الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ليبيريا: محنة اللاجئين

15 يناير 2013 21:52
كريس شتاين محلل سياسي أميركي الطرق الترابية الملتوية عبر المناطق الريفية الغانية حول مخيم «بودومبورام» كانت تكتظ في الماضي بالليبيريين الباحثين عن ملاذ آمن من العنف في بلدهم. والواقع أنه مازال هناك الكثير من الليبيريين في «بودومبورام»، ولكنهم لم يعودوا لاجئين؛ حيث عمد المجتمع الدولي العام الماضي إلى استعمال بند قانوني في حق اللاجئين الليبيريين، ويتعلق الأمر بقرار يقول إن بلدهم بات آمناً ومستقراً اليوم بما يكفي حتى يعودوا إلى وطنهم، وذلك بعد أن عانى من حروب أهلية دموية بين عامي 1989 و2003. القرار كان يعني تجريد الليبيريين في غرب أفريقيا من وضعهم كلاجئين وإرغامهم على الاختيار: إما العودة إلى الوطن أو الحصول على إقامة قانونية في بلد اللجوء. صحيح أن ليبيريا تنعم بالسلام الآن، ولكن ما إن كان لاجئوها سيعودون إلى الوطن يمثل مقياساً للاستقرار والتنمية في بلدان غرب أفريقيا التي استوطنوا فيها، والتي يكافح العديد منها منذ وقت طويل مع الحرب والفقر. وفي هذا الإطار، يقول «تيتيه بادي»، مدير برنامج في «المجلس الغاني للاجئين»: «أينما تجد لاجئين ليبيريين، ستجد عمليات عودة طوعية إلى الوطن». المفوض السامي للاجئين التابع للأمم المتحدة أعلن في يناير أنه أنهى حملة لإعادة لاجئين إلى وطنهم، حيث قام بإعادة 155560 ليبيرياً إلى وطنهم منذ عام 2004، وقرابة 30 ألفاً في عام 2012 لوحده. ولكن «ستيفاني لوبورت»، المسؤولة في المفوضية العليا للاجئين المكلفة بإنهاء وضع اللجوء بالنسبة لليبيريين، تقول إن العديد من هؤلاء اندمجوا بشكل جيد جداً في بلدان اللجوء لدرجة أنهم يفضلون البقاء هناك. ومع ذلك فقد تقدم آخرون بطلب الاستمرار كلاجئين، أو تخلوا بكل بساطة عن الرعاية التي توفرها لهم المفوضية العليا للاجئين كلياً ومضوا إلى حال سبيلهم. وتقول «لوبورت»: «بعض أولئك الذين اندمجوا فعلياً في المجتمع المحلي لم تكن لديهم أية مشاكل في البقاء». ففي سيراليون، على سبيل المثال، كان الليبيريون يشكلون 99 في المئة من اللاجئين وقد انسجموا مع المجتمع المحلي. ولم يعد سوى نحو ألف منهم إلى ليبيريا العام الماضي، حسب المفوضية العليا للاجئين. غير أن الليبيريين في ساحل العاج لم يكونوا مهتمين عموماً بالبقاء، كما تقول لوبورت، وذلك بسبب العنف خلال الحرب الأهلية التي شهدها ذاك البلد في عام 2011. ونتيجة لذلك، عاد أكثر من 17500 لاجئ إلى لييبريا العام الماضي. ولكن أولئك الذين كانوا في غانا في بداية العام الماضي، 4200 -النصف تقريبا- قرروا البقاء في البلاد، حسب جافيفينا ياو تاماكلو، مديرة التوطين في بودومبورام. وفي بودومبورام، اشتكى العديد من اللاجئين من البطالة والتهميش من المجتمع الغاني. ولكنهم حكوا أيضاً قصصاً عن عائلات قُتلت أو هددت خلال حروب ليبيريا، التي تشير التقديرات إلى أنها أسفرت عن مقتل 250 ألف شخص معظمهم من المدنيين. وفي هذا السياق، تقول «ياسا جونسون»، التي فرت من ليبيريا في عام 1990 وفقدت كلا والديها في الحرب: «لا أستطيع العودة إلى ليبيريا»، مضيفة «ليس لدي مكان لأذهب إليه. ثم من سيستقبلني؟». وحسب تقديرات المفوضية العليا للاجئين، فقد فر قرابة 250 ألف شخص من ليبيريا خلال انزلاق البلاد إلى الفوضى حيث وصلوا إلى بلدان الجوار براً أو بحراً على متن مراكب الصيد أو سفن الشحن. ويشار هنا إلى أن اقتصاد ليبيريا ينمو بسرعة وإنتاج خام الحديد قد استُئنف في عام 2011، إلا أن ليبيريا مازالت واحدة من أقل البلدان تنمية في العالم، حيث يعيش 64 في المئة من سكانها على أقل من دولار في اليوم، وفق البنك الأفريقي للتنمية. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©