السبت 4 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

السياحة الداخلية للقادمين من الخارج فقط

28 ابريل 2006
استطلاع - قسم الاقتصاد:
طالب مشاركون في استطلاع 'الاتحاد' عن السياحة الداخلية بضرورة منحها اهتماماً أكبر، وقاموا بدعوة أصحاب المنتجعات والفنادق والمسؤولين عن القطاع السياحي للعمل على استقطاب المواطنين والمقيمين عبر تقديم تسهيلات وأسعار تفضيلية للسائح الداخلي، الذي يمثل خط الدفاع الأول عن القطاع في حال تراجعت حركة السياحة من الخارج لأي سبب من الأسباب التي لا يمكن التحكم فيها خاصة أن السياحة تعد من القطاعات الحساسة·
وطالب المشاركون في الاستطلاع المسؤولين عن القطاع بالبحث عن سبل استقطاب المواطنين والمقيمين، الذين يبلغ إنفاقهم السنوي على السياحة الخارجية أكثر من 81 مليار درهم، وإعطائهم أولوية في استراتيجياتهم التسويقية وعدم إهمالهم، سواء من ناحية التسويق أو الإعلان·
وشدد الخبراء على أهمية أن تولي الفنادق العاملة في الدولة اهتماما خاصا بالنزلاء من المواطنين والمقيمين بمنحهم أسعارا تشجيعية وليست تعجيزية على اعتبار أن اغلب المقيمين من هذه الفئة يذهبون إلى الفنادق مع عائلاتهم ويمكنهم تكرار زيارتهم أكثر من مرة خلال السنة·
وأرجع خبراء ومسؤولون في شركات سياحية ضعف الطلب على السياحة الداخلية، الأمر الذي تكشفه الإحصاءات التي تنشر بين الحين والآخر، إلى عدة عوامل أبرزها غياب ثقافة المنتج على مستوى الشركات السياحية والفنادق والقطاعات الأخرى في المجتمع كالمدارس والجامعات والمؤسسات والشركات فالمدارس لا تشجع الطلبة والتلاميذ على الرحلات والتعرف على المناطق الداخلية ومواقع الجذب السياحي في الدولة إلى جانب عدم وجود دراسات دقيقة لمعرفة الشريحة، التي يمكن استهدافها بالخدمات والتسهيلات السياحية المتاحة·
وأكد المشاركون أن التطور الذي يشهده القطاع في السنوات الأخيرة بفضل الجهود الكبيرة التي بذلتها الدولة، والتعاون والتكامل بين القطاعين العام والخاص، لن يكتمل في ظل إغفال جانب السياحة الداخلية، إذ تلعب دورا مهما وتعتبر محركاً رئيسياً لقاطرة النمو السياحي في العديد من الدول السياحية·
ولفتت مصادر في شركات سياحية إلى أن هناك مواطنين عندما يتصلون بالفنادق مباشرة للحجز أو من خلال شركة سياحية يحصلون على أسعار تفوق تلك التي يحصل عليها السائح من دول أخرى في المنطقة· لذلك، يقوم البعض بإجراء حجوزاته من خلال وكيل سياحي في دول مجاورة للحصول على سعر اقل، واعتبرت هذه المصادر موضوع الأسعار هو المعضلة الرئيسية أمام تنشيط السياحة الداخلية·
أشاد إبراهيم الذهلي، المدير العام ورئيس تحرير مجلة أسفار السياحية، بالمقومات السياحية التي تتمتع بها الإمارات· وقال: نتيجة هذه المقومات، أفضل بالطبع أن أقوم بالسياحة الداخلية خاصة أن هناك الكثير من المناطق في الإمارات لم نرها حتى الآن، والسياح يأتون إلينا من أوروبا واستراليا وآسيا ودول كثيرة في العالم للسياحة في بلادنا، وهذا يعني أننا بالفعل نملك مقومات سياحية عالية الجودة والقيمة·
