السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

المتسولـون.. محتالون في ثيـاب محتاجين

المتسولـون.. محتالون في ثيـاب محتاجين
29 يونيو 2014 12:45
«الله يوفقك.. الله يرزقك الجنة ويرزقك الزوج الصالح والذرية الصالحة». عبارات جاهزة يصبها المتسولون في أذن كل عابر، علّها تجد وقعاً في قلبه، ليمد يمينه إلى جيبه واضعاً بضعة دراهم في يد قائلها. ويلجأ من يمتهن التسول إلى حيل كثيرة لاستدرار عطف السامع، عبر العزف على وتر الشعور الديني تارة، أو إبراز وريقات تحمل أختاماً وكلمات تفيد بأن حاملها، أو من يعيلهم، يعاني أمراضاً أو أزمات تتطلب مبالغ كبيرة لعلاجها أو حلها. منى الحمودي، آمنة الكتبي تنشط حركة التسول مع دخول شهر رمضان المبارك، ويكثر مشهد استعطاف المتسولين للمارة في الأماكن العامة، ويستغل البعض حاجة الناس للأجر في هذا الشهر الكريم، مع تقديم البعض منهم تقارير طبية قديمة أو مزيفة لإثارة شفقتهم، في حين تسعى الجهات المختصة في الدولة للحد من التسول ومكافحته بجميع الطرق، حفاظاً على صورة الدولة الراقية، وعدم السماح لأحد بتشويهها، خصوصاً مع لجوء المتسولين للسائحين مستغلين جهلهم بقوانين الدولة. وأحالت النيابة العامة متهمة من الجنسية العربية تبلغ من العمر 28 سنة إلى المحاكمة بتهمة التسول في الطريق العام، حيث استعطفت الناس، وهي صحيحة البنية قادرة على العمل، ليصل عدد المضبوطين الذين أحالتهم النيابة إلى 125 خلال الربع الأول من العام الجاري. ويحظر القانون في الإمارات التسول. وقالت منى محمد: إن الظاهرة تتزايد في شهر رمضان ويسعى كثير من المتسولين إلى اغتنام الفرصة وتحويل شهر الرحمة إلى موسم للاسترزاق، خصوصاً أن أغلب المتسولين لا يكونون من المحتاجين، وإنما يتخذون التسول مهنة تدر عليهم المال، وتذكرت مقطعاً مصوراً بشكل خفي لمتسولة تستخدم هاتفاً ذكياً. وطالبت الجهات الأمنية برصد ومتابعة المتسولين وتشديد الرقابة عليهم في المواقع التي يستهدفونها، مثل الأسواق التجارية وقرب المساجد وفي بعض الأحياء السكنية التي يتجرأ بعض المتسولين على طرق أبواب المنازل بها طلباً للمال. أوراق طبية مزورة وقالت نهلة عبدالله: إن ظاهرة التسول تبلغ ذروتها خلال الشهر الفضيل، إذ يتزايد عدد المتسولين، ويحاولون كسب عطف الناس بأساليبهم، وأبرزها ترديد الدعاء للناس، وإذا لم يفلحوا في محاولاتهم، فإن تلك الأدعية تصبح أدعية مضادة. وأضافت: يصعب التفريق بين المحتاجين والمحتالين، خصوصاً أنهم في كل مرة يعتمدون أساليب جديدة، لاستمالة الناس إليهم، خصوصاً عندما يبرزون أوراقاً طبية مزورة ويطالبون بالمساعدة لسداد تكلفة العلاج. وأكدت أن التصدي لظاهرة التسول مسؤولية المجتمع، وذلك عبر عدم التعاطف معهم، وتوجيه التبرعات والصدقات إلى الجمعيات الخيرية، مع وجود قانون رادع لهذه الفئة. كما اقترحت أن تكون هناك مبادرات لتثقف الجمهور بمخاطر التسول من خلال توزيع المنشورات، خصوصاً على ربات البيوت. وأكد محمد إبراهيم عبدالله أن المتسولين لديهم أسلوب ومهارة في الإقناع وكسب عطف الناس وقد تسمع ذات القصة بتفاصيلها وبنفس الكلمات والطريقة من متسول آخر ‏لأن شهر رمضان بالفعل فرصة لرواج ظاهرة التسول واستغلال