الخميس 9 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كوستاريكا تذهل العالم بـ «فوت فولي» و«الذخيرة الصغيرة»

كوستاريكا تذهل العالم بـ «فوت فولي» و«الذخيرة الصغيرة»
27 يونيو 2014 01:41
تمكن منتخب كوستاريكا «المفاجأة الكبيرة» للمونديال من قهر أوروجواي والتفوق على إيطاليا والتعادل مع الإنجليز، ليحتل صدارة المجموعة الرابعة، بعد أن كان مرشحاً قوياً لدور «الضحية»، فإذا به يطيح بالرؤوس الكبيرة، ويتأهل في الصدارة للمجموعة التي حصلت منتخباتها الثلاثة الأخرى على كأس العالم 6 مرات، بواقع 4 لإيطاليا، وثنائية لأوروجواي، ولقب للإنجليز، فيما لم يتجاوز الإنجاز الأكبر في تاريخ المنتخب الكوستاريكي الملقب بـ«التيكوس» الوصول إلى دور الـ 16 في كأس العالم. ولا يزال السؤال الذي يتردد على ألسنة الملايين من متابعي المونديال، كيف تمكن المنتخب الكوستاريكي من تقديم هذه العروض المبهرة؟، وما سر المعجزة الكوستاريكية في «البرازيل 2014»؟، لا يمكن لأبناء كوستاريكا أنفسهم الإجابة على هذه التساؤلات الحائرة، أو تفسير ما حدث بصورة واقعية، إلا أن هناك بعض الأسباب التي يمكن القول إنها كانت من العوامل المساعدة لظهور المنتخب الذي يمثل أميركا الوسطى والكاريبي في المونديال بهذه الصورة المبهرة، ويمكن رصدها في 4 أسباب. «فولي فوت» 01 يعتمد المنتخب الكوستاريكي في تدريباته اليومية على ممارسة لعبة «الفوت فولي» التي تتمتع بشعبية كبيرة في دول أميركا الوسطى والشمالية والكاريبي، وكذلك في أميركا الجنوبية، حيث ترتبط اللعبة بالشواطئ والرمال والبحر، وهي البيئة التي تحاصر دول أميركا الوسطى من كل جانب، واللعبة المشار إليها هي كرة طائرة تتم مارستها بالقدم وليس اليد، مما يرفع من معدلات اللياقة الذهنية، ويرتقي بالمهارات الفردية، فضلاً عن تأثير الـ«فوت فولي»، اللافت في تأكيد جماعية الأداء والتناغم بين اللاعبين، والأهم رفع درجة التحمل، أي الأداء البدني العالي لمدة 90 دقيقة. والمتتبع للأداء الكوستاريكي في المونديال، سوف يكتشف أنهم يتمتعون بدرجة عالية من التفاهم، والقدرة على غلق المساحات في وجه المنافسين، فضلاً عن اللياقة البدنية والذهنية العالية، وغيرها من مقومات التفوق التي اكتسبوا جزءاً منها من «الفوت فولي». تخصص بينتو 02 المدير الفني للمنتخب الكوستاريكي خورخي لويس بينتو، الذي يتولى تدريب الفريق منذ عام 2011، لديه شهادة في التربية البدنية، مما يجعله أكثر قدرة على رفع المعدلات اللياقية لعناصر المنتخب الكوستاريكي، ولكنه لا يفعل ذلك بمعزل عن التدريبات الفنية والخططية، وكان لهذا المزيح من الوعي التكتيكي وأساليب رفع اللياقة البدنية دوره الكبير في تألق المنتخب الكوستاريكي، الذي أبهر العالم بالدفاع المنظم والهجوم السريع، والتحرك في كافة زوايا وأركان الملعب لمدة 90 دقيقة دون كلل أو ملل. المدرب الكولومبي بينتو يبلغ 61 عاماً، وفي سيرته التدريبية 20 تجربة منذ أن بدأ أولى خطواته عام 1984 مع فريق المليونيرات الكولومبي، ليتنقل فيما بعد بين أندية كولومبيا وبيرو وإكوادور، فضلاً عن تجربة تدريبية قصيرة مع المنتخب الكولومبي الأول، ولم يكن بينتو يملك في سجله نجاحات لافتة على مستوى المنتخبات، سوى التأهل مع كوستاريكا للمونديال الحالي، ولكنه بدأ مسيرة المجد الكبير في البرازيل، بالتأهل إلى دور الـ 16، وإسقاط 3 منتخبات. دوري