وأضاف الذهلي: من الناحية العملية، لا تزال هناك صعوبات تواجه السياحة الداخلية، فعلى سبيل المثال ليست هناك رحلات شاملة منظمة داخليا، ولابد أن تعتمد على جهودك الشخصية للقيام برحلات سياحية داخلية، كما أن المعلومات المتوفرة عن السياحة الداخلية قليلة، والأسعار تخضع للمزاج الشخصي في حالات كثيرة، وهذا يجعل الشخص عمليا يفضل التوجه إلى رحلة سياحية خارجية منظمة،ومحددة الميزانية في الخارج·
وقال الذهلي إن المبالغة في أسعار الفنادق والمطاعم أمر محزن ومؤسف للغاية، لأنها تمثل مشكلة حقيقية تواجه المواطن والمقيم في الإمارات، فقد ارتفعت الأسعار بشكل كبير جدا في الفنادق خلال الفترة الأخيرة، ودائما يقولون إن ارتفاع الأسعار نتيجة زيادة الطلب على الفنادق، وان السوق المفتوح الخاضع للعرض والطلب يفرض زيادة الأسعار·
وأضاف: نحن لا نعترض على سياسة السوق الحر، ولكن نتيجة احتكاكي المباشر مع صناعة السياحة، اكتشفت أن الأسعار زادت فقط على المواطنين والمقيمين في الدولة فقط· أما الأسعار التي تقدم للسياح من الخارج والزوار الذين يحجزون من خارج الإمارات فأقل بأكثر من النصف فهل هذا منطقي، وهل هذا يشجع السياحة الداخلية؟!
وقال الذهلي: من خلال تجربتي الشخصية في بعض الدول العربية والأوروبية، أجد أن الأسعار المقدمة للسائح تزيد بأكثر من الضعفين عن المواطن والمقيم في تلك البلاد، وهذا طبيعي ومنطقي، وعندما تحدث أزمة داخلية في مصر مثلا وتنخفض أعداد السياح في المنتجعات الساحلية، يكون السائح الداخلي هو خط الدفاع الذي ينقذ السياحة بإقباله على السياحة الداخلية· ولن أقول لك إنني أريد أسعارا خاصة للمواطنين في الإمارات، ولكن على الأقل نتساوى في السعر مع السائح الخارجي، الذي يحصل على أسعار اقل منا بكثير·
وقال الذهلي: مستوى الخدمة المقدمة في فنادق الإمارات جيدة أو جيدة جدا، ويجب أن نكون منصفين فمستوى الخدمة في فنادقنا متميز، ولكن السؤال هو: هل نحصل فعلا على خدمة توازي ما ندفعه؟ والإجابة هي: إن ما ندفعه يفوق بلا شك الخدمات المقدمة·
وقال الذهلي إن ما ينقص الإمارات لجذب المواطن والمقيم أولا المعلومة الصحيحة عن الأسعار والخدمات، والبرامج السياحية المتكاملة، والعروض الخاصة في المواسم والإجازات ونهاية الأسبوع· وإذا نظرت للفنادق الآن ستجد أنها لم تعد تنشر إعلانات عن عروض خاصة في الصحف والمجلات، فقد اكتفت هذه الفنادق بنسب الإشغال الخارجية، وأهملت السوق الداخلي رغم انه كبير ومهم جدا، ويمكن أن يكون العائد منه أكثر بكثير، فالسائح الداخلي ينفق أكثر داخل الفندق، كما أنها ستستفيد من إقامة علاقات دائمة مع المجتمع المحلي·
مبالغات سعرية
قال مبارك سيف المزروعي، مدير إدارة العلاقات العامة بالوكالة في دائرة البلديات والزراعة- بلدية أبوظبي- إن الإمارات تحظى بالكثير من الأماكن الجميلة التي تلبي رغبات من يعشقون الطبيعة والهدوء، فالبر يوفر للنفس الراحة والمتعة والصفاء، والبحر بشواطئه الجميلة ومياهه الدافئة مصدر جذب كبير لمن يحب أن يمارس فيه الهوايات والرياضات البحرية· لذلك فأنا أفضل السياحة داخل وطني خلال فترة الشتاء، أما في الصيف ونسبة لحرارة الجو أفضل السياحة خارج الدولة وإن كانت تكاليفها أكثر·