أموال الزكاة والصدقات. وأضاف أن المتسولين عبارة عن عصابات خطيرة تمتلك مهارات في الحيلة والنصب، وتقوم بإصدار تأشيرات زيارة في رمضان، بهدف التسول، مستغلين اندفاع المواطنين والمقيمين لفعل الخير بهدف جمع الأموال، مشيراً إلى أن على الجمهور الفصل بين نشاط الجمعيات الخيرية كنشاط إيجابي، وظاهرة التسول في الشارع باعتبارها ظاهرة سلبية‏، لأن الجمعيات تبذل كثيراً من الجهد لجمع التبرعات ومساعدة الفقراء وعدم التجاوب مع المتسولين، ومنحهم مبالغ مالية تشجعهم على مواصلة القدوم سنوياً إلى الدولة. وروت ناهد علي قصتها مع سيدة في العقد الرابع من عمرها، كادت تقبل قدميها حتى تعطيها مبلغاً من المال، بعد أن لمحت ورقة 500 درهم في محفظتها، قائلة: «بدأت المتسولة بالشكوى من ضنك العيش، وأنها لا تجد ما تدفع به فاتورة الماء والكهرباء وإيجار المنزل ومصاريف المدارس، حتى دفعتني لإعطائها المبلغ كاملاً رغم أنني لم أكن أملك سواه، بعد أن شعرت بالخجل نتيجة انحنائها ومحاولتها تقبيل قدميّ». من يهن يسهل الهوان عليه وقال هاشم الهاشمي: إن من تهن عليه نفسه ويعرضها للذل، يجب على الذين يلجأ لهم أن يشعروه بمدى إهانته لنفسه، مشيراً إلى أن ظاهرة التسول تتيح للمتسول إباحة كل محظور، فالمتسول يمكن أن يغريه أي مبلغ مالي للترويج للمخدرات، أو القيام بجرائم القتل، وأيضاً السرقة. ولفت إلى أن أغلب دول العالم تكافح التسول لما يعطيه من صورة مشوهة عن البلد، إضافة إلى ما له من أضرار على المجتمع وتطوره ورقيه. وأضاف أن التسول في الوقت الحالي تطور لمرحلة تواكب العصر التكنولوجي الذي نعيشه، فتصلك رسالة على «الفيس بوك» أو «تويتر» يطالبك شخص بمساعدة مالية، مع تذليل الرسالة برقم الحساب أو الهاتف في حال إرسالها عبر صرافات التحويل، إضافة إلى أن بعضهم يرسل رسائل نصية على الهاتف المتحرك يطالبك برصيد لأنه على الحدود الدولية وتوقف محرك مركبته، ولا يتوفر لديه رصيد لإجراء مكالمة من أجل انقاذه. وأضاف: «من المستحيل أن أدفع فلساً واحداً لمتسول» لأنهم متخصصون في الاستعطاف، وأزجر من يعطيهم المال لأنها ظاهرة «قبيحة» تشوه صورة الدولة أمام السائحين والذين يظنون في معظم الأحيان أن من يقومون بالتسول هم مواطنو الدولة. وقال محمد مصطفى إن أعداد المتسولين تزداد في شهر رمضان الكريم، خصوصاً أن بعضهم يستغل هذا الشهر للقدوم إلى الدولة بتأشيرة سياحية حتى يستطيع جمع أكبر كم من المال، ويتواجد معظهم عند المساجد والمصارف، وعند مواقف السيارات في الأماكن العامة، خصوصاً المطاعم والفنادق. وأضاف أن الدولة بها الكثير من الجمعيات الخيرية التي تساعد المحتاجين، وعلى أي شخص محتاج التوجه لها، مشدداً على ضرورة رفض المواطنين والمقيمين في الدولة إعطاء أي مساعدة للمتسول. وأوضح أن معظم المتسولين من الجنسيات العربية والآسيوية امتهنوا التسول ويجمعون المال بشتى الطرق، وبعضهم لديه وظيفة بالفعل، والتسول وظيفته الأخرى كون أنها مهنة سهلة لجني المال، وربما يكون المبلغ أعلى من مرتبه. وبعض المتسولات بتن يذهبن إلى المنازل طلباً للمال، وعند إعطائهن مواد غذائية يرفضن أخذها، مطالباً جميع أفراد المجتمع بالتعاون مع الجهات المختصة في ضبط المتسولين