سامي عبد الرؤوف (دبي)
استفادت 35 مواطنة منذ بداية العام الجاري، من مشروع «وقف الذهب» الذي تنفذه جمعية دبي الخيرية، للتيسير على الشباب المقبلين على الزواج، حيث تستعير العروس مجاناً طقم ذهب كاملاً مكون من 14 قطعة لترتديه ليلة الزفاف، ثم تعيده إلى الجمعية بعد ذلك.
ويضم طاقم الذهب الذي تتراوح قيمته المالية بين 200 ألف درهم و250 ألفاً، أسورتين وقطعتي حلق والمرتعشة والطاسة و8 خواتم، وبذلك يغطي الطقم رأس العروس واليدين والرقبة.
وأشارت هدى البدور، مسؤولة قسم المساعدات النسائية في جمعية دبي الخيرية، في تصريح لـ«الاتحاد»، إلى أن الجمعية تتميز بهذا المشروع عن غيرها من الجمعيات العاملة في المجال الخيري، موضحة أن أهمية ذلك المشروع تنبع من أنه يخفف من الأعباء المالية عن كاهل الشباب المقبلين على الزواج، مما يساعدهم على بناء بيت الزوجية دون الحاجة إلى الديون، أو اللجوء إلى البنوك للاقتراض، حيث يوفر على الشاب شراء الذهب لعروسته، والذي يعد أحد الأشياء التي تؤدي إلى ارتفاع تكلفة الزواج.
وقالت: «تتركز معظم تكاليف الأعراس ليلة العرس، وتنال المجوهرات التي تلبسها العروس قسطاً مهماً وكبيراً من هذه التكلفة، ومن هذا المنطلق أردنا أن نخفف من عبء تكاليف هذه الليلة، وأن ينفق الشباب المبالغ فيما يساعد على استمرار ونجاح الحياة الزوجية». وأفادت البدور، بأن أشهر أبريل ومايو ويونيو هم أكثر شهور السنة، إقبالاً على أخذ طاقم الذهب ليلة العرس، حيث تكثر حالات الزواج بين المواطنين في هذه الأشهر، مشيرة إلى أن أغلبية المستفيدات من إماراتي دبي والشارقة، إلا أن الإمارات الأخرى، خاصة عجمان والفجيرة لها نصيب من الاستفادة من هذا الوقف.
وذكرت، أن أكثر من 700 مواطنة استفدن من هذا المشروع منذ تنفيذه في العام 2000، منهن 60 حالة في العام الماضي 2013، متوقعة أن يشهد العام الحالي نسبة زيادة في الإقبال من الفتيات المواطنات على الحصول على طقم الذهب لعرسهن. وقالت البدور، «أيضاً ننفذ في قسم المساعدات النسائية بجمعية دبي الخيرية مشروع فستان الزفاف، وتستفيد منه مواطنات ومقيمات من جنسيات متعددة، كأحد الوسائل التي تساعد على توفير تكاليف الزواج على الشباب، ويقدم الفستان كهدية للعروس دون مقابل، وتحصل الجمعية على هذه الفساتين من محال نسائية وبعض الأسر تتبرع بها للجمعية».
ويبلغ إيجار فستان الزفاف 30 ألف درهم، في العديد من إمارات الدولة، مثل دبي، خاصة في موسم الأعراس في فصل الصيف، بينما يبلغ ثمنه في حالة الشراء نحو 100 ألف درهم، فيما تقوم بعض العائلات بطلب شراء فستان الزفاف من بعض الدول الأخرى، مثل لبنان.
وأشارت إلى تنفيذ الجمعية لمشروع فساتين السهرة ويقدم للمحتاجات، حيث تتقدم نساء ومحال بفساتين جيدة متوافرة لديها، وترغب في استفادة الآخرين منها، كنوع من المساعدة والدعم.
وأكدت البدور، أهمية التضافر المجتمعي في تقليل تكاليف الزواج، ومساعدة الشباب والشابات المقبلين على الزواج من أبناء الوطن، بما يوفر لهم فرصة إقامة حياة أسرية مستقرة لا تؤثر عليها سلبا متطلبات وتكاليف الزواج.
يذكر أن مؤسسة صندوق الزواج، أعلنت في وقت سابق من شهر يونيو الجاري، تنظيم مبادرة «غرس الهوية» للتوعية بأهمية خفض تكاليف الزواج، وعدم المغالاة في الطلبات من الطرفين، سواء أهل الزوج، أو الزوجة. كما أعلنت عن تنظيم أعراس جماعية للنساء «منخفضة التكاليف»، وتتحمل المؤسسة هذه التكاليف بالتعاون مع شركائها، لتقدم نموذجاً عملياً للمقبلين على الزواج والأهل ومختلف فئات المجتمع، عن إمكانية إقامة الأعراس بتكاليف «مقبولة»، ويمكن تحملها دون أن تتسبب في اثقال كاهل الزوجين بالديون. وفي هذا السياق، كشفت دراسة حديثة أجرتها مؤسسة صندوق الزواج، أن 84% من أفراد العينة يؤكدون وقوف تكاليف الزواج الباهظة وراء عزوف الشباب عن الزواج، فيما يرى 82% أن متطلبات تنظيم حفل الزواج تتزايد وترهق كاهل الشباب، معتبرين العنصرين السابقين أهم عناصر متطلبات الزواج.
وطالب 91% من أفراد العينة، بضرورة أن تتناسب تكاليف الزواج مع مقدرة الزوج المالية، فيما أيد 67% إلغاء تكاليف الزواج الباهظة، ويتجهون نحو تبسيط حفل الزواج، فيما أشار 24% إلى تأييد هذا الأمر أحياناً، في حين انخفضت نسبة المعارضين للتكاليف الباهظة إلى 3% فقط.
عدد اليوم