وفيما يتعلق بالأسعار، قال: الأسعار والخدمات في الفنادق في الدولة مبالغ فيها وتشهد ارتفاعاً كبيراً خاصة في موسم المهرجانات أو العطلات، وطالب المزروعي بوضع ضوابط للحد من الارتفاع غير المنطقي للأسعار خاصة بالنسبة للمواطنين والمقيمين، الذين يجب أن يحصلوا على أسعار مخفضة حيث لا يكلفون الفندق نفقات مثل التأشيرات وتأمين المواصلات·
وقال: رغم أن الفنادق مؤسسات ربحية، فلا بد أن يكون ذلك من خلال مستوى الخدمات وعوامل الجذب التي تقدمها لزبائنها، أما الاهتمام بالجوانب الاجتماعية فهو أمر يتعلق بالجهات المسؤولة عن الفنادق، فالحفاظ على الأخلاقيات والعادات والتقاليد الاجتماعية مسؤولية تقع على عاتق الجميع، فنحن بلد عربي مسلم لنا خصوصيتنا وتقاليدنا التي يجب أن نحافظ عليها ولا نترك المجال لأي كان للعبث بها·
أولوية قصوى
من جانبه أكد خالد الكندي، مدير إدارة العلاقات العامة بشركة 'جاسكو'، أهمية السياحة الداخلية لتعريف أفراد المجتمع بمدى تقدم وازدهار مدن الدولة·
وأضاف الكندي: تضع 'جاسكو' الاهتمام بالسياحة الداخلية من ضمن أولوياتها ووضعت في أجندتها برامج لتعريف موظفي الشركة من مواطنين ومقيمين بمعالم البلاد السياحية والثقافية، مشيرا إلى الاهتمام المتزايد من قبل المسؤولين للترويج لدولة الإمارات على المستوى العالمي· وقال: يعكس نجاح المهرجانات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية التي تقام في أرض الإمارات قدرة الدولة على استقطاب المزيد من السياح من الخارج والداخل· وبالنسبة لموضوع المبالغة في الأسعار، قال إن أي سائح يحب الرفاهية ولا بد أن يدفع ثمنها·
وفيما يتعلق باختلاف معاملة المواطن والمقيم عن السائح الأجنبي، يقول: أعتقد أن أنظمة الرحلات التي تنظم عادة في دول العالم أو بعضها تختلف عن دول الخليج أو الإمارات، فالسياح هناك يسافرون عادة في مجموعات ولا تكلف تلك المجموعات السياحية الفرد إلا القليل·
وأضاف: الإمارات لا تحتاج لأي نوع من أشكال الدعم لجذب السياح فقد نجحت في وضع اسمها على خارطة السياحة العالمية، ونجحت في استقطاب السياح من كافة أنحاء العالم بفضل سمعتها ومكانتها·
قال محمد بن سرحان، إن دولة الإمارات أصبحت قبلة للسياح وتزخر بالكثير من المواقع السياحية الجميلة، مشيراً إلى ضرورة إنشاء هيئة اتحادية للسياحة وذلك لتنسيق الجهود لما فيه المصلحة العامة· وأضاف: بدأ الكثير من المواطنين والمقيمين يتجهون للسياحة الداخلية، وإنه يحبذ السياحة الداخلية على الخارجية حيث الفنادق المختلفة المستويات والتي تناسب ميزانية جميع أفراد المجتمع أيضا هناك الشواطئ النظيفة·