والتسول بكل طرقه، وتسليم أي متسول لأقرب مركز شرطة، أو محاولة مجاراته لحين قدوم الشرطة. ظاهرة سلبية وقال محمد عبدالله إن التسول ظاهرة سلبية تشوه الدولة في حالة عدم تداركها، لأن التسول يعطي انطباعاً سيئاً عن الدولة، وبعض المتسولات يرتدين العباءة، ويرتدي بعض الرجال الزي الإماراتي، مما يجعل السياح يعتقدون أن المتسول مواطن. وأضاف «أن دولة الإمارات من الناحية الاقتصادية تنافس دول العالم، وأن دخل الفرد في الدولة في المراتب الأولى، والمستوى المعيشي متقدم جداً»، لذلك يجب اتخاذ قرارات صارمة، وشن حملات ورقابة شديدة على المتسولين، خصوصاً مع قدوم شهر رمضان المبارك والذي يستغله معظمهم للقدوم بتأشيرات سياحية للدولة. قلوب رقيقة في مقابل المواقف «الحازمة» التي يتخذها بعض المواطنين، ترق قلوب رقيقة، حيث قال يوسف عبدالعزيز إنه لا يستطيع منع نفسه من تقديم المال لأي شخص يطلبه في الأماكن العامة، خصوصاً أن الموقف إنساني، وأنه يعتقد أن من يضطر للتسول محتاج، موضحاً أنه يتفهم أن هذه المشاهد تشوه صورة الدولة أمام السياح، لكنه لا يستطيع منع عاطفته الإنسانية من العطاء. متنوعات من أساليب التسول في محطات وقود يدعي بعض المتسولين، خصوصاً من الزائرين، أنهم أضاعوا محافظهم أو نسوها في الفندق متحججين بأنهم سياح ولا يعرفون أحداً، ثم يطلبون مالاً للمساعدة، أو دفع قيمة وقود السيارة. احتيال صريح فوجئ شخص بابوظبي بمجموعة من النساء يطلبن منه مبلغاً من المال لاستئجار سيارة أجرة للذهاب إلى مدينة اخرى، فرفض إعطاءهن مالاً، وعمد إلى استئجار سيارة أجرى، وأعطى السائق 150 درهماً أجرة التوصيل. بعد قليل، لمح هذا الشخص سائق سيارة الأجرة نفسه واقفاً في مكانه، وعند استفساره عن النسوة، أجاب السائق: إنهن طلبن خصم جزء من المبلغ، وأخذن الباقي وغادرن. عبارات الاستعطاف عجوز تتخذ مكاناً في أحد المراكز التجارية قرب ركن الألعاب والمطاعم، وتبدأ توزيع الابتسامات على جميع المارة، قبل أن تختار ضحيتها، وتجلس إلى جانبه، وتبدأ برواية حالتها المادية الصعبة، ثم تبدأ بالدعوات وعبارات الاستعطاف. عمال النظافة يقترب بعض عمال النظافة في الشوارع من المركبة، ويبدأون بالتنظيف حولها، ويلقون التحية، وهم ينظرون إلى السائق بشكل مباشر، لدفعه إلى منحهم مبلغاً من المال، وما إن يحصل عليه، حتى يبتعد إلى سيارة أخرى. مستشفيات وتوصيل يتقدم احد الاشخاص ومعه زوجته إلى احدى المركبات امام مستشفى خاص في ابوظبي، طالبا المال لدفع اجرة الطريق الى مدينة العين من اجل العودة الى بيت شقيقه الذي يستضيفه وزوجته بتأشيرة زيارة، المفاجأة ان الشخص رفض عرض سائق المركبة بتوصيله مجانا الى مدينة العين، وتوارى عن الانظار في لحظات دون ان يعلق باي كلمة. متسولة تعترف بدخلها الكبير التقت «الاتحاد» بمتسولة دأبت ورفيقات لها على زيارة مجموعة من المنازل مطلع كل شهر، بهدف التسول، حيث بادرت السيدة، وهي من إحدى الجنسيات العربية، بإمطار مندوبة «الاتحاد» بسيل من الدعوات بحفظ الزوج والأهل وبركة العمر، ثم باركت بحلول الشهر الكريم. وسردت المتسولة، التي تقيم في الإمارات منذ ثماني سنوات، قصتها قائلة إنها تقيم في منطقة الذيد لأن زوجها يعمل في سوق الخضراوات