الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حازم إمام: مشكلة الكرة العربية في غياب الوعي والتخطيط للمستقبل

حازم إمام: مشكلة الكرة العربية في غياب الوعي والتخطيط للمستقبل
28 يونيو 2014 00:23
أبدى حازم إمام لاعب الزمالك والمنتخب المصري الأسبق، فخره بنجاح الجزائر في التأهل للدور الثاني، من بطولة كأس العالم بالبرازيل، وشدد على أن هذا الإنجاز يعتبر بداية جديدة لـ «محاربي الصحراء» وللكرة العربية بشكل عام. وتحدث «الثعلب الصغير» لـ «الاتحاد» خلال وجوده بمدينه ريو دي جانيرو بالبرازيل، وفتح العديد من الملفات الخاصة بهموم الكرة العربية، وتقييمه للمونديال، والصدامات الخاصة بخروج المنتخبات الكبيرة من الأدوار الأولى. ووجه حازم في البداية التهنئة للشعب الجزائري على التأهل إلى دور الـ 16، وتشريف الكرة العربية، وتقديم وجه آخر غير مألوف خلال المشاركات الماضية للمنتخبات العربية في المونديال، وقال «صعود الجزائر أمر مفرح لكل الوطن العربي، كون «الأخضر» هو الممثل الوحيد للعرب، في ظل غياب القوى الكروية، سواء في أفريقيا وآسيا مثل السعودية والمغرب وتونس ومصر». وأضاف المنتخب الجزائري قوي، ويضم عناصر متميزة ولاعبين أصحاب مهارات، تربوا في أندية أوروبية، ويلعبون بدوريات قوية، لكن الملاحظ أن «الأخضر» عندما يتخلى عن خوفه، يكون أخطر من الناحية الهجومية، وهو ما ميزه أمام كوريا، وأيضاً أمام أستراليا، والمطلوب خلال المرحلة المقبلة، أن يتمسك ممثل العرب بالكرة الهجومية، مع التأمين الدفاعي، خاصة أن مباريات الدور الثاني لا تعرف التعويض، وأتمنى أن يوفقوا في المواجهة المرتقبة التي سوف تجمعهم بالمنتخب الألماني». وأشار حازم إلى أن المنتخب الألماني يعتبر من أقوى فرق المونديال، ويتمتع بقدرات فنية هائلة، وهو ما سوف يصعب المسؤولية على المنتخب الجزائري، وقال «بخلاف كل المنتخبات الأوروبية الأخرى، تجد المنتخب الألماني ثابت المستوى في كل محفل عالمي، فهو من النادر أن يخرج من الدور الأول للمونديال، كما أنه يكون دائماً في صلب المنافسة، وهذا يعود إلى وجود تخطيط وعمل مستمر ومتواصل، لدى المسؤولين عن الكرة الألمانية». وأضاف «أنا من أشد المعجبين بالكرة الألمانية والمنتخب الألماني، صحيح أنه لم يحسم لقب المونديال منذ سنوات عدة، ولكنه يوجد في فلك المنافسة دائماً، وهذا في حد ذاته أمر ليس بالهين، خصوصاً إذا ما رأينا بطل العالم، وهو المنتخب الإسباني يسقط بالضربة القاضية ويودع المونديال مبكراً». وعن الكرة العربية الغائبة عن المونديال، باستثناء منتخب واحد، وهو المنتخب الجزائري، قال «يحزنني عدم وجود أكثر من منتخب عربي بالمونديال، خاصة أن اللعبة لها مكانة كبيرة في منطقتنا، وينفق عليها الملايين كل عام، كما يتوافر في ملاعبنا لاعبون على أعلى مستوى، وعندما يحصلون على الفرصة للاحتراف الخارجي، يقدمون بصورة متميزة ويتألقوا في الملاعب». وأشار حازم إلى أن المسؤولين عن اللعبة في معظم الدول العربية لا ينظرون للمستقبل، ولا يضعون الخطط التطويرية الفنية، على غرار التجارب الأوروبية المتميزة، وقال «كل دول العالم تخطط لمستقبل اللعبة، حتى اليابان ما وصلت لما هي فيه بكرة القدم دون خطط طويلة المدى» وتابع «للأسف فإن مسؤولينا الرياضيين ينظرون تحت أقدامهم في أغلب الأحيان، وهو ما يؤثر على الكرة العربية بكل تأكيد، رغم وفرة المواهب واللاعبين أصحاب المهارات، ولكن ذلك وحده دون عمل وجهد وتخطيط لن يجدي فضلاً عن أن الجماهير نفسها لا تصبر على إعداد منتخب، أو على وضع خطة تطوير». وأضاف «بشكل عام أعتقد أن فكر الهواة لا يزال مسيطراً على الكثير من إدارات كرة القدم