الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

هل ذهب عهد النصوص المكتوبة لسرد القصص الصحفية؟

هل ذهب عهد النصوص المكتوبة لسرد القصص الصحفية؟
30 سبتمبر 2017 23:48
يسمح ابتكار جديد في صحيفة لوس انجليس تايمز، الأميركية للصحفيين بتقديم قصص معقدة عبر قوالب مبسطة يطلق عليها (story stacks) قد تكون أكثر فعالية من صفحات مكدسة بنصوص طويلة قد لا يصمد القارئ طويلا لقراءتها حتى نهايتها. وقال لين دي جروت مدير عرض البيانات بصريا في الصحيفة أن المقاطع المصورة والصور الفوتوغرافية والرسوم التوضيحية والتعليقات من مواقع التواصل الاجتماعي وعناصر أخرى توفر لسرد القصة خيارات لتقديم «خبرة أكثر قابلية للاستيعاب وتجعل الجمهور يواصل القراءة». وهذه الخيارات البديلة لعرض القصص الصحفية التي تعرف باسم «مكدس الأسئلة والأجوبة» و«مكدس التسلسل الزمني» مختلفة عن صيغة السرد الطويلة التقليدية. والحقائق المثيرة للجدل السياسي تُقدم بطريقة سلسلة عبر القوالب التقنية الجديدة، حسبما جاء في تقرير لمعهد الصحافة الأميركية. ومع تصفح القصة على الشاشة، من أعلى لأسفل، يستطيع القراء المرور بقائمة طويلة من صور وفقرات شارحة، يعرفون من خلالها كل ما يريدون عن الموضوع المعروض. والتحديث في نهاية الصفحة يشير إلى إضافات في القصة. وقدمت صحيفة لوس انجليس تايمز 100 قصة على الأقل باستخدام هذه القوالب الجديدة التي تم تدشينها للمرة الأولى في غرفة الأخبار في أبريل 2017، بحسب ما أشار دو جروت. ومن بين القصص التي عُرضت بتلك الصيغة والتي عالجت موضوعات معقدة وخلافية قصة «تاريخ موجز لحيادية الإنترنت» التي تلقي الضوء على اللحظات الفارقة في تاريخ الشبكة العنكبوتية. وجاء ذلك بوسائل مختلفة تضمنت مقاطع مصورة وتدوينات من مواقع التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى تسلسل زمني يقارن بين برنامجي الفضاء في الولايات المتحدة والصين، يتضمن صورا وعرضا لتطور نقاط الضعف والقوة هنا وهناك عبر الزمن. وصرح دو جروت أن دافان ماهراج رئيس التحرير والناشر وميجان جرافي نائبة التحرير الرقمي «دافعا عن الطريقة المبتكرة في سرد القصص لسنوات قبل أن أصل إلى لوس انجليس تايمز... لقد جيء بي إلى هنا لإعادة بناء قسم لرسوم الجرافيك في النسخة المطبوعة من الجريدة فقط عام 2013 وكان سرد القصص بطريقة مبتكرة في النسخة الإلكترونية امتدادا طبيعيا لهذه الجهود». واستخدام القالب الجديد يرجع القرار فيه إلى الصحفيين حسب كل حالة. وفي المقام الأول، يفكر كل شخص في أفضل كيفية لسرد القصة حتى يفهم القراء القضية الأساسية. وقال دو جروت «الصحفيون يقدمون أفكارا مرئية أو سردية قد تتضمن الدمج بين البيانات والمقاطع المصورة وتدوينات مواقع التواصل الاجتماعي والقوائم». ويؤكد دي جروت أن موافقة فريق العمل على استخدام طرق بديلة لسرد قصص معقدة لا يمثل معضلة لأن «معظم الصحفيين يريدون أن يرى عملهم أكبر عدد ممكن من الناس وهم حريصون على أن يجربوا أشياء أثبتت فعاليتها. وساعد فريق دي جروت حسب تقرير معهد الصحافة الأميركي في قيادة الجهود محاولا دفع الصحفيين إلى تجاوز التفكير بالطرق التقليدية من أجل السعي إلى سرد القصص بطرق غير متوقعة. وذكر دو جروت أن الصيغة الجديدة التي تدمج بين عدة أدوات صحفية لعرض المادة «من بين أكثر الموضوعات التي يقبل الجمهور على قراءتها كل عام. فهناك عادة مشروع واحد على الأقل يكون بين أبرز قصصنا العشر كل عام وعدد منها يكون ضمن أبرز 20 قصة». وتستخدم صحيفة لوس انجليس تايمز برنامج - محرر أخبار يطلق عليه «البرنامج البسيط لتجميع الأخبار». ومهمته تيسير عملية النشر على الإنترنت. وقال دو جروت إن «البرنامج البسيط لتجميع الأخبار» يجعل جميع المحررين قادرين على نسخ ولصق الصيغة لعرض أي قصة يريدون تقديمها للجمهور بطريقة جذابة. ويؤكد دو جروت أن «البرنامج البسيط لتجميع الأخبار» شارك في ابتكاره فريق التحرير مع قسم تكنولوجيا البيانات في الصحيفة. وابتكر فريق دو جروت قوالب مبتكرة عديدة لعرض القصص مستخدمين هذا النظام. كما أقاموا أيضا قناة ضمن موقع «سليك» للتواصل يطلق عليها “#storytelling-911” من أجل المساعدة في حل المشكلات الفنية. ويقول دو جروت «كان من المهم معالجة المشكلات بسرعة. لذا لم يشعر المحررون أنه تم دفعهم في المياه دون سترة نجاة». ويؤكد أنه إذا لم تتوافر الموارد لابتكار قوالب جديدة، فمازال من الممكن عمل أشياء كثيرة بدونه، مثل تقسيم القصة إلى أقسام صغيرة أو استخدام الصور والرسوم البيانية أو تدوينات مواقع التواصل الاجتماعي كي تشرح الموضوع بشكل أفضل عن طريق استخدام أدوات «أتش. تي. إم. إل.» الأساسية الخاصة بالتعامل مع صفحات الإنترنت ويمكن أن تتضمن العناوين الفرعية والقوائم والجداول. وقال «توافر العناصر الأساسية مصممة سلفا ومتاحة بسرعة، يعني أن الصحفيين يمكنهم التركيز على السرد التوضيحي للقصص بدلا من التصميم».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©