ومع ذلك، يدعو سرحان لضرورة أن تكون هناك معاملة تمييزية للمواطنين والمقيمين لأنهم يشكلون زبائن دائمين، الأمر الذي يحقق للفنادق الأرباح التي تسعى إليها· ودعا الهيئات والدوائر المعنية بالسياحة للتفكير في إنشاء فنادق تناسب العائلات العربية والمسلمة·
من جانبه، أكد علي عبدالله أن مستويات الفنادق في الإمارات تعد من أفضل المستويات في العالم لكنه يرى أن الأسعار مبالغ فيها، وقال: هيأت الفنادق نفسها لاستقبال السائح الأجنبي أما السائح العربي أو المقيم فيأتي في آخر اهتمام هذه الفنادق على اعتبار انه لا يمثل ثقلا ماديا· وأشار علي عبدالله إلى ضرورة تنويع مصادر الدخل للفنادق والاستفادة من المواطنين والمقيمين وتوفير البدائل المناسبة له ولأسرته من خلال فنادق تناسب المجتمعات الإسلامية وتخصيص شواطئ عائلية لخصوصية المجتمعات المسلمة·
زيادة الفنادق
ويرى شهرزاد أحمد، موظف في إحدى شركات السياحة، أن الإمارات تزخر بالكثير من المعالم السياحية التي تفتقد إليها بعض الدول، مؤكداً أن الخدمات ممتازة وراقية، وأشار إلى ضرورة توجه أفراد المجتمع إلى السياحة الداخلية حيث استطاعت الدولة بفضل تفكير مسؤوليها من توفير بنية سياحية جيدة يعتمد عليها في استثمار سياحي تستطيع الدولة أن تجني من خلاله الأرباح التي تعود بالنفع على المؤسسات الحكومية والأفراد· وقال شهرزاد: يجب زيادة عدد الفنادق وأن تتنوع حيث تشهد الإمارات إقبالا منقطع النظير من قبل السياح الأجانب ما يشغل جميع الغرف المتوفرة في جميع الإمارات خصوصاً أبوظبي ودبي والشارقة وعجمان·
وطالب شهرزاد ببناء فنادق تراثية وهي ما تسمى 'الخانات' القديمة حيث يرغب السائح بالنزول في مثل هذه الفنادق، مؤكداً افتقار الدولة لمثل هذه الفنادق، وقال شهرزاد إن الكثير من السياح يقبلون على الإقامة في مثل هذه الأماكن· وقال إن الأسعار تختلف حسب درجة الفنادق وإن كان تخفيض الأسعار يسهم في زيادة وتفعيل السياحة الداخلية·
أما أحمد سعيد راشد، فيفضل السفر إلى الخارج لقضاء أجازته معللاً ذلك بارتفاع الأسعار في فنادق الدولة التي تعامل السائح الأجنبي من خارج الدولة معاملة مختلفة عن المقيمين في الدولة من مواطنين ووافدين، وقال إن تكاليف إقامة أسبوع في فنادق الدولة تكفي لقضاء شهر في بعض الوجهات السياحية خارج الدولة· ويؤكد مبارك مسلم أن فنادق الدولة لا تراعي أي اعتبارات اجتماعية وتهتم بالربح فقط كمعيار لمدى نجاحها ، الأمر الذي يحرم العديد من الأسر من قضاء إجازتها في الداخل·
وأشار إلى أن تكاليف السياحة داخل الدولة تفوق السياحة في الخارج، ما يدفع الشباب للسفر إلى الخارج وعدم الاستمتاع بالسياحة الداخلية·
وأكد مبارك مسلم أن الدولة تضم مناطق سياحية رائعة لا توجد في مناطق أخرى ولكن للأسف عدم اهتمام المسؤولين بعوامل الجذب السياحي لها حرم الكثير من أبناء الوطن من الاستمتاع بها·
موازين مقلوبة
ويتساءل محمد خميس: كيف يمكن أن تصل تكاليف إقامة المواطن في أحد فنادق الدولة إلى ثلاثة أو أربعة أمثال تكلفة السائح من خارج الدولة المقيم في نفس الفندق ويحصل على نفس الخدمات التي يحصل عليها المواطنون، فيما يفترض أن يحدث العكس، أي أن يمنح المواطنون خصما ومعاملة مختلفة حتى يتم جذبهم للسياحة الداخلية·
