أحمد سعداوي (أبوظبي)
عمل دؤوب واستعدادات خاصة يشهدها مركز جامع الشيخ زايد الكبير في أبوظبي، باعتباره المعلم الديني والسياحي الأكثر شهرة في الإمارات ودول العالم الخارجي، ويستقطب مئات الآلاف من المصلين وضيوف الجامع خلال أيام وليالي الشهر الكريم، وتشمل هذه الاستعدادات تجهيز خيمات كبيرة على أعلى مستوى من الراحة والرقي تقدم فيها وجبات الإفطار للصائمين ضمن مشروع «ضيوفنا الصائمون» الذي يقام لأول مرة هذا العام تحت هذا المسمى، بعد أن كان سابقاً «إفطار الصائم»، كما يحيي ليالي رمضان وأمسياته الدينية مجموعة من أشهر قراء القرآن الكريم في العالم الإسلامي، وعلماء الدين الذين يقدمون محاضرات دينية طوال الشهر الكريم، وتستمر بعض تلك المحاضرات والدروس الدينية بشكل أسبوعي بعد انتهاء رمضان.
التراويح والتهجد
يقول عبد المجيد محمد المرزوقي، اختصاصي البرامج الدينية والثقافية بمركز جامع الشيخ زايد الكبير، إن إدارة المركز تجري استعداداتها لاستقبال الشهر الكريم هذا العام، ببرنامج رمضاني حافل يشمل استضافة علماء وسبعة من مشاهير قراء القرآن الكريم ليؤموا المصلين ويقيمون صلاتي التراويح والتهجد خلال شهر رمضان، ومن هؤلاء مشاري راشد العفاسي، فارس عباد، الشقيقان عبد الولي وعبد المجيد الأركاني، إدريس أبكر، صلاح أبو خاطر، عبد الله البريمي.
وفيما يتعلق باستقبال أعداد كبيرة من الزائرين خلال شهر رمضان، يوفر الجامع العديد من وسائل الراحة بالتنسيق مع جهات حكومية مختلفة للتيسير على المصلين القادمين للجامع، ومنها مديرية المرور والدوريات بشرطة أبوظبي، لتنسيق وصول ومغادرة المصلين وتحقيق السيولة في الحركة المرورية بين مرتادي الجامع الذين يقدر عددهم بعشرات الآلاف يومياً، وتمتد هذه الدوريات إلى الشوارع المحيطة بالجامع التي عادة ما تكون ممتلئة بالسيارات.
وهناك عدد كبير من موظفي المركز ومتطوعين ينتمون إلى جهات تطوعية مختلفة، يسهمون في جعل زيارة الجامع خلال شهر رمضان متعة روحية خالصة، عبر توفير كل سبل المساعدة للمصلين وضيوف بيت الله، سواء كانت هذه المساعدة في عمليات تنظيم السير أو تقديم وجبات الطعام على موائد الإفطار.
ويلفت المرزوقي إلى أن المركز سيوفر سيارات نقل كهربائية «سيارات جولف»، وخدمة الكراسي المتحركة لكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة بشكل مجاني، لتشجيعهم على زيارة الجامع والاستمتاع بالأجواء الروحانية والطقوس الرمضانية المميزة التي تشهدها أرجاؤه.
عيادات طبية
كما تم إنشاء عيادات طبية بالتعاون مع شركة أبوظبي للخدمات الصحية «صحة» التي تحرص دوماً على القيام بدورها الإنساني والاجتماعي في أبوظبي، ومنه القيام بعمل عيادات طبية متنقلة في جامع الشيخ زايد الكبير خلال العام الماضي للمرة الأولى، وهذا العام تتكرر التجربة بشكل أكثر توسعة وخدمة أعداد أكبر من مرتادي الجامع من مختلف الأعمار.
وتتوافر سيارتا إسعاف مجهزة على أعلى مستوى، الأولى مقدمة من مدينة خليفة الطبية، والأخرى من إدارة الطوارئ والسلامة العامة التابعة لشرطة أبوظبي.
إلى ذلك، يورد المرزوقي، أنه ونظراً لتوقع وصول نحو 750 ألف زائر هذا العام لجامع الشيخ زايد الكبير خلال أيام وليالي شهر رمضان الكريم، تم بالتعاون مع دائرة النقل في أبوظبي تخصيص 30 حافلة تنطلق من أماكن متفرقة من أبوظبي بحسب كثافة الجمهور، خاصة في المدن العمالية وغيرها من المواقع التي تشهد وجود أعداد كبيرة ترغب في قضاء أمسيات رمضان في الجامع ويتعذر عليها توافر وسائل نقل.
