السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

صناعة الإطارات الأوروبية تتجاوز «عاصفة» الأزمة من دون خسائر

16 يناير 2011 21:23
مُنذ قرابة عقدين من الزمن نشبت حرب استحواذ بين شركتين من شركات تصنيع إطارات السيارات هما “بيريلي” الإيطالية و”كونتيننتال” الألمانية. وإن كان اندمجا آنذاك لأصبح حجمهما معاً في حجم أكبر ثلاث شركات إطارات في العالم: “بريدجستون” و”جوديير” و”ميشلان”. غير أن الاندماج لم يتم، وانتهجت كل شركة منهما طريقاً مستقلاً ولكنهما واجها أوقاتاً صعبة. وحتى حين يلحق الركود بالاقتصاد، كما حدث مرتين منذ عام 1991، يظل أصحاب السيارات محتاجين إلى إطارات بديلة وهو ما يشكل 75 في المئة من إيرادات الشركات، غير أن تلك الإيرادات المستقرة أغرت كلاً من “بيريلي” و”كونتيننتال” بأن تغير نشاطها أو تنوعه. وتوجهت “بيريلي” إلى أنشطة الاتصالات والعقارات وأصبح رئيسها ماركو ترونشيتي بروفيرا يرأس في آن واحد “بيريلي” و”تليكوم” إيطاليا، بجانب توليه منصب نائب رئيس شركة “اوليفيتي” المتخصصة في الكمبيوتر. واستمرت شركة “بيريلي” على ذلك الحال إلى أن تخلت العام الماضي عن أنشطتها في مجال العقارات والاتصالات بعد سنوات قليلة من انفصالها عن “تليكوم” إيطاليا. بحيث عادت مجدداً للتفرغ لصناعة الإطارات. في عام 2011 ستقوم “بيريلي” لأول مرة في عشرين عاماً بتزويد سيارات فرق سباق “فورمولا-1” بالإطارات. كذلك عمدت “كونتيننتال” إلى التنويع، حيث أضافت المكابح ومكونات سيارات داخلية في قسم تصنيع الأجزاء بها المسمى كونتيتك. غير أنها في عام 2007 توسعت على نحو كبير حين اشترت قسم إلكترونيات السيارات في “سيمنز” مقابل 11 مليار يورو (15 مليار دولار). بعد ذلك بعام حاولت شركة شافلر المتخصصة في صناعة كريات التحميل والمملوكة لأسرة واحدة، الاستحواذ على “كونتننتال” ولكن بعرض منخفض. غير أنه بالنظر إلى الأزمة المالية العالمية تمكنت من جذب سيل من الأسهم. وانتهى الأمر بامتلاك اليزابيث شافلر وأسرتها والتي كانت ضمن أغنى عشر أثرياء في ألمانيا، 75 في المئة من “كونتيننتال” وليس 50 في المئة، التي كانت تريدها واستدانتها للبنوك بمبلغ 12 مليار يورو. يعتقد خبراء في مجال السيارات أن الاندماج التام بين “كونتيننتال” و”شافلر” مشروع غير مجد. فالشركتان عليهما كثير من الديون، ويوجه كثير من إيراداتهما نحو تسديد الديون بدلاً من استثماره في مشروعات مجزية. وما يخفف الوطأة إلى حد ما أن صناعة السيارات مزدهرة حالياً وأنه في وسع شافلر تأجيل أقساط نصف ديونها لغاية عام 2014. أما “بيريلي” فإنها تعتقد أن تكثيف جهودها على الإطارات، خصوصاً أنواعها المتميزة، قرار وجيه ومربح، نظراً لأنها تتوسع حالياً في أسواق صاعدة. إن نصف نشاطها يتم في العالم النامي بالفعل يعني أكبر من نشاط أي من الشركات الأربع الكبار الأخريات (كونتيننتال وبريدجستون وميشلان وجوديير) حسب فرانسيسكو جوري رئيس قسم الإطارات في “بيريلي”. ويرجع سبب نجاتها خلال الأزمة العالمية إلى البرازيل التي تعتبر “بيريلي” فيها الإطارات السائدة. ويقول جوري إن مبيعات “بيريلي” العالمية لم تتراجع سوى بنسبة 2,9% فقط مقارنة مع متوسط تراجع صناعة الإطارات عموماً البالغ 10 في المئة. وكانت “بيريلي” ضمن أولى الشركات، التي دخلت الصين حين سمح لمصانع الإطارات ذات الأغلبية الأجنبية بدخول الصين عام 2005. كما أنها وقعت في شهر نوفمبر 2010 اتفاقيات شركات تآلف مع كل من شركة “راشن تكنولوجيز” و”سابورهولدينج” الروسيتين بغرض تطوير مصنع إطارات (للإطارات المتميزة وإطارات الأجواء الباردة) وإعادة تنظيم مصنع إطارات جرارات ومعدات زراعية يعمل به 12000 عامل. غير أن شركات إطارات أخرى تعتبر ذلك نوعاً من الجسارة بالنظر إلى صعوبة مزاولة الأعمال في روسيا. غير أن بيريلي لا تعتزم بعد دخول الهند نظراً لصغر سوق الإطارات المتميزة فيها ولشدة صغر مقاسات إطارات الشاحنات التجارية و”تاتا نانو” (السيارة البالغة الرخص) بحسب جوري. أما كونتتنتال فعلى العكس دخلت الهند عام 1974 وتريد الآن أن تتوسع. كما أن للشركة مصنع إطارات في الصين ينافس 300 مصنع آخر بجانب الثلاث الكبار. يقول هانز جوتشيم نيكولين أحد أعضاء مجلس إدارة “كونتيننتال” أنه حتى ميشلان وبريدجستون صغيرتان في الصين. كذلك بادرت الشركة بالتصنيع المنخفض التكلفة في مناطق مثل وسط أوروبا. فأي الشركتين مؤهل للنجاح مستقبلاً؟ بيريلي لها الاسم التجاري الأفضل وهي المفضلة لكثير من هواة السيارات. وبجانب منتجاتها الثانوية مثل الملابس الفاخرة ومراتب الأسرة لاتكس وغيرها من المنتجات، فهي متخصصة أصلاً في صناعة الإطارات. أما “كونتيننتال” التي واجهت الأزمة من خلال التنويع تعتبر أن نشاط الإطارات يؤازر أقسامها الأخرى، غير أن الأحوال قد تتغير في العالم. يذكر أن نمو الطلب على المطاط الطبيعي زاد أسعاره، وبالتالي يبحث منتجو الإطارات عن بدائل بما يشمل تدوير الإطارات القديمة واستخدام مزيد من المواد التركيبية. ولكن حتى اليوم يشكل المطاط الطبيعي نحو 14 في المئة من إطارات السيارات و27 في المئة من إطارات الشاحنات. ويشير بنك “اتش بي سي” إلى أن “بيريلي” و”ميشلان” اللتين تبيعان العديد من إطارات الشاحنات هما أكثر شركات الإطارات تعرضاً للمخاطرات. وإلى أن تنضج أشجار المطاط ربما تكون فرص “كونتيننتال” أفضل من فرص “بيريلي”. نقلاً عن: ايكونوميست ترجمة: عماد الدين زكي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©