ويؤكد محمد راشد أن الدولة يجب أن يكون لها دور رئيسي في تشجيع السياحة الداخلية لجذب المواطنين إليها خاصة من خلال وضع نظام خاص للمواطنين والمقيمين في الدولة حتى يتمكنوا من الاستمتاع بالمناطق السياحية· وأشار إلى أن أسعار الغرف والمطاعم والخدمات داخل فنادق الدولة مبالغ فيها ولا تشجع أحداً على دخولها·
وقال نضال الأسعد، موظف، إن السياحة الداخلية مازالت في بداياتها ويلزمها التنشيط والتوعية، وعلى سبيل المثال فإن مدينة خورفكان جميلة لكنها ليست معروفة على نطاق واسع· وأضاف الأسعد: ستنشط توعية الناس القطاع وتخلق مناخاً سياحياً جاذباً خاصة أن الدولة بها إمكانيات كبيرة وقابلة للتطور، وإذا تم تنظيم حملات توعية مكثفة للسياحة الداخلية سيكون لها مردود مادي كبير·
ويرى أحمد الحرباوي، موظف، أن أغلب من يأتي من الخارج يتركز اهتمامهم على مهرجان دبي للتسوق وليس على المناطق السياحية في الدولة· ويدعو لإقامة حملات ترويجية للمناطق السياحية في الدولة من خلال مهرجان دبي، ما يسهم في زيادة التوعية بها· وأضاف الحرباوي: هناك الكثير من الحدائق والجزر والمنتجعات السياحية الجميلة التي لا نعرف الكثير عنها·
وقال سلطان عبدالله، موظف، إن السياحة الداخلية في الدولة تطورت بشكل كبير مؤخراً إلا أن السياحة في فترة الصيف مستحيلة في الدولة لأن الطقس وحرارته تحرم السائح من متعة المناظر· وعن أسعار الفنادق وخدماتها، قال: لا أعتقد أنها مبالغ بها وهذه الأسعار المتعارف عليها في مختلف الدول، أما عن معاملة الفنادق للمواطن والمقيم بالفعل تختلف عن السائح القادم من خارج الدولة لأن أسعار الخدمات المقدمة لهذه الفئة بها نوع من التخفيض لاجتذابهم·
من جانبه، قال محمد بن علي، موظف، إن الدولة تتميز بكثرة الأماكن الترفيهية بها والتخفيض الدائم في أسعار خدمات الفنادق بالنسبة للمواطنين والمقيمين في الدولة وهناك الكثير من الفنادق التي تهتم بتوفير الأجواء الترفيهية للأسر· وأوضح بن علي أن ما ينقص الدولة لتجتذب السياح من المواطنين والمقيمين أن يتم الترويج بشكل جيد للوجهات السياحية في الدولة·
ويقول سلطان آل صالح، عضو مجلس إدارة نادي الإمارات: اقضي جميع إجازاتي داخل الدولة سواء داخل الفنادق أو لدى الأقارب المنتشرين في جميع إمارات الدولة· وأرى أن الخدمات المقدمة في الفنادق للمواطنين لا تقل أبدا عما يحصل عليه السياح فالعبرة ليست فقط بمستوى الخدمة الفندقية لكن روح الحميمية ومراعاة فروق الثقافات بين الشعوب والأجناس كل ذلك يؤخذ في الحسبان·
وأضاف آل صالح: أثبتت تجربة إمارة دبي في الجذب السياحي نجاحها من خلال مهرجانات صيف دبي والتسوق والعديد من الفعاليات الأخرى التي تمتد طوال العام ويمكن للإمارات الأخرى أن تحذو حذوها· ويستدرك قائلاً: تبقى مغريات الجذب السياحي خلال فصل الصيف للمواطنين والمقيمين قليلة نسبيا حيث أن ارتفاع درجات الحرارة يقف عائقا دون جذب مزيد من السياح داخليا وخارجيا خلال هذه الشهور·