والفواكه هناك، وتتوجه للفجيرة ورأس الخيمة والمناطق المحيطة بهما للتسول، رغم أنها تعمل في مجال الخياطة، وتعد وجبات غذائية منزلية وتبيعها، كما تتلقى مساعدة مالية قيمتها ألف درهم شهرياً من إحدى الجمعيات الخيرية، إلا أنها تعتبر التسول مهنة تدر عليها دخلاً كبيراً. وتستعطف قلوب ضحاياها بتبرير طلب المال، لأن لديها أربعة أبناء، وأن ابنتها ذات 10 أعوام ترقد في المستشفى منذ 4 أيام بسبب فقر الدم، وأن زوجها مسافر إلى بلده منذ 6 أيام حتى يتكفل بعلاج والده الذي يبلغ من العمر 85 عاماً، كما أنهم يدفعون إيجاراً للمنزل يبلغ 1500 درهم شهرياً، وأن الحياة صعبة والمصاريف تثقل كاهلها، وعن الذي تريده بالضبط أجابت: «أي شيء تقدرون عليه». أكدت مكافحة الظاهرة بحزم شرطة العاصمة: ضبط 186 متسولاً العام الماضي أظهرت أحصاءات مديرية شرطة العاصمة ، إن عدد المتسولين خلال العام الماضي 186 متسولا تم ضبطهم نتيجة لجهود فرق مكافحة التسول ؛ وتعاون المواطنين والمقيمين في التصدي للظاهرة . وحث العقيد الدكتور راشد بورشيد مدير مديرية شرطة العاصمة بالإنابة في شرطة أبوظبي ، أفراد المجتمع على عدم التردد في الإبلاغ عن المتسولين عبر الاتصال على غرفة العمليات (999) أو أي مركز شرطة، خلال رمضان والأيام العادية؛ وعلى مدار الساعة، لمكافحة التسول حتى لا تتاح اية فرصة لهذه الفئة لجمع الأموال. وأكد مكافحة التسول بكل حزم من خلال ملاحقة المتسولين وضبطهم وتوسيع دائرة التوعية بين أفراد المجتمع في التصدي للظاهرة وعدم التعاطف مع هذه الفئة التي تستخدم طرقاً وأساليب مختلفة في خطب ود الناس للحصول على المال. واعتبر تعاون أفراد المجتمع في التصدي للظاهرة خطوة تعزز جهود شرطة أبوظبي المتواصلة في منع التسول، مضيفاً أن المواطنين والمقيمين على دراية بحقيقة المتسولين نتيجة للتوعية وتحذيرات الشرطة من التعامل مع المتسولين، باعتبار التصدي للظاهرة جزءاً من منظومة الجهود التي تقوم بها المؤسسة الشرطية في محاربة التسول؛ والظواهر السلبية الأخرى. وأضاف إن وعي الأفراد بمخاطر التسول حفّزهم على مكافحة الظاهرة عن طريق تبليغ غرفة العمليات بوجود متسولين، ومعرفتهم بأن هذه الفئة تتحايل لجمع الأموال من الأفراد خلال الشهر الفضيل، حاثاً المواطنين والمقيمين على عدم السماح للمتسولين دخول مساكنهم، وعدم التعاطف معهم مهما استخدموا من أساليب تمكنهم من استمالة الأفراد، وفق تعبيره. وحرصا منها على مكافحة التسول بكافة أشكاله وأنواعه، أطلقت القيادة العامة لشرطة أبوظبي مؤخراً مبادرة توعية إعلامية ومجتمعية، تحت شعار «معاً... ضد التسول»؛ للتحذير من مخاطر التعامل مع المتسولين الذين ينتشرون قبيل وخلال شهر رمضان المبارك وفترة الأعياد. ودعت القيادة أفراد المجتمع إلى صرف أموالهم في وجهاتها الصحيحة في دعم قوافل الخير والإحسان، والتي تنطلق تحت إشراف الجهات المعنية خلال الشهر الفضيل. وأعلنت أنه سيتم تنظيم حملات تفتيش ميدانية من قبل إدارات الشرطة المعنية لضبط المتسولين واتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم، محذرةً من مخاطر التعامل مع المتسولين والتعاطف معهم لاسيما أن التسول يعدّ في كثير من الأحيان مقدمة لارتكاب