عواصم (وكالات) - انتعشت أسواق الأسهم العالمية أمس، بعد أن وافق وزراء مالية منطقة اليورو على حزمة مساعدات لإسبانيا يوم السبت الماضي، بقيمة 100 مليار دولار لمساعدة بنوكها المتعثرة، ما هدأ مخاوف المستثمرين من تفاقم الأزمة المالية الأوروبية.
وقادت الأسهم الإسبانية نظيرتها الأوروبية في مستهل تعاملات أمس. وفي حين قفز مؤشر إيبكس 35 ببورصة مدريد بأكثر من 4% ليصل إلى 6817?20 نقطة في نهاية الجلسة الصباحية، حققت البورصات الكبيرة في منطقة اليورو مكاسب بنسبة 2% وتراجعت تكاليف الإقراض لإسبانيا.
وإسبانيا هي رابع أكبر دولة عضو في منطقة اليورو تطلب طوق نجاة مالي من صندوق الإنقاذ الذي يتولاه الاتحاد الأوروبي. كما تذبذب سعر اليورو حول 1?26 دولار، وهو مستوى أعلى عما كان عليه في الأسابيع القليلة الماضية عندما تأثرت العملة الأوروبية الموحدة سلبا بالمخاوف بشأن الخطر الذي كان يتهدد منطقة اليورو بفعل القطاع المصرفي الإسباني المتعثر فضلا عن الغموض السياسي في اليونان. ورغم ذلك، حذر محللون من الإفراط في الإحساس بالنشوة. قال ماركوس هوبر متعامل مالي لدى شركة “إي تي إكس كابيتال” إن “تجارب اليونان والبرتغال وأيرلندا تركت طعما فاسدا”. وقال إن “إسبانيا تتحمل الآن وصمة عار الاعتراف بأنها لا تستطيع مساعدة بنوكها بمفردها”. يأتي الارتفاع في الأسهم الأوروبية في أعقاب مكاسب كبيرة في أسعار الأسهم في جميع أنحاء آسيا مع تحسن معنويات المستثمرين الدوليين من بيانات التجارة القوية القادمة من الصين وبيانات التضخم المنخفضة من ثاني أكبر اقتصاد في العالم. وفي الوقت الذي عمت حالة من الارتياح في أسواق الأسهم الأوروبية، خفت الضغوط على سوق الدين الحكومي لإسبانيا، إذ بعد أن سجل العائد على السندات الإسبانية لأجل 10 سنوات 6?6%، انخفض إلى 6?035% في بداية تداولات أمس.
ورغم ذلك، لا يزال العائد أعلى من المستوى الحرج عند 6% وهو مستوى يعتبره خبراء اقتصاد أن تكاليف الإقراض عنده غير محتملة على المدى الأطول. وهناك فعليا حالة من الحذر تسود أسواق المال مع انتظار المستثمرين تفاصيل المبلغ الفعلي الذي سيتم ضخه في النظام المصرفي الإسباني. كما يتوقع محللون المزيد من الاضطراب في أسواق المال في الفترة السابقة على نهاية الأسبوع مع عودة المخاوف حيال مخاطر أن تجبر الانتخابات العامة المقررة في اليونان يوم الأحد المقبل البلاد على الخروج من منطقة اليورو. يضاف إلى ذلك مؤشرات على تنامي التوتر في المفاوضات بين الحكومة الألمانية والمعارضة لضمان تحقيق أغلبية الثلثين في البرلمان من أجل تمرير الاتفاق المالي الأوروبي بشأن انضباط الموازنة. قال مارتين فان فليت الخبير الاقتصادي لدى مصرف “آي إن جي” إن “حزمة الإنقاذ الإسبانية يجب أن تخفف المخاوف بشأن ملاءة أجزاء من قطاعها المصرفي، لكن في ظل أن الاقتصاد لا يزال في ركود وستضع حزمة الإنقاذ المزيد من الضغوط على جدارتها الائتمانية السيادية، فبالتأكيد، البلاد ليست بمنأى بعد عن الخطر”.
في الوقت نفسه، قادت الارتفاع الكبير في الأسهم على نطاق أوروبا مكاسب كبيرة في أسهم القطاع المصرفي مع تسجيل أكبر بنكين في إسبانيا وهما “بنكو سانتاندر” و”بنكو بيلباو فينزكايا أرجنتينا” ارتفاعا بحوالي 7% في مستهل التعاملات.
وأدى ذلك بدوره إلى ارتفاع الأسهم في بورصة مدريد بأكثر من 5% في بداية التعاملات. من ناحية أخرى، ارتفع مؤشر ستوكس 50 بنسبة 2?5%. وانعكست الزيادة في مؤشر ستوكس 50 في أنحاء بورصات دول منطقة اليورو مع ارتفاع مؤشر داكس في بورصة فرانكفورت ومؤشر كاك 40 في بورصة باريس بأكثر من 2%. وبرغم حديث السوق بأن الاتفاق بشأن النظام المصرفي الإسباني يمكن أن يسفر إلى تركيز الاهتمام حول المشاكل الاقتصادية والمالية التي تواجه إيطاليا، ارتفعت الأسهم في بورصة ميلانو بنسبة 1?7%
وفي طوكيو، أغلق مؤشر نيكي القياسي للأسهم اليابانية على ارتفاع أمس بعد الهبوط الحاد الذي سجله يوم الجمعة بعد أن اتفق وزراء مالية منطقة اليورو على تقديم قروض لإسبانيا. وارتفع مؤشر نيكي اثنين بالمئة ليغلق على 8624?90 نقطة في حين زاد مؤشر توبكس الأوسع نطاقا 1?7% إلى 730?7 نقطة.
وفي نيويورك، فتحت الأسهم الأميركية مرتفعة أمس بعد أن وافق وزراء مالية منطقة اليورو على حزمة مساعدات لإسبانيا لكن المخاوف لا تزال قائمة بشأن الانتخابات اليونانية المرتقبة وتوقعات النمو العالمي. وارتفع مؤشر داو جونز الصناعي لأسهم الشركات الأميركية الكبرى 93?32 نقطة أو 0?74% إلى 12647?52 نقطة. وزاد مؤشر ستاندرد اند بورز 500 الأوسع نطاقا 9?80 نقطة أو 0?74% إلى 1335?46 نقطة. وصعد مؤشر ناسداك المجمع الذي تغلب عليه أسهم شركات التكنولوجيا 23?28 نقطة أو 0?81% إلى 2881?70 نقطة.
عدد اليوم
