الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

محمود عبدالعزيز.. «وضاع العمر يا ولدي»

محمود عبدالعزيز.. «وضاع العمر يا ولدي»
14 نوفمبر 2016 10:48
سعيد ياسين (القاهرة) شيع ظهر أمس جثمان الفنان محمود عبدالعزيز الملقب بساحر السينما المصرية إلى مثواه الأخير من مدينة الشيخ زايد بالقاهرة إلى مقابر الأسرة بمدينة الاسكندرية بناء على وصيته، بعدما غيبه الموت السبت الماضي في مستشفى بالقاهرة بعد صراع مع المرض، إثر اكتشاف إصابته بسرطان الفك، ودخل في غيبوبة تسببت في تدهور حالته الصحية، وضعفت مناعته ونقص وزنه بشكل كبير. ويعد محمود عبدالعزيز المولود في الإسكندرية في 4 يونيو 1946، والحاصل على بكالوريوس الزراعة من جامعة الإسكندرية، ثم الماجستير في تربية النحل، من أهم الفنانين العرب الذين أثرو الساحة الفنية بأعمال مميزة في السينما أو التلفزيون أو المسرح، واستطاع بمهارة وعناية اختيار الأدوار المهمة في مسيرته الفنية، منها الشاب الوسيم والجاسوس والكفيف الساخر والفتوة والفلاح الريفي والساحر وتاجر المخدرات ورجل الأعمال وغيرها. مسيرة وقدم خلال مشواره أكثر من 120 عملاً فنياً، بينها نحو 85 فيلماً تنوعت بين الرومانسية والتراجيدية والكوميدية والواقعية والوطنية و«الأكشن»، منها «وضاع العمر يا ولدي»، و«البنات عايزة إيه»، و«المتوحشة»، و«الحفيد»، و«إعدام طالب ثانوي»، و«العار» و«وكالة البلح»، و«العذراء والشعر الأبيض»، و«تزوير في أوراق رسمية»، و«إعدام ميت»، و«الشقة من حق الزوجة»، و«الكيف»، و«جري الوحوش»، و«السادة الرجال»، و«الدنيا على جناح يمامة»، و«شفيقة ومتولي»، و«طائر الليل الحزين»، و«البريء»، و«السادة المرتشون»، و«يا عزيزي كلنا لصوص»، و«سيداتي آنساتي»، و«سمك لبن تمر هندي»، و«الكيت كات»، و«الساحر»، و«ليلة البيبي دول»، و«إبراهيم الأبيض» وغيرها، كما قدم عدداً من المسلسلات المتميزة، في مقدمتها واحد من أهم المسلسلات العربية، وهو «رأفت الهجان» المأخوذ من ملف المخابرات المصرية، إلى جانب مسلسلات «شجرة اللبلاب» و«الدوامة» و«البشاير» و«محمود المصري» و«باب الخلق» و«جبل الحلال». واقتصر نشاطه في المسرح على مسرحيتين فقط، الأولى «لوليتا» عام 1974، والثانية «727» مع هالة صدقي وعبدالله فرغلي 1994، وتزوج عبدالعزيز مرتين خلال مشواره أنجب من زيجته الأولى ولديه الابن الأكبر «محمد» الذي يعمل بالإنتاج والتمثيل، والأصغر «كريم» الذي يعمل بالتمثيل، والثانية من الإعلامية بوسي شلبي. ونال خلال مشواره العديد من الجوائز والأوسمة، منها جوائز أحسن ممثل من مهرجان دمشق السينمائي الدولي، والإسكندرية السينمائي عن فيلم «الكيت كات»، و«زنجبار الدولي» عن «القبطان»، ومسقط السينمائي عن «الساحر»، والقاهرة السينمائي عن «سوق المتعة». وتحولت مواقع التواصل الاجتماعي عقب الإعلان عن وفاته إلى ما يشبه المرثية ودفتر العزاء، حيث تسابق المئات من زملائه من الفنانين والمخرجين والمؤلفين والمنتجين وجمهوره في الإشادة به وبأعماله، وكتب الفنان إيمان البحر درويش على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»: «أخي الحبيب وأبي في فيلم «تزوير في أوراق رسمية»، اللهم اغفر له وارحمه»، والفنان جمال سليمان: «محمود عبدالعزيز أخذت البهجة ورحلت، سيتذكرك جمهورك وأصدقاؤك طويلاً، اسمك محفوظ في القلوب وعلى أشجار الإبداع، اسمك قرين الموهبة الساطعة والإبداع الذي لا ينضب، يعرفك جمهورك بأدوارك التي لا تنسى، والتي باتت علامات مضيئة في تاريخ التمثيل في عالمنا العربي، لكن أصدقاءك يعرفون المطبخ الذي كان يخرج منه كل هذا الإبداع، يعرفون أنك بقيت حتى آخر لحظة وكأنك ممثل في دوره الأول، لا غرور ولا ثقة مفرطة بالنفس، ولا استسهال، وإنما قلق وتفكير وبحث متعب عن مفاتيح شخصية تريد لها أن تكون حية وطازجة وابنة واقعها، ولم تركن يوماً إلى رصيدك الكبير من النجاحات، جمهورك يعرف كم كنت مبدعاً ويعرف أنك تحترمه، ولكنه قد لا يعرف كم كان ذاك الاحترام كبيراً وأصيلاً، رحلت كبيراً وأخذت معك دفق حب لا ينتهي، وبهجة لا يعرف غيرك كيف ينشرها على من حوله، كان لي الشرف أنني كنت صديقك، وسأبقى ممتناً لمحبتك ولهفتك اللتين غمرتاني، وفخور أنني عملت معك يا أستاذ». وكتب المؤلف هشام أبوسعدة: «برحيل محمود عبدالعزيز عن الحياة، يرحل معه جزء كبير جداً من حبنا للفن، لقد كان واحداً من نجومنا الكبار في الحب والأخلاق والرقي قبل الفن والإبداع». ونعاه الناقد سامي حلمي من خلال جمعية آفاق الفنون «الفن السابع بالإسكندرية: برحيله تفقد الحياة الفنية في مصر وعالمنا العربي عملاقاً كبيراً في فن الأداء التمثيلي، وتشهد أعماله على مدى عبقريته وموهبته الكبيرة، وأيضاً على ذكاء فني كبير فهو على قدر كبير من التنوع في الإبداع، وستبقى أعماله شاهدة على مكانته في تاريخنا الفني بشكل عام، والسينمائي على وجه الخصوص». وكتب المخرج عادل صادق: «نودع فناناً عظيماً وإنساناً بمعنى الكلمة»، وكتبت المؤلفة أماني ضرغام: «سنة 1999 اصطحبت كبار النجوم من الفنانين في زيارات إلى المستشفيات لجمع تبرعات لهذه المستشفيات، وقضينا يوماً بين المرضى أشاع فيه بينهم الأمل والتفاؤل والابتسامة، وحقق أعلى عائد من التبرعات، جعل الله تلك الزيارة وتلك التبرعات في ميزان حسناته وأسكنه فسيح جناته». كما كتب المخرج هاني لاشين: «كان فارساً نبيلاً وإنساناً راقياً طيب القلب محباً للناس والحياة والخير، كان وطنياً بسيطاً دون متاجرة، فناناً يمتلك قلوب كل من يشاهده بسحر ابتسامته وعمق أحاسيسه وصدقه، رحم الله محمود عبدالعزيز وأسكنه فسيح جناته».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©