جرائم أخرى كالسرقات، والإصابة بالأمراض ونقل العدوى إلى الأصحاء، خصوصاً أن كانوا من أفراد العائلة، لافتاً إلى انحسار هذه الظاهرة سنوياً إلى مستويات منخفضة بسبب حملات التوعية المستمرة، فضلاً على تعاون الجمهور ووسائل الإعلام في محاربة هذه الآفة الخطرة. وأكدت القيادة أن الجهات الشرطية المعنية، بقياداتها وإداراتها المعنية كافة، تبذل جهوداً كبيرة لمكافحة هذه الآفة، والتصدي لها عبر القيام بالحملات التفتيشية والحملات التوعوية للقضاء على هذه السلوكيات الخاطئة، والتي تمثل سلوكاً غير حضاري تعطي انطباعاً سيئاً عن المجتمع، وتشكّل خطراً على أفراده نتيجة لقيام بعض المتسولين بارتكاب السرقات تحت غطاء التسول، مطالبة بجهد مجتمعي يتحمل فيه الجمهور واجباته باعتباره خط الدفاع الأول في مواجهة ومكافحة هذه الظاهرة، مؤكداً أهمية دور الإعلام الفعال لتناول موضوع التسول وآثاره السلبية على المجتمع. قانون منع التسول في إمارة أبوظبي المادة الأولى: يحظر على كل شخص جاوز 18 عاماً، ولو كان غير صحيح البنية أو غير قادر على العمل أن يتسول في الطريق العام، أو في الأماكن والمحال العامة، ويعد من أعمال التسول: عرض سلع تافهة أو ألعاب بهلوانية لا تصلح مورداً جدياً للعيش واصطناع الإصابة بجروح أو عاهات أو استعمال أية وسيلة أخرى من وسائل الغش بقصد التأثير في الجمهور لاستدرار عطفه. المادة الثانية: يعاقب بالحبس مدة لا تتجاوز الشهرين، وبغرامة لا تجاوز 500 درهم، أو بإحدى هاتين العقوبتين كل شخص صحيح البنية وجد متسولاً في الظروف المبينة في المادة الأولى، وللمحكمة، فضلاً عن العقوبة المنصوص عليها أن تحكم بإبعاد الأجنبي عن البلاد، وينفذ الإبعاد بعد تنفيذ العقوبة المحكوم بها. والمتسولون الذين يتم ضبطهم في إمارة دبي تتم معاقبتهم طبقاً للأمر المحلي رقم 43 لسنة 1989 لإمارة دبي، والذي ينص على معاقبة المتسولين أصحاء الجسم القادرين على العمل بالحبس لمدة شهر، وتغريمهم 3 آلاف درهم، فيما يقضي بحبس غير الأصحاء غير القادرين على العمل بالحبس لمدة 15 يوماً والغرامة بقيمة 1500 درهم مع إبعاد الوافدين منهم، في حين تتم تغليظ العقوبة في حالة كرر الشخص ذاته جريمة التسول، بعد سنة من صدور العقوبة بحقه لتصبح الحبس لمدة شهرين، والغرامة بقيمة 5 آلاف درهم. ضرورة قيام الجمهور بالمسؤوليات الاجتماعية في مكافحة التسول أكد العقيد علي سعيد المطروشي مدير إدارة مراكز الشرطة الشاملة في القيادة العامة لشرطة عجمان، أن ظاهرة التسول من الظواهر السلبية التي تؤثر في المظهر الحضاري للمجتمعات، ومن بينها دولة الإمارات، إذ يتزايد انتشار تلك الظاهرة خلال شهر رمضان المبارك. وأطلقت القيادة العامة لشرطة عجمان، حملتها السنوية لمكافحة التسول تحت شعار «احذر.. أن تكون ممولاً للمتسول»، إذ بادرت القيادة إلى التنسيق واتخاذ الإجراءات والسبل الممكنة لمكافحة الظاهرة، تزامناً مع شهر رمضان المبارك. وبينت الأرقام الصادرة عن إدارة التحريات والمباحث الجنائية في القيادة العامة لشرطة عجمان أن عدد القضايا المضبوطة والمتعلقة بالتسول خلال العام الماضي بلغ 107 قضايا. وأوضح أنه تم إعداد وتنظيم خطة لإنجاح الحملة، وذلك ما سعت إليه جهود رجال شرطة