الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

فنانو «التانجو».. «المزاجية» تهزم «الاحترافية» !

فنانو «التانجو».. «المزاجية» تهزم «الاحترافية» !
2 أكتوبر 2017 13:37
مراد المصري (دبي) يمارس الملايين من البشر كرة القدم كهواية أو مهنة احترافية، فنجد لاعبين من مختلف الجنسيات يتألقون على الصعيد العالمي، لكن في الحقيقة فإنه ليس جميعهم أصحاب موهبة فريدة من نوعها، أو كما يطلق عليهم في عالم الرياضة «فنانون» بلمساتهم وإبداعاتهم الكروية. ولعل أكثر الكلمات التي بقيت عالقة في الذاكرة، كانت عبر الإيطالي جينارو جاتوسو، حينما تحدث عن مواطنه وزميله أندريا بيرلو، قائلاً: حينما أشاهد أندريا يلعب كرة القدم، أشعر أنني لست لاعباً على الإطلاق! هذه الكلمات تلخص الفرق تماماً بين اللاعب الفنان عن بقية زملائه، لكن في أغلب الأحوال يمر هذا اللاعب الموهوب بحالة من عدم الرغبة بالتقيد بالقوانين أو توجيهات مدربه، ويعلن التمرد حينما لا يشعر بالاستقرار الفني وتحكمه المزاجية كما هو الحال في الكرة الأرجنتينية، التي عانت من هذه المعضلة على مر تاريخها على صعيد مسيرة بعض اللاعبين مع أنديتهم، وإن كان ليونيل ميسي هو الاستثناء الأبرز حتى الآن مع برشلونة الإسباني. ومع إطلاق الأرجنتيني كارلوس تيفيز تصريحات مثيرة للجدل، حينما اتهم لاعبي الصين بفقدانهم للموهبة الكروية بالفطرة، وإلى حاجتهم إلى 50 عاماً على الأقل لمجاراة اللاعبين العالميين، وذلك وسط أداء متواضع للاعب الأعلى أجراً في العالم مع فريقه شانجهاي شينهوا بنحو 40 مليون يورو سنوياً، أعاد اللاعب إلى الذاكرة «المزاجية» الشهيرة التي ارتبطت كثيراً بمحطاته الكروية. وقد عرف تيفيز التألق مع بوكا جونيورز الأرجنتيني مروراً بالبرازيل وإنجلترا تحديداً مع وستهام، لكن مشواره مع مانشستر سيتي مر بمراحل بين الصعود والهبوط، والتوتر بالعلاقة مع مدربه الإيطالي روبرتو مانشيني حينما رفض المشاركة بديلاً أمام بايرن ميونيخ الألماني في مسابقة دوري أبطال أوروبا، ثم وصل فيه الأمر إلى مقاطعة فريقه وممارسة رياضة الجولف في بلاده، رغم أن المنافسات كانت ما زالت دائرة قبل التوصل إلى اتفاق لعودته. ولأن المزاجية والعوامل النفسية تؤثر على اللاعب، نجح يوفنتوس الإيطالي في إعادته إلى قمة مستواه، بعدما منحه الرقم «10» وجعله يشعر أنه جزء مهم في الفريق، ليتألق ويبدع، وفور طلب اللاعب العودة إلى بلاده للعب مع بوكا جونيورز، وافق اليوفي تلقائياً، كون الإدارة تدرك أن تيفيز «فنان» يقدم أفضل إبداعاته الكروية حينما يكون سعيدا فقط ! ورغم حصوله على أموال باهظة في الصين، لكن محصلته مع فريقه منذ مطلع العام بلغت هدفين فقط، وسط محاولات منه للرحيل لعدم شعوره بالراحة النفسية. أحد أبرز فناني الكرة الأرجنتينية، الذين حددت المزاجية العديد من محطاته في مسيرته، هو خوان رومان ريكيلمي، اللاعب صاحب اللمسات الساحرة الذي رفض الرد على اتصالات دييجو مارادونا للتواجد مع المنتخب الأرجنتيني في نهائيات كأس العالم عام 2010. ومر ريكيلمي بمواقف صعبة خلال الفترة التي قضاها في صفوف برشلونة الإسباني بين عامي 2002-2003، وعانى كثيراً من ندرة المشاركة أو اللعب كجناح مع الهولندي لويس فان جال، لكنه بعد حصوله على الحرية في فياريال، تحول الضغط النفسي إلى مرحلة إبداع له، ليقود فريقه إلى نصف نهائي دوري أبطال أوروبا عام 2006، لكنه أهدر ركلة جزاء أمام أرسنال الإنجليزي، ليتعرض لاحقاً إلى انتقادات من مدربه بيلجريني كانت سبباً في شرخ العلاقة، وعدم قدرته على تقديم الأفضل لاحقاً. وبعد بداية ضعيفة للغاية مع فياريال في بداية موسم 2006-2007، عاد إلى سبيل الإعارة إلى بوكا جونيورز، حيث تحول مرة أخرى بفضل الراحة النفسية هناك، إلى نجم مطلق للفريق، وقاد فريقه لحصد لقب الليبرتادوريس بلمساته وأهدافه الإبداعية. وفيما تباينت مسيرته لاحقاً في الأرجنتين، فإن ريكيلمي يبقى من اللاعبين الفنانين الذين كانوا قادرين على إكمال مسيرتهم مع أقوى الفرق الأوروبية، لكن الجانب النفسي أثر عليه كثيراً في العديد من المواقف. وحتى الأرجنتيني دييجو مارادونا، فإنه عرف التألق في أوروبا، حينما وجد البيئة المناسبة له نفسياً، حيث لعب موسمين مع برشلونة وسجل أهدافاً، لكنه لم يشعر بالراحة الكاملة ودخل في مشاكل مع رئيس النادي وقتها، لكن وبعد الانضمام إلى نابولي عام 1984، وجد الفنان الأرجنتيني ما كان يحلم به، حيث نال الحرية المطلقة هناك، وأدرك تماماً أنه بات يملك المدينة بأكملها وليس الفريق، وهو ما جعله يتألق ويبدع في الملاعب بلمساته الكروية الساحرة. ورغم أن مارادونا لعب موسماً مع إشبيلية قبل الرحيل من أوروبا، لكن تبقى مسيرته مع نابولي الراسخة في الأذهان والتي جعلت منه ربما اللاعب الأعظم على مر التاريخ، كونه لعب هناك وهو يدرك تماماً أنه الرجل الأول، وأن الجماهير التي تدافعت على ملعب السان باولي لم تأت لرؤية أهداف فقط، ولكنها تنتظر منه في كل مباراة لقطة ساحرة كان محظوظاً من شاهدها بعينيه هناك، أو يتابعها حالياً عبر مقاطع الفيديو الخالدة. وفيما قد تختلف الأسباب التي جعلت هؤلاء اللاعبين يمتلكون شخصية «متمردة»، فإن العامل المشترك بينهم ارتداؤهم جميعاً الرقم 10 مع البوكا جونيورز !
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©