السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

سفينة الصحراء.. تجارة وثراء

سفينة الصحراء.. تجارة وثراء
28 يناير 2017 20:57
ناقة الله وسقياها، إنها الناقة رفيقة العرب قديماً، وصمام الأمان ومقياس الثراء، فكلما زاد عددها زاد ثراء صاحبها. فهذا المخلوق العجيب المبارك، جعله الله مصدراً من مصادر الرزق والغِنى، كانوا قديماً، يعيشون على صوفها وحليبها ولحمها ويستعينون بها في الشدائد، فالناقة لا تخذل صاحبها. تاريخنا العربي، ربط الإبل بالتجارة، ونحن اليوم جعلناها هواية ورياضة، وتباهٍ وخسارة. فلنستثمر في أصولنا التاريخية، قوتنا في تراثنا، قوتنا في معتقداتنا، قوتنا في ما نمتلكه من أصول سهلة الحصول، كالناقة مثلاً. لحوم الإبل هي الأفضل عالمياً، وكل منتجاتها مفيدة بل وفيها علاج من أمراض عديدة، حتى أبوالها دواء وشفاء. فلنستخرج منها مكملات غذائية، ومستحضرات للتجميل، وعلاجات وأدوية. فغيرنا استخرجوا من الخنزير والتماسيح منتجات، وآخرون حققوا الثراء من مستخرجات البحر الميت. ولنصنع منها Camel Burger، و«كاميل ناجيتس»، ونقانق الناقة، وكما أن لحوم الأبقار ولحوم الدجاج موجودة في المطاعم والكافتيريات، ليتنا نرى تاجراً، يتبنّى فكرة نشر لحوم الإبل في «كنتاكي» و«ماكدونالد» و«صب واي». ألا نستحق أن نتذوق لحوم الإبل في المطاعم التي تستثمر فينا وتنتشر بيننا؟! وكما كان ماضي الإبل مرتبطاً بالتجارة، فاليوم ما زالت الإبل تحتفظ بأسرار التجارة والثراء، كل ما علينا هو البحث والاستكشاف. قبل عشرات السنين كان الغرب يشتري منا البترول، ويصدّره إلينا منتجات، ويحقق منها ثروات، هل سننتظره يفعلها مرة ثانية معنا في أصولنا التراثية الاستثمارية؟! هل سننتظر «هارفرد» تجري البحوث والدراسات الاستثمارية والتسويقية لمشاريع الإبل، وحينها نتسابق ونتنافس للحصول على وكالات غذائية من مشتقات الإبل من دول غربية؟! إلى متى سنظل ننتظر المبادرات الاستثمارية تعلَن في أميركا وتنطلق في أوروبا وتنتشر في الصين وآسيا ثم تصل إلينا؟! أتمنى من جامعات الإمارات وجامعاتنا العربية، أن تعمل دراسات تطويرية عملية في كيفية خلق قطاعات صناعية وتجارية واستثمارية متنوعة لمنتجات الإبل، غذائية ودوائية وصناعية، وأن تضع المناهج والنماذج التي من خلالها نستطيع بناء أسواق عالمية لمنتجات الإبل نكون نحن ملوكها، وصناع القوانين فيها، وأن تكون لدينا مؤسساتنا التجارية المتخصصة في صناعة أسواق الإبل وغزو الأسواق العالمية بمنتجات الإبل، ولنا في أستراليا خير تجربة، فهم ملوك الماشية، وهي أكبر دول العالم تربيةً وتصديراً للماشية. الاستثمارات اليوم في تربية الإبل ومنتجاتها وغزو الأسواق العالمية ستكون جدواها أعلى من البترول، خصوصاً بعد انخفاض أسعاره. ليس بالضرورة أن تكون التربية هنا في الإمارات، فمراعي الإبل منتشرة في أستراليا ونيوزلندا والهند والصين ومنغوليا، وصحراء العرب في أفريقيا. تذكرتُ شركة «المكيرش» السعودية، التي تعلمتُ التجارة معاهم، في عام 2009 استثمروا في رعي الإبل مشياً من السودان إلى مصر، ويدخلون أسبوعياً إلى الحدود المصرية 3000 رأس، ويحققون ربحاً في كل رأس 500 جنيه، أي 1,500,000 جنيه صافي الربح أسبوعياً. ناقة مباركة، تجارة مباركة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©