عجمان في تكثيف التواجد الأمني، والتثقيف من خلال وضع برنامج للعمل يتضمن تكوين فريق تحرٍ لرصد ومتابعة المتسولين وتشديد الرقابة في المواقع التي يستهدفها المتسولون، مثل الأسواق التجارية والأحياء السكنية والمساجد ومواقع البنوك والمصارف. وأضاف: أنه تم وضع أرقام المؤسسات والجمعيات والهيئات الخيرية المختصة لإرشاد المحتاجين عبر طرق منظمة، وفي حالة اتخاذ الطرق الملتوية للحصول على الأموال عن طريق التسـول، تم تخصيص رقم هاتفي للتواصل مع الشرطة للإبلاغ عن المتسوليـن «7401616 / 06» و«7409999 / 06». وأوضح أن من ضمن جهود الحملة أيضاً إعداد وطباعة نشرات التوعية ضد التسول التي بدأ توزيعها على الجمهور في معظم مناطق الإمارة، وبالتعاون مع المؤسسات والدوائر المختلفة تم التنسيق لنشر التوعية لمكافحة التسول بطرق عدة كي تصل إلى جميع الفئات، إلى جانب التعاون في نشر وتوزيع نشرات الحملة على الموظفين وفي الأماكن التي تستقبل المراجعين في الجهات المختلفـة في الإمارة. ولفت إلى أن إمارة عجمان مثل بقية إمارات الدولة تزخر بالجمعيات الخيرية، التي تساعد الفقراء والمحتاجين، والمرضى، وبإمكان أي شخص اللجوء إلى تلك الجمعيات للحصول على المساعدات، إذا ثبت احتياجه. وطالب الجمهور بضرورة القيام بالمسؤوليات الاجتماعية في مكافحة التسول، الذي يشكل مصدراً للإزعاج ويفتح مجالات لصور التحايل والنصب، بهدف الحصول على المال من المتعاطفين مع المتسولين. وقال: جهود المواطنين والمقيمين في مكافحة التسول جزء من منظومة الجهود التي تقوم بها المؤسسة الشرطية في هذا الجانب، وتكاتف الجهود والتعاون ما بين الشرطة والمجتمع غاية في الأهمية لدى شرطة عجمان في محاربة التسول وأي ظاهرة أخرى، ويسهم في السيطرة والقضاء عليها لتخليص المجتمع منها. وشدّد على ضرورة عدم تعاون الأفراد مع هذه الفئة التي تلجأ إلى امتهان التسوّل باعتباره من أسرع وأسهل الطرق وأيسرها لجمع الأموال بلا جهد. ودعا أفراد المجتمع إلى أن يكونوا على يقظة وحذر من هؤلاء، وعدم التعاطف معهم، بل يوجهون تبرعاتهم إلى الجمعيات الخيرية، التي تقوم بعمليات التوزيع العادل على الحالات الفقيرة والمحتاجة، وطالبهم أيضاً بسرعة الإبلاغ عن تلك الحالات. التسول بلا حاجة حرام شرعاً يقول الدكتور أحمد بن عبدالعزيز الحداد- كبير المفتين، ومدير إدارة الإفتاء بدائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي: لا ريب أن هؤلاء المتسولين منهم الصادق ومنهم الكاذب، فمن ظن كذبه تعين تعزيره بما يراه ولي الأمر؛ لأن التسول من غير حاجة ماسة حرام شرعا، ولا يجوز التسول إلا في ثلاث مسائل بينها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: «إن المسألة لا تحل إلا لأحد ثلاثة: رجل تحمل حمالة، فحلت له المسألة حتى يصيبها ثم يمسك، ورجل أصابته جائحة اجتاحت ماله فحلت له المسألة حتى يصيب قواماً من عيش- أو قال سداداً من عيش- ورجل أصابته فاقة حتى يقوم ثلاثة من ذوي الحجا- أي العقل- من قومه: لقد أصابت فلاناً فاقة، فحلت له المسألة حتى يصيب قواماً من عيش- أو قال سداداً من عيش- فما سواهن من المسألة يا قبيصة سحتا، يأكلها صاحبها سحتا»، (كما أخرجه مسلم). ومعنى كونها لا تحل، أي