معاملة خاصة
من جانبه، يقول عارف الزعابي: لا يمكن لإنسان مهما كان أن يكتفي بالسياحة الداخلية فهي رغم أنها مطلوبة خاصة في موسمي الشتاء والربيع التي يكون فيها الطقس مثاليا، فإن المرء لا يستطيع أن يستمتع بالسياحة الداخلية خلال شهور الصيف·
ويضيف الزعابي: يجب على الجهات المختصة في المجال السياحي معاملة 'السائح' المواطن والمقيم داخل الدولة معاملة خاصة بحيث نقدم أسعارا اقل مما نقدمها للسائح الأجنبي بهدف الجذب السياحي كما يحدث في العديد من دول العالم· ويشير إلى أن المعاملة التي يحصل عليها المواطنون والمقيمون داخل الفنادق لا تقل عن تلك التي يحصل عليها السائح الأجنبي· وقال: ما تتطلبه السياحة في الإمارات هو الترويج الجيد للمنتجعات والشواطئ والفنادق المنتشرة في جميع ارجاء الدولة حتى يكون للنشاط السياحي عائد يناسب ما تم إنفاقه على هذه المنتجعات والشواطئ·
وقال المهندس جمال عبدالناصر إن مفهوم السياحة الداخلية غير واضح بالنسبة لي فأنا على سبيل المثال لا أستطيع أن أقيم مع أسرتي في فندق مثلا خارج أو داخل الإمارة التي أقيم فيها خلال عطلة نهاية الأسبوع حيث يحتاج ذلك إلى مبالغ باهظة لكن اذا كان الحديث عن السياحة بمفهومها الواسع فإنني انتقل تقريبا أسبوعيا إلى الإمارات الأخرى وأزور المتاحف والحدائق والمتنزهات في دبي والشارقة وابوظبي·
ويضيف عبدالناصر: مستوى ما يقدم من خدمات في الأماكن التي ارتادها يفوق بكثير ما يقدم في العديد من البلاد الأخرى·
نموذج عالمي
ويرى سيد حامد، محاسب، أنه على الرغم من توافر خدمات سياحية غير مسبوقة في العديد من إمارات الدولة إلا أن الترويج السياحي في العديد من الإمارات دون المستوى ويضيف: زرت دول في آسيا ولم أجد خدمات تضاهي ما يقدم هنا لكن مازالت المغريات خلال فصل الصيف اقل من الطموح ويتساءل: هل يوجد بلد في العالم يتمتع بشمس مشرقة على مدار ستة أشهر سنويا إضافة إلى توفر رياضات مثل التزلج على الماء وتسلق الجبال والغوص والصيد والتسوق وغيرها من الهوايات الممتعة، ويجيب: لا يتوافر ذلك سوى في الإمارات وبعض الدول الخليجية الأخرى·
ويعتقد ممدوح فرح، محامي أن أسعار الخدمات السياحية التي تقدم للمواطنين والوافدين إذا قيست بمستويات الدخول، فإنها تعتبر مناسبة إلى حد كبير· ويضيف: هناك ثقافة سائدة تشير إلى أن السياحة تعني مغادرة المكان الذي نقيم فيه والانتقال إلى أي مكان آخر حتى لو كان مستوى الخدمات المقدمة في هذا المكان اقل وبحسبة بسيطة نستطيع القول إن تكلفة إقامة أسرة في اوروبا لمدة أسبوعين تكفي للإقامة في فندق فخم داخل الدولة لمدة شهر لكن تبقى مشكلة التفرقة في المعاملة بين السائح الأجنبي والعربي داخل كل الدول العربية، ففي العديد من الأحيان يحصل الأجنبي على مزايا لا يستطيع المواطن أو العربي الحصول عليها·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©