وعلى الجانب التوعوي الديني، تقام بعد صلاة التراويح يومياً محاضرات يقدمها بعض كبار العلماء في العالم الإسلامي من ضيوف صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، بالإضافة إلى المحاضرات الأسبوعية التي تنظمها إدارة مركز جامع الشيخ زايد الكبير التي تعرف بـ «محاضرات الذكر الحكيم»، وتزامناً مع بداية شهر رمضان ستطلق لأول مرة سلسلة محاضرات يوم الاثنين 30 يونيو وتقام أسبوعياً تحت عنوان «روائع التبيان في تفسير القرآن» يقدمها الشيخ وسيم يوسف بعد صلاة التراويح مباشرة، وتستمر على مدار العام كل يوم اثنين بعد صلاة المغرب.
وجبات إفطار
ويشير اختصاصي البرامج الدينية والثقافية بمركز جامع الشيخ زايد الكبير، إلى أن مشروع إفطار الصائم الذي تنظمه إدارة المركز سنوياً يقام هذا العام لأول مرة تحت اسم «ضيوفنا الصائمون»، ومن خلاله يتم استقبال مئات الآلاف من الصائمين، وتوفر لهم كل سبل الراحة من خلال هذا المشروع الذي يقام عن روح المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.
وبخصوص صلاة التهجد، ونظراً للزيادة الكبيرة في أعداد المصلين خلال العشر الأواخر من رمضان، قامت إدارة المركز بوضع خطط لاستيعاب هذه الأعداد الكبيرة، وتجهيز السبل كافة التي تخدم المصلين، بحيث تكون مرافق الجامع كافة في حالة جهوزية تامة لاستقبال المصلين في تلك الفترة، وتشمل تجهيزات طبية بشكل أكبر تغطي هذه الأعداد الكبيرة، كما ستقوم دائرة الطوارئ والسلامة العامة التابعة لشرطة أبوظبي بتزويد الجامع بمستشفى ميداني يتسع لعدد 16 فرداً في وقت واحد، إضافة إلى سيارات الإسعاف والعيادة الطبية الموجودة بالجامع.
ويلفت المرزوقي، إلى أن صلاة التهجد ستبدأ ليلة 21 رمضان في تمام الساعة الواحدة صباحاً، وتستمر حتى الساعة الثانية.
مشروع «ضيوفنا الصائمون»
مشروع إفطار الصائم الذي تنظمه إدارة المركز سنوياً يقام هذا العام لأول مرة تحت اسم «ضيوفنا الصائمون»، ومن خلاله يتم استقبال مئات الآلاف من الصائمين وتوفر لهم كل سبل الراحة من خلال هذا المشروع الذي يقام عن روح المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ومن خلاله يقوم نادي ضباط القوات المسلحة بالتنسيق مع إدارة المركز بتوفير وجبات إفطار قيمة احتفاء بضيوف الرحمن خلال الشهر الفضيل.
جهات مشاركة في الترحيب بضيوف الجامع
قال عبد المجيد محمد المرزوقي، اختصاصي البرامج الدينية والثقافية بمركز جامع الشيخ زايد الكبير: «انطلاقاً من حرص الجامع على توفير سبل الراحة للزائرين كافة، قام بإنجاز العديد من التجهيزات بالتعاون مع جهات حكومية عدة لضمان أمن وسلامة الجمهور، ومن تلك الهيئات القيادة العامة لشرطة أبوظبي، الدفاع المدني، مديرية المرور والدوريات بأبوظبي، نادى ضباط القوات المسلحة الذي يقدم وجبات الإفطار، القيادة العامة للقوات المسلحة التي تشارك في تأمين المواقع ومتابعة تسيير الأمور، إدارة المهام الخاصة التابعة لشرطة أبوظبي، الشرطة النسائية التي يتركز عملها خلال صلاة التراويح، مركز تنظيم النقل بسيارات الأجرة، إدارة الأزمات والكوارث التابعة لشرطة أبوظبي».
منطقة مخصصة للأطفال
من أجل الحفاظ على حالة الهدوء والخشوع بين المصلين، تم تخصيص منطقة في صحن المسجد للصلاة لمن تقل أعمارهم عن 10 سنوات. وحرصاً على راحة المصلين وضمان سلامتهم، تم توفير عدد كبير من المكيفات في صحن المجمع والممرات وفرش مساحات مقدرة بالبساط من أجل تحقيق مزيد من الراحة للزوار في ظل وجود عشرات الآلاف من المصلين يومياً الذين بلغ عددهم في ليلة 27 رمضان الماضي وحدها أكثر من 53 ألف مصل لأول مرة أثناء تأدية صلاة التهجد.
عدد اليوم
