الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

قرية ألمانية تقدم نموذجاً لإمكانية العيش في رفاهية دون إضرار بالبيئة

قرية ألمانية تقدم نموذجاً لإمكانية العيش في رفاهية دون إضرار بالبيئة
29 يناير 2010 21:39
تقع قرية سيبنلندن الألمانية في نهاية طريق ترابي فرعي يخرج من قرية أخرى هي بوباو التي تقع في الشمال الشرقي من ألمانيا، وتقابل عيون الزوار في سيبنلندن مجموعة من المنازل ذات حجم كبير، بالإضافة إلى مجموعة من الكرافانات وكومة من الدراجات المركونة، وأشخاص يسير كل بمفرده وسط برودة فصل الشتاء القاسية ليواصل تنفيذ مهامه الروتينية. وأسس هذه القرية الصديقة للبيئة في منتصف التسعينيات من القرن الماضي عدد من الأشخاص الذين يؤمنون بضرورة إحداث تغيير جذري في أسلوب الحياة لمواجهة قضايا مثل التغيير المناخي والاعتماد على النفط وحتى أسباب الأزمة الاقتصادية العالمية. ويطرح هؤلاء الأشخاص بدائل للتعامل مع هذه القضايا من بينها استخدام الحطب كوقود بدلا من البترول وتوليد الكهرباء من الخلايا الضوئية، إلى جانب استخدام الخيول في إدارة توربينات توليد الكهرباء والحصول على الطاقة من المخلفات العضوية. وفي نفس الوقت يتميز روح هذا النظام السائد في القرية وعبقريته في أنه ليس من الضروري التخلي عن الرفاهية لكي تتمتع بحياة تراعي الحفاظ على البيئية والموارد الطبيعية. وتقول إلكه فيجاند إحدى سكان القرية وهي تجلس أمام نيران المدفأة ببيتها في يوم قارس البرودة من شهر ديسمبر إن الأهالي يعيشون في رفاهية كاملة ولا ينقصهم أي شيء. وتتكون القرية من نحو 6 منازل وفناء مزرعة ومجموعة من الورش ومساحات للتخزين وإسطبلات للخيول. وتمتلك القرية حقلا زراعيا إلى جانب غابة مساحتها 46 هكتارا تزود السكان بحطب الوقود والأخشاب المستخدمة في البناء. ويعيش في سيبنلندن نحو 120 شخصاً ثلثهم من الأطفال. وهم يعتقدون أن التنمية المستدامة بالحفاظ على الموارد الطبيعية لا تتعلق بالحد من الاعتماد على النفط والعيش في تناغم مع الطبيعة فحسب، ولكنها تكمن أيضاً في الكيفية التي يتفاعل بها السكان مع بعضهم ويقدرون بعضهم البعض. ويعيش نصف القرويين تقريباً في واحدة من 5 تجمعات سكنية يعيش بداخلها الأزواج والأسر والأفراد بشكل مشترك تحت سقف واحد ويشتركون في تسهيلات المطبخ والمعيشة، ولا يزال الآخرون يعيشون داخل كرافانات إلى أن يكونوا على استعداد للمشاركة معاً وبناء منازل خاصة بهم. وتوضح فيجاند (41 عاما) التي تعيش مع زوجها وثلاثة أبناء داخل منزل مع ثلاثة من البالغين أن الترف الحقيقي الذي يتمتعون به يتمثل بخلاف الطعام الجيد والهواء المنعش والبيوت الصحية هو المستوى العالي من العلاقات الاجتماعية. وتقول واحدة من السكان وتدعى إنيس ليودمان إن جارتها هي صديقتها وفي نفس الوقت والدة أفضل أصدقاء ابنها. وتضيف إنه في حالة حدوث مشكلة في مكان ما فإنها تمتد بسرعة إلى أماكن أخرى. ويكون لذلك نتائج غير متوقعة، مثل المعدل المرتفع بشكل غير معتاد للانفصال بين الأزواج الذين ينتقلون للإقامة في سيبنلندن. وفي هذا الصدد تقول إيفا شتوتزيل وهي عضو مؤسس بالقرية إنه إذا جاء شخصان إلى سيبنلندن وهما يعانيان من علاقة هشة فإن هذه العلاقة سيكون مصيرها الانهيار، وتشير إلى أنه تتم مناقشة المشكلات في إطار الجماعة ولا يوجد مجال لإخفائها. وتضيف أنه في المجتمعات العادية قد يرتبط الزوج بعشيقة سراً وهذا ليس له وجود في سيبنلندن، وبالتالي فمن الأفضل التحدث علناً عن هذه المشكلة. وتسود روح التعاون بين أفراد القرية وكأنها مشروع استهلاكي متكامل بمعنى أن السكان يتخلون عن وظائفهم للقيام بأدوار تخدم المجتمع مثل قطع الأشجار أو التنسيق لإعداد برنامج مكثف لتعليم الزوار القرية من جميع أنحاء العالم كيفية العيش بطريقة تحافظ على الموارد الطبيعية، حيث تقدم القرية نموذجاً حياً في هذا المجال للدول النامية التي يتزايد فيها الاهتمام بتطبيق المبادئ البيئية في القرى. وتؤكد فيجاند وهي طبيبة وتشرف على شبكة العلاقات الدولية للقرية أن كثيرا من المجتمعات النامية عليها أن تتعلم كيفية عدم تغيير أساليبها في الحياة، وتقول إن كل هذه القرى في الأصل طبيعية وصديقة للبيئة وإن كان سكانها لا يعلمون ذلك ولا يعرفون أنه ينبغي أن يفخروا بهذا الوضع.
المصدر: برلين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©