مجهول 03 ثالث العوامل التي مهدت الطريق للمفاجأة الكوستاريكية، هو الدوري المحلي«المجهول» البعيد عن عيون المنافسين، ويعتمد بينتو على تشكيلة مكونة من عناصر محلية وبعض الوجوه المحترفة في الخارج، حيث يوجد في قائمة الـ23 لاعباً الذين ذهبوا إلى البرازيل 12 لاعباً من الدوري المحلي وبعض بطولات الدوري في منطقة أميركا الوسطى والشمالية. أما العناصر المحترفة فقد تمكنت من تحقيق الإضافة المطلوبة لتكوين منتخب قوي فاجأ العالم، وعلى رأس المحترفين الحارس كيلور الذي يعد من أحد أفضل حراس الليجا، بل أفضلهم بتصديه لـ 78 % من هجمات الخصوم على مرمى فريقه ليفانتي، مما جعله واثقاً في مواجهة نجوم أوروجواي وإيطاليا وإنجلترا بفضل خبرته في دوري إسبانيا. وأطلق نافاس تصريحاً قبل انطلاقة المونديال، تحقق جزء منه على أرض الواقع في البرازيل، حيث قال: «لا مستحيل في الحياة، ولا مستحيل في كرة القدم، نواجه منتخبات قوية اعتادت على لعب أدوار متقدمة في المونديال، إنه تحد كبير، المهم هو ما يحدث داخل الملعب، ستكون هناك 90 دقيقة من الأمل في كل مباراة». الذخيرة الصغيرة 04 رابع العناصر التي رسمت طريق النجاح لكوستاريكا، هو قوة قاعدة الناشئين والشباب على مستوى التدريب والإعداد، وليس على المستوى العددي، حيث لا يتجاوز سكان كوستاريكا 4.5 مليون نسمة، ولكن الاهتمام بقطاعات الناشئين، واكتشاف الموهوبين بدأ منذ 10 سنوات، وأتى ثماره في مونديال الشباب 2009 في مصر. والمصادفة أن منتخب كوستاريكا للشباب والذي تأهل منه بعض اللاعبين للمنتخب الحالي الذي يشارك في مونديال البرازيل، هو نفس المنتخب الذي فاز على منتخب الإمارات للشباب في ربع نهائي كأس العالم في مصر عام 2009، كما تفوقوا على منتخب مصر في دور الـ 16، ويبدو أن ملامح منتخب قوي يمكنه أن يبهر العالم، قد تشكلت في مصر، واكتملت فصولها في مونديال البرازيل، حيث يخوض بينتو المباريات بمزيج متجانس من عناصر الخبرة والشباب، كما نجح في الجمع بين المحليين والمحترفين في نسيج متجانس. (ريو دي جانيرو - الاتحاد) لاناسيون: ترشيحات الفوز في مصلحتنا للمرة الأولى في تاريخنا استبقت صحيفة «لاناسيون» الصادرة في كوستاريكا مواجهة منتخب بلادها مع نظيره اليوناني في دور الـ 16، بنشر تقرير أشارت فيه إلى أنها المرة الأولى في تاريخ الـ «تيكوس» في جميع مشاركاته بالمونديال، التي يصبح خلالها مرشحاً للفوز، وفقاً للمراهنات التي تجتاح بعض دول العالم تزامناً مع إقامة كأس العالم، وهو ما يؤكد تغير نظره الملايين من متابعي المونديال وعشاق الكرة العالمية للمنتخب القادم من الكاريبي. وكانت كوستاريكا قد بدأت رحلتها مع كأس العالم عام 1990 بالتأهل إلى دور الـ 16 في مفاجأة كبيرة في حينه، وعادت للظهور في 2002 ثم 2006 ولكنه كان ظهوراً خجولاً، شهد خروجها من الدور الأول، واحتلت كوستاريكا المرتبة الـ 31 من بين 32 منتخباً شاركت في مونديال 2006، إلا أن العودة القوية في «البرازيل 2014» أبهرت العالم بعد التأهل في صدارة مجموعة الموت التي ضمت أوروجواي وإيطاليا وإنجلترا، وخاض المنتخب الكوستاريكي طوال تاريخه في المونديال 13 مباراة، حقق الفوز في 5 منها، وتعادل في مباراتين وتلقى 6 هزائم، ومن الناحية التهديفية سجل 16 هدفاً، ودخل مرماه 21 هدفاً. (ريو دي جانيرو - الاتحاد)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©