الأحد 5 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

العراق وعودة «المحافظين الجدد»!

28 يونيو 2014 23:08
براند نيكربوكر واشنطن التاريخ كفيل بحسم الأمور في نهاية المطاف، ولكن المهندسين الأصليين للتدخل العسكري الأميركي في العراق يحاولون تقديم التطورات الأخيرة التي شهدها ذلك البلد، باعتبارها شاهداً على صواب موقفهم وصحة قراراتهم، في وقت تعكف فيه إدارة أوباما على بحث سبل التعاطي مع حركة تمرد متطرفة أرغمت الجيش العراقي على التراجع والفرار، وباتت تهدد الحكومة المنقسمة المدعومة بالنفوذ الأميركي. وفي المقابل، يرد منتقدوهم: أنتم زججتم بنا في حرب استناداً إلى أدلة ضعيفة (أو ملفقة)، أليس كذلك؟ غير أن هذا الرد لا يثني شخصاً مثل ديك تشيني عن الإدلاء بدلوه بشأن التطورات الأخيرة التي تشهدها بلاد الرافدين، حيث كتب مؤخراً مقال رأي مشتركاً مع ابنته «ليز» في صحيفة «وول ستريت جورنال» دافع فيه عن خيارات إدارة بوش السابقة التي شغل فيها منصب نائب الرئيس. ولكن رد زعيم الأغلبية (الديمقراطية) في مجلس الشيوخ «هاري ريد» لم يتأخر حيث قال الأسبوع الماضي على أرضية مجلس الشيوخ: «أن تكون على الجانب الخطأ من ديك تشيني، يعني أن تكون على الجانب الصحيح من التاريخ»، مضيفاً «وإلى مهندسي حرب العراق الذين يتوقون الآن إلى تقديم تحليلاتهم أقول: لا، شكراً، لا نريدها». كما كتب «ريد» تغريدة على تويتر جاء فيها: «إن الشيء الوحيد الذي أريد أن أسمعه من مهندسي حرب العراق هو الاعتذار». ولكن الرد على انتقادات المسؤولين السابقين في إدارة بوش لم يقتصر على مسؤولي إدارة أوباما وأنصارهم فقط. فقد قال السيناتور (الجمهوري) «راند بول» في برنامج «ميت ذا برس» (قابل الصحافة) على قناة «إن. بي. سي» يوم الأحد الماضي: «أعتقد أن الأسئلة نفسها يمكن أن تطرح على من دعموا حرب العراق»، مضيفاً: «هل كانوا على صواب في توقعاتهم؟ وهل كانت ثمة أسلحة دمار شامل؟ وهل تم الفوز في الحرب في 2005، عندما قال الكثير من أولئك الأشخاص إنه قد تم الفوز فيها فعلاً؟». كما اتهم أيضاً أنصار حرب العراق بـ«تشجيع إيران». من جانبها، قالت مقدمة الأخبار على قناة «فوكس نيوز» ميجن كيلي لتشيني في مقابلة معه: «لقد أثبت التاريخ مراراً وتكراراً أنكم أسأتم تقييم الوضع، يا سيدي». ولكن على برنامج «ذيس ويك» (هذا الأسبوع) على قناة «إيه. بي. سي» يوم الأحد، دافع نائب الرئيس السابق عن نفسه، حيث قال تشيني: «إذا أمضينا وقتنا في الجدل حول ما حدث قبل 11 أو 12 عاماً، فإننا سنهمل التهديد الذي يتزايد الآن وقد بتنا نواجهه بالفعل»، مضيفاً «إن راند بول، ومع كل احترامي له، من دعاة الانعزالية. فهو يعتقد أن علينا ألا ننخرط في ذلك الجزء من العالم، ولكنني أعتقد أن ذلك ضروري وأساسي». ونظراً لأن معظم استطلاعات الرأي تُظهر أن معظم الأميركيين يعتقدون أن الغزو والاحتلال الأميركيين للعراق في 2003 مثّل خطأ أصلاً، فإنه من غير المرجح أن يتأثروا بالانتقادات التي توجه لأوباما من قبل تشيني وراند بول وولفويتز وريتشارد بيرل وعناصر أخرى من إدارة بوش. وفي هذا السياق، يقول جيمس مان من جامعة جون هوبكنز، ومؤلف كتاب «تاريخ مجلس بوش الحربي»: «إن الأمر ينطوي على عجز عن التمييز بين اختلافات طفيفة»، مضيفاً «إن الخطأ الاستراتيجي منذ الذهاب إلى العراق كان خطأهم. وأكرر أن الذهاب إلى هناك كان خطأ». وبالنسبة لبعض الجمهوريين، هناك تخوف أيضاً من أن النقاش من جديد حول الحرب ليس جيداً بالنسبة للحزب بالضرورة. وفي هذا الصدد، قال جون إليوت، وهو مخطط استراتيجي من الحزب الجمهوري ومساعد سابق في مجلس الشيوخ، لصحيفة «ذا هيل» التي تغطي شؤون الكونجرس الأميركي: «في كل مرة ينصب فيها الحديث حول العراق، يبدو الجمهوريون في موقف ضعيف»، مضيفاً «ولكن الأمر ازداد سوءاً طيلة الأسبوع الماضي بسبب تصريحات مجموعة من الأشخاص الذين لم نسمع أصواتهم منذ سنوات -شخصيات جمهورية من إدارة بوش مرتبطة بالعراق- وعادوا فجأة للظهور على البرامج التلفزيونية الرئيسية لمناقشة الحالة التي آلَ إليها الوضع في العراق حالياً. ولكن ذلك لم يكن تذكيراً مفيداً». من جانبه، قال ستيفن سميث، أستاذ العلوم السياسية بجامعة واشنطن في سانت لويس، لصحيفة «ذا هيل»: «إن عودة تشيني للظهور من جديد مؤخراً كانت مخيبة للآمال بالنسبة لبعض الجمهوريين، لأن ذلك لا يؤدي إلا إلى تذكير الناس بأن تلك كانت حرب بوش»، مضيفاً «وبالتالي، فإنهم قد يواجهون بالفعل خطر وضع أنفسهم في وضع صعب يبدون فيه على الجانب الخطأ بشأن واحد من المواضيع المهمة في الوقت الراهن». ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©