عواصم (وكالات) - دعت الولايات المتحدة، أمس، الأتراك إلى عدم الانجرار وراء الأعمال التي تؤجج العنف. في وقت انتقدت فيه الحكومة الألمانية تصدي الشرطة التركية للمتظاهرين خلال عملية إخلاء ميدان تقسيم في إسطنبول.
وقال الناطق باسم البيت الأبيض جاي كارني “إن الولايات المتحدة تواصل مراقبة الأوضاع في تركيا بقلق، وتعتقد أن معظم المتظاهرين هم محتجون سلميون يطالبون بحقوقهم بطريقة سلمية”. وأثنى على قيام الشرطة بالتحقيق في الادعاءات باستخدام العنف ضد المتظاهرين، داعياً جميع الأطراف إلى عدم الانجرار وراء الأعمال الاستفزازية التي تؤجج العنف.
جاء ذلك، في وقت حذرت فيه مؤسسة “وايزدوم نت” التي تضم حوالي 1000 أكاديمي ورجل أعمال تركي في الولايات المتحدة، من الهدف من وراء الاحتجاجات ضد حكومة رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان في إسطنبول وبعض المدن. وانتقدت منظمي الاحتجاجات الذين نشروا إعلاناً في “نيويورك تايمز” بعنوان “ماذا يحدث في تركيا”، ويتحدث عن تقلص الحريات وعنف الشرطة. وأشار البيان إلى أن حكومة “العدالة والتنمية” وسعت نطاق الحريات في تركيا منذ أن اعتلت سدة الحكم، وأوضح أن الإعلام الغربي ضخم الاحتجاجات بطريقة مقصودة، ونشر تعليقات لمحللين ليس لديهم أي معلومات عن الوضع أو أساس الاحتجاجات.
من جهته، قال مفوض الحكومة الألمانية لشؤون حقوق الإنسان ماركوس لونينج، في تصريحات لمحطة “إن تي في” الألمانية، “يساورني قلق كبير عندما أرى استخدام مدافع المياه والمعدات الكبيرة لإخلاء ميدان تقسيم”. وذكر أنه لا يجوز على الإطلاق استخدام العنف ضد المدنيين، محملاً مسؤولية ذلك للسلطة السياسية. وناشد أردوغان الاهتمام بكفالة الحق في حرية التعبير والتجمع، وقال “نناشد الحكومة التركية احترام حقوق مواطنيها..تركيا أحرزت تقدماً كبيراً، لكن هناك انتكاسات حدثت خلال العامين الماضيين، خاصة في حرية الرأي”.
وطالب حزب “اليسار” الألماني المعارض الحكومة الألمانية بإنهاء دعمها لما وصفه بـ”نظام حزب العدالة والتنمية السلطوي”. وقالت المتحدثة باسم الكتلة البرلمانية للحزب سيفيم داجديلين في برلين “يتعين وقف التعاون الشرطي والمخابراتي والعسكري مع أردوغان فوراً”. واعتبرت تصدي الشرطة للمتظاهرين لإخلاء ميدان تقسيم، استفزازاً من أردوغان، وقالت “هذا يهدد بمذبحة منظمة بين المتظاهرين”. وطالبت الحكومة الألمانية باستدعاء السفير التركي، وقالت “يتضح باستمرار أن ما يهم أردوغان فقط هو ترسيخ حكم استبدادي في تركيا”. لكن حزب الخضر الألماني المعارض دعا في الوقت نفسه إلى مواصلة المحادثات حول انضمام أنقرة للاتحاد الأوروبي. وقال رئيس الحزب سيم أوزدمير في تصريحات لصحيفة “شتوتجارتر تسايتونج” الألمانية “يجب عدم التخلي عن دعم التحول الديمقراطي في تركيا..لدى أردوغان الحق في أن يقول إنه منتخب ديمقراطياً، لكن معارضيه لديهم حق أيضاً عندما يقولون إن الفوز في الانتخابات لا يعني أن يفرض المنتصر على الخاسر نمطه في الحياة”.
وناشد خبير الشؤون الخارجية في الكتلة البرلمانية للتحالف المسيحي الذي تنتمي إليه المستشارة أنجيلا ميركل، إقامة شراكة مميزة بين الاتحاد الأوروبي وتركيا. وقال فيليب ميسفيلدر “إنه تم التهاون في التحفيز على إبرام شراكة مميزة مع تركيا في أوروبا رغم تفضيل التحالف المسيحي لتلك الشراكة”.
عدد اليوم
