هالة الخياط (أبوظبي)
بدأ مركز العلاج بالخيول التابع لمؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية وذوي الاحتياجات الخاصة الاستعداد لإخضاع الطلبة من ذوي للاحتياجات الخاصة كمرضى التوحد ومتلازمة داون سندروم على التدريب الحسي في التعامل مع الخيول والخدمات التي تقدم في المركز.
وأوضحت خلود عبد الرحمن علي مدير مركز العلاج بالخيول، الذي يقع في مدينة المفرق، أن عملية إخضاع الطلبة من ذوي الاحتياجات الخاصة للعلاج من خلال الخيول ستبدأ مع بداية العام الدراسي المقبل.
وصرحت خلود علي لـ«الاتحاد» بأن المركز بصدد توقيع اتفاقية الأداء مع المؤسسة الألمانية للعلاج بركوب الخيل لتكون المشرفة على البرامج العلاجية. كما سيتم إجراء دراسة بالتعاون مع جامعة آخن الألمانية تستمر لمدة عام دراسي كامل من خلالها سيتم اختيار 50 حالة من ذوي الإعاقة الحركية لمعرفة تأثير العلاج بالخيول على تحسن حالتهم الصحية.
وانتهت الأسبوع الماضي برامج التدريب الصيفي للطلبة من ذوي التخلف العقلي ومرضى التوحد ومتلازمة دوان سندروم، ومن خلالها تمت عملية التقليل التدريجي لحساسية تعامل الطلبة والمنتفعين مع الخيول، عبر رحلة في مرافق المركز لمدة 10 إلى 15 دقيقة لكل مرحلة كزيارة الحديقة الحسية للزهور والنباتات، حديقة الحيوانات الأليفة، إسطبل الخيول، واللعب على الحصان الخشبي، والمشي بالقرب من الخيول في الميدان إلى جانب 15 إلى 20 دقيقة من الركوب الفعلي للخيل.
وأفادت علي أن المرحلة الحالية يقوم خلالها الكادر التدريبي في مركز العلاج بالخيول بزيارات إلى المراكز التابعة للمؤسسة للتعرف على الطلبة والإعاقات التي لديهم ليتم تجهيز برامج علاجية للحالات التي سيستقبلها مركز العلاج بالخيول مع بداية العام الدراسي القادم.
وأوضحت مديرة مركز العلاج بالخيول أن المركز سيستقبل جميع فئات ذوي الاحتياجات الخاصة من كافة الأعمار، كما سيستقبل الأطفال الأسوياء، بما يحقق الدمج بين ذوي الاحتياجات الخاصة وأقرانهم.
وقالت “ترى مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية أن من واجبها بذل أقصى جهد ممكن للارتقاء بطاقات وقدرات المنتفعين من ذوي الاحتياجات الخاصة، وتقديم أفضل ما يمكن لهم من خدمات بأسلوب شيق وممتع وفق أسس علمية سليمة، وترى في العلاج بركوب الخيل طريقة عصرية لعلاج العديد من المشكلات لدى المنتفعين، وفرصة لتدريبهم وتنمية قدراتهم على الحركة والتوازن، وتدعيم ثقتهم بأنفسهم وبالآخرين”.
وبشأن فوائد ركوب الخيل للأشخاص من ذوي الإعاقة، أوضحت علي أن ذلك سيساعد في تحسين التوازن والتوتر العضلي عند المعاقين حركياً، وتطوير المدى الحركي لمجموعة من العضلات الهيكلية، والمساعدة على استرخاء العضلات عند المصابين بالشد العضلي، إلى جانب تحسين الأداء الحركي العام من حيث وضعية الجسم ووضعية الجلوس والوقوف وتحسين المهارات الحركية في العضلات الدقيقة. كما سيساهم في تحسين مستوى التكامل الحسي، وتطوير ثقة الشخص من ذوي الإعاقة بنفسه وبقدراته وإمكاناته، وتحسين مستوى انتباه الفرد وتركيزه، فضلا عن تحسين مستوى التواصل لدى الأشخاص من ذوي الإعاقة وخاصة المصابين باضطراب التوحد، وتطوير السلوك الاجتماعي بين الشخص المعاق ومعالجيه بركوب الخيل.
ويقدم المركز عدة خدمات علاجية منها العلاج الطبيعي بركوب الخيل، العلاج الحسي بالتعامل مع الحيوانات الأليفة والنباتات، ورياضة ركوب الخيل. ويتكون فريق العمل بعلاج ركوب الخيل من مجموعتين تعملان معاً بانسجام وتعاون دائم، ومجموعة العمل الأولى تهتم بالخيل كحيوان من حيث طعامه ونظافته وسياسته وعلاجه بيطرياً وترويضه ليكون مناسباً للعمل في علاج المنتفعين الذين غالبيتهم من الأطفال ذوي الإعاقة. أما مجموعة العمل الثانية فتهتم بعلاج المنتفعين بركوب الخيل، وتتكون من طبيب مختص ومشرف العلاج بركوب الخيل ومعالج طبيعي ومعالج وظيفي، وهم متمرسون في هذا النوع من العلاج.
وبينت مديرة المركز أن هناك فئات من الإعاقة ستستفيد من العلاج بركوب الخيل، ويحتاج المرشحون لتلقي العلاج بركوب الخيل إلى فحص طبي وتقرير من الطبيب ومشرف العلاج بركوب الخيل إلى إمكانية تلقي الشخص من ذوي الإعاقة لهذا النوع من العلاج.
عدد اليوم
