية ذات السرعة الفائقة التي كانت أميركا ستمخر بها الفضاء إلى كوكب المريخ مجهولاً. فإلى أين تسير ناسا إذن؟ في الماضي كانت المركبات الفضائية بمثابة الثورة في عالم الفضاء. وكان ينتظر من المركبات الفضائية ذات خزانات الوقود العملاقة والتي يمكن استخدامها في أكثر من رحلة أن تخفض تكاليف الرحلات الفضائية بشكل هائل. كما كانت هذه المركبات التي تستطيع أن تحمل الواحدة منها 25 طناً وتتسع لـ7 رواد فضاء بمثابة بداية عهد جديد في عالم الفضاء. وانطلقت أول رحلة لمركبة الفضاء الأميركية كولومبيا في الثاني عشر من أبريل 1981. وأصبحت الرحلات المكوكية بمثابة “خيول العمل” التي من دونها لا يمكن تخيل إنشاء وكالة الفضاء الدولية أي إس إس. ومازالت ناسا منتشية بمكوك الفضاء معتبرة إياه “أكثر الآلات تعقيداً حتى الآن”. ولكن هذه المكوكات أصبحت فعلا فشلا ذريعا ومقبرة لإجمالي 14 رائد فضاء بعد انفجار مكوك الفضاء تشالنجر عام 1986 عقب إقلاعه بقليل واحتراق المركبة كولومبيا عام 2003 لدى دخولها الغلاف الجوي للأرض ما مثل صدمة كبيرة لعالم الفضاء. وفقد مكوكان من إجمالي 5 مما جعل المسؤولين الأميركيين يطوون الخطط الخاصة بتسيير رحلة مكوكية للفضاء أسبوعياً والاقتصار على 4 رحلات سنوية. وبعد أن كانت التكلفة المقدرة لكل رحلة تبلغ عشرة ملايين دولار وصلت هذه التكلفة نحو 500 مليون، مما جعل هذه المركبات الفضائية فاشلة من الناحية الاقتصادية أيضا. أضف إلى ذلك أن المركبات الفضائية أصبحت تعتبر متقادمة ومحفوفة بالمخاطر. وكانت النتيجة هي التأخير الدائم في مواعيد رحلات المركبات الثلاث المتبقية أتلانتيس وديسكافري وإينديفر. ويعزى هذا التأخير دائما إلى مشاكل في خزانات الوقود لهذه المركبات. وهناك جزء من تقنية المركبات الفضائية يعود للستينيات من القرن الماضي ما جعل معارضي الرحلات المكوكية يرون أن هذه المركبات ولدت معيبة أصلاً وأنها عرضة للخطر لأنها ببساطة بالغة التعقيد. وأشاد المعارضون في هذا الصدد بمركبة الفضاء الروسية سويوز كونها الأكثر بساطة والأكثر صلابة والأقل عرضة للأعطال. ومن المقرر أن تقوم مركبة الفضاء الأميركية اينديفر برحلتها التالية في 7 فبراير المقبل لتعقبها 4 رحلات أخرى، قبل أن يسدل الستار في سبتمبر المقبل على هذه الرحلات نهائياً . أوباما يقترح التخلي عن «العودة إلى القمر» واشنطن (أ ف ب) - ذكرت صحيفتان أميركيتان أمس الأول نقلاً عن مسؤولين في إدارة وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) أن الرئيس باراك أوباما سيقترح في ميزانية عام 2011 التي سيرفعها الاثنين إلى الكونجرس، التخلي عن برنامج عودة رواد الفضاء الأميركيين إلى القمر. وقالت صحيفتا "فلوريدا توداي" و"أورلاندو سانتينيل" إن البيت الأبيض سيطلب من ناسا التركيز على نشاطات أخرى من بينها تطوير القطاع الخاص لتأمين خدمات نقل الرواد والشحن حتى محطة الفضاء الدولية. ولتحقيق هذا الهدف، سيقترح الرئيس زيادة ميزانية ناسا نحو 6 مليارات دولار خلال 5 سنوات. وفي عام 2010 ستصل ميزانية ناسا إلى نحو 18 مليار دولار.
المصدر: واشنطن
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©