تحرم عليه، بل هي وبال عليه، فإن المسألة كد يكد بها الرجل وجهه، ويأتي يوم القيامة وليس على وجهه مزعة لحم، وذلك تشهيراً به؛ لأنه لم يعف نفسه في الدنيا، فكما أراق محيا وجهه في الدنيا جوزي بتساقط لحم وجهه في الآخرة، والحديث دليل على حرمة التسول من غير حاجة، فليتق الله أولئك المتسولون، ويقنعوا بما أعطاهم الله، ولا يسألون الناس تكثرا، «فإن من يستعفف يعفه الله، ومن يستغن يغنه الله»، وليعتزوا بدينهم ويرضوا بقسمة الله في هذه الحياة الفانية وينافسوا في أعمال الآخرة الباقية، وليعلموا أن اليد العليا خير من اليد السفلى، واليد العليا هي المعطية، والسفلى هي الآخذة. وما تقوم به الدولة من منع ظاهرة التسول، هو أمر يدعو إليه الإسلام، لحماية المتسولين أنفسهم من عذاب الله تعالى، وحماية المجتمع من أذيتهم، فإن منهم من يلحف في المسألة، ولعله يحلف أيماناً كاذبة، ويحرج غيره، وليس هذا من شأن المسلم الذي يتعين عليه الاستعفاف، حتى ولو كان فقيراً أو مسكيناً ذا متربة، فقد أثنى الله تعالى على المتعففين خيراً، ولفت أنظار الموسرين إليهم ليسدوا خلتهم وهم في كمال عفتهم، كما قال سبحانه (للْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْباً فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ) وقد جاء في الحديث عن أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه، أن أهله شكوا إليه الحاجة، فخرج إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليسأله لهم شيئا، فوافقه على المنبر، وهو يقول: «أيها الناس، قد آن لكم أن تستغنوا عن المسألة، فإنه من يستعفف يعفه الله، ومن يستغن يغنه الله، والذي نفس محمد بيده ما رزق عبد شيئاً أوسع من الصبر، ولئن أبيتم إلا أن تسألوني لأعطينكم ما وجدت»، كما أخرجه ابن حبان وغيره. هكذا كان صلى الله عليه وسلم يريد لأمته الخير، فليكن هؤلاء كذلك، وقد قال عليه الصلاة والسلام لحكيم بن حزام رضي الله عنه يوم أن: سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأعطاه ثم سأله فأعطاه، ثم قال له: «يا حكيم، إن هذا المال خضر حلو، فمن أخذه بسخاوة نفس بورك له فيه، ومن أخذه بإشراف نفس، لم يبارك له فيه، وكان كالذي يأكل ولا يشبع، واليد العليا خير من اليد السفلى»، قال حكيم: فقلت: يا رسول الله، والذي بعثك بالحق لا أرزأ- أي لا أسأل- أحداً بعدك شيئا، حتى أفارق الدنيا». فكان أبو بكر يدعو حكيماً ليعطيه العطاء، فيأبى أن يقبل منه شيئا، ثم إن عمر دعاه ليعطيه، فيأبى أن يقبله، فقال: «يا معشر المسلمين، إني أعرض عليه حقه، الذي قسم الله له من هذا الفيء، فيأبى أن يأخذه، فلم يرزأ حكيم أحداً من الناس بعد النبي صلى الله عليه وسلم حتى توفي رحمه الله. نهي الإسلام عن التسول نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يُذلّ المؤمن نفسه، حيث قال: (لا ينبغي للمؤمن أن يذل نفسه)، أخرجه الترمذي. وقال صلى الله عليه وسلم: (لا يزال الرجل يسأل الناس، حتى يأتي يوم القيامة ليس في وجهه مزعة لحم). وقال صلى الله عليه وسلم: (من سأل الناس أموالهم تكثُّراً، فإنما يسأل جمراً فليستقل أو ليستكثر)، رواه مسلم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©