لومي، باريس - أكد قائد منتخب توجو لكرة القدم الكسيس روماو بأنه لن يتوجه إلى ليبيا لخوض مباراة منتخب بلاده ضمن تصفيات كأس العالم والمقررة بعد غد، إلا في حال تواجد رئيس الاتحاد الدولي جوزيف بلاتر هناك، وعلى مقاعد اللاعبين الاحتياطيين.
وأوضح روماو أن باقي أفراد المنتخب يخشون من تكرار حادثة كابيندا على هامش كأس الأمم الأفريقية في أنجولا عام 2010 عندما تعرضت الحافلة التي كانت تقل المنتخب التوغولي إلى هجوم مسلح أدى إلى وفاة اثنين من الوفد.
وقد غادر روماو وزميله جوناثان إييتي الذي يلعب في صفوف بريست الفرنسي فندق المنتخب في العاصمة التوجولية لومي باتجاه فرنسا أمس الأول. واعتبر لاعب وسط مرسيليا بأن الصرخة التي أطلقها حول تأمين سلامة لاعبي توجو لم تلق الصدى المطلوب لدى الجهات الرياضية العليا، وذلك على الرغم من نقل مكان المباراة من بنغازي إلى طرابلس.
وقال روماو لصحيفة “ليكيب” الفرنسية الواسعة الانتشار أمس: “ندائي لم يؤخذ على محمل الجد وبالتالي لن أذهب إلى ليبيا حيث لا أشعر بالأمن حتى في طرابلس، إلا في حال توجه رئيس “الفيفا” جوزيف بلاتر معنا إلى هناك، ويمكث في الفندق ذاته، ويجلس معنا على مقاعد اللاعبين الاحتياطيين”.
وكانت توجو تأمل في نقل المباراة على أرض محايدة بسبب استمرار غياب الأمن بعد حقبة معمر القذافي، حتى أن السلطات الفرنسية حذرت مدرب توجو الفرنسي ديدييه سيكس بأنها لا تستطيع ضمان أمنه هناك. وتابع قائد توجو: “لا نملك أي فرصة لكي يتم تحقيق طلبنا، لكن الفكرة تكمن في تغيير الأمور على المدى الطويل، ولا يمكن أن نبقى صامتين إلى الأبد، لقد أبلغت المدرب بقراري وقد تفهم ذلك تماماً، حتى هو ليس واثقاً من الذهاب إلى ليبيا”.
من جهته، كشف سيكس “بعض اللاعبين أعربوا لي عن رغبتهم في عدم التوجه إلى ليبيا، سأرى كم عدد اللاعبين الذين سيبقوا في حوزتي، لا ندري حتى موعد مغادرتنا لومي حتى الآن”.
وكان الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) قد أعلن أمس الأول أن مباراة ليبيا وضيفتها توجو ضمن الجولة الخامسة قبل الأخيرة من منافسات المجموعة التاسعة ضمن الدور الثاني للتصفيات الأفريقية المؤهلة إلى مونديال 2014 في البرازيل، ستقام في طرابلس بدلاً من بنغازي. وكانت المباراة مقررة على ملعب مدينة بنينة القريبة من بنغازي بيد أن أعمال العنف التي شهدتها الأخيرة الأحد الماضي وأوقعت 31 قتيلاً وأكثر من 100 جريح في مواجهات بين كتيبة ثوار سابقين ومتظاهرين، أدت إلى مخاوف لدى التوجوليين لخوض المباراة في بنينة. وأعرب قائد توجو اليكسيس روماو بوضوح عن تخوفه وزملائه من خوض المباراة في بنينة التي تبعد عشرات الكيلومترات عن بنغازي، وقال في تصريح لصحيفة “ليكيب” الفرنسية: “لقد قتل أكثر من 30 شخصاً ويريدوننا أن نلعب هناك، نشعر بأننا معرضون إلى الخطر”.
وكان الاتحاد التوجولي وجه رسالة إلى الاتحاد الدولي قبل هذه الهجمات، للإعراب عن قلقه وكان يستعد مجدداً للجوء إلى الاتحاد الدولي لطلب نقل المباراة إلى مدينة أخرى وذلك بحسب ما أعلنه المتحدث باسم الاتحاد التوجولي أمافي باتاتو في تصريح لوكالة فرانس برس قبل قرار نقل المباراة إلى طرابلس. وأضاف: “لم ينس الوفد التوجولي حتى الآن هجمات كابيندا”، في إشارة إلى الاعتداء المسلح الذي تعرضت له حافلة المنتخب التوجولي في 8 يناير 2010 في مدينة كابيندا الأنجولية من طرف بعض الانفصاليين قبل انطلاق كأس أمم أفريقيا حيث قتل شخصان من الوفد التوجولي.
وبحسب مصدر من الاتحاد الليبي لكرة القدم، فانه تلقى رسالة الأحد الماضي من الاتحاد الدولي طالبه فيها الأخير بتقديم ضمانات قبل الثلاثاء من أجل السير الجيد للمباراة عقب أحداث بنغازي. وبحسب المصدر نفسه، فان الاتحاد الدولي أقنع الاتحاد الليبي بنقل المباراة إلى طرابلس، خصوصا بعد السير الجيد لمباراته الأولى أمام الكونغو الديمقراطية على ملعب طرابلس الدولي.
وكان المنتخب الليبي استقبل نظيره الكونغولي الديمقراطية في طرابلس في أول مباراة رسمية له على أرضه منذ أكثر من عامين. وانتهت المباراة بالتعادل السلبي دون أن تشهد أي حوادث خارج الملعب.
وتتقاسم ليبيا صدارة المجموعة التاسعة برصيد 6 نقاط وفارق الأهداف أمام الكاميرون، وبفارق نقطة واحدة أمام الكونغو الديمقراطية الثالثة، ونقطتين أمام توجو الرابعة والأخيرة. وتسعى ليبيا إلى الظفر ببطاقة المجموعة إلى الدور الحاسم في سعيها إلى التأهل إلى نهائيات كأس العالم للمرة الأولى في تاريخها. يذكر أن متصدر كل مجموعة من المجموعات العشر في الدور الثاني من التصفيات يضمن تأهله إلى الدور الحاسم، حيث يلعب كل منتخبين ذهابا وإيابا لتحديد المتأهلين الخمسة إلى نهائيات المونديال.
عدد اليوم