بدولنا العربية، وذلك رغم وجود مشاريع احترافية ناجحة، ودورياتها تتطور بسرعة الصاروخ، وأضرب مثالاً هنا بالدوري السعودي والإماراتي، كدوريات تطورت بفعل الاحتراف، ولكن غاب المنتخبان الإماراتي والسعودي عن المونديال برغم قوة لاعبيهم، وكنت أتمنى أن أرى الإمارات أو السعودية أو الكويت في نهائيات كأس العالم الحالية بالبرازيل». ولخص حازم بعض مشكلات الكرة العربية، قائلاً «أعتقد أن أبرز مشكلات الكرة العربية، تكمن في عدم الاستقرار الفني، وكثرة تبديل المدربين وغياب الاهتمام بالخطط العلمية للتطوير، خاصة على مستوى المراحل السنية، وقواعد الناشئين التي هي مصدر لا ينضب من المواهب القادرة على تغيير الصورة تماماً، ولكنها تأتي في آخر حلقات الاهتمام لدى من يخططون للعبة ». أما عن رأيه في البطولة بشكل عام، خاصة بعد خروج إسبانيا وإيطاليا وإنجلترا من الدور الأول، وهي الدول المرشحة للسير بعيداً في البطولة، خاصة إسبانيا قال «لم يفاجئني خروج إسبانيا المبكر، لأن طفرة الكرة الإسبانية وصلت لمرحلة النهاية، وهذا أمر طبيعي في كرة القدم، رغم أنني كنت متوقعا أن أرى أداء أفضل لمنتخب إيطاليا بعد التغييرات التي أجراها برانديللي، فعادة عندما يتم تغيير جلد أي منتخب ويمر بمرحلة إحلال وتجديد، قد يحتاج إلى وقت أطول حتى يصل للمرحلة المفترض أن يظهر عليها، والمنتخب الإيطالي حالياً يجدد دماءه، ويحاول تغيير الطريقة الدفاعية المشهورة عن «الكاتينيتشو». وتابع «بداية الطليان كانت قوية، أمام إنجلترا التي بدت مستسلمة للغاية، ثم رأينا المنتخبات اللاتينية التي تجيد استغلال البطولة بأفضل شكل، وتلعب الأرض هنا مع أصحابها، نرى الجماهير اللاتينية في كل مكان تقريباً، وعندما تلعب البرازيل أو كوستاريكا أو تشيلي وأوروجواي ترى الملعب ممتلئا بجماهيرهم، وهو عادة ما لا يتحقق في المباريات التي تقام بأوروبا أو آسيا وذلك لقرب البرازيل من جيرانها من الدول اللاتينية». وقال من علامات الاستفهام المرتبطة بالبطولة الحالية هو مستوى المنتخبات الأفريقية، وغانا يضم عناصر متميزة وأبطالاً لأفريقيا ومعظمهم مواهب شابة، ورغم ذلك كان الأداء متواضعا للغاية، وكذلك الأمر بالنسبة للكاميرون ونيجيريا رغم تأهل الأخيرة». وأضاف «خروج القوى الكبرى وسيطرة فرق أميركا اللاتينية بفعل قوة الدفع الجماهيري وعامل الأرض والجمهور، وغياب المستويات الفنية العالية، يجعل من مونديال البرازيل، بطولة غير مرتفعة فنياً بعد انتهاء دورها الأول، لقد شاهدنا مباريات كثيرة مملة، تفتقر للعب الفني المتميز الذي يليق ببطولة بحجم كأس العالم». وفيما يتعلق برأيه عن الغياب الدائم للمنتخب المصري عن المونديال منذ آخر ظهور له في عام 90، قال «هذا الأمر بات لغزاً، وليس له تفسير، فالدوري المصري متميز، ولدينا لاعبون على أعلى مستوى، ومن يحصل على فرصته الخارجية منهم يتألق بدليل تألق ميدو سابقاً وحاليا محمد النني ومحمد صلاح والأسماء المصرية الكثيرة التي تلعب بملاعب أوروبا». وأشار إلى أن ذلك يعود غياب «الفراعنة عن المونديال إلى نفسية اللاعب المصري، الذي يجيد في البطولات المجمعة، ولكنه لا يجيد في أداء المباريات الخاصة بتصفيات المونديال، والتي تقام بين فترة وأخرى، لكن بشكل عام لا يوجد تفسير وحيد عن سبب غياب مصر عن المونديال، خاصة إذا ما أخذنا في الاعتبار تأهل منتخبات ضعيفة للغاية، ولم تقدم أي لمحات فنية مثل المنتخب الإيراني الذي لا أعرف كيف تأهل لبطولة بهذا الحجم، فهذا المنتخب يدافع ولا يلعب كرة قدم، ولم يقدم أي مستوى ملفتاً للأنظار تقريباً». (ريو دي جانيرو - الاتحاد)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©