الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«صراط مستقيم» ومنهاج حياة يقود إلى النجاة

6 سبتمبر 2010 23:02
“الصراط المستقيم” هو الطريق الذي لا اعوجاج فيه، ولا انحراف عنه، وهو الدين الحق والعدل، يوصل الإنسان إلى السعادة الحقيقية، المؤدي إلى الجنة وإلى رضا الله سبحانه وتعالى، وهو التزام أمر الله ونهيه، ورد اسماً للقرآن الكريم في قوله تعالى “وهذا صراط ربك مستقيماً قد فصلنا الآيات لقوم يذكرون” “الأنعام الآية 126”، وقوله عز وجل: “صراط الله الذي له ما في السموات وما في الأرض ألا إلى الله تصير الأمور” “الشورى الآية 53” وقوله: “وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون” “الأنعام الآية 153”. وقال الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، صراط الله هو القرآن الكريم، وقال بذلك القرطبي والسيوطي وصاحب المنار وابن كثير. والصراط المستقيم، طريق يؤدي إلى الحق تبارك وتعالى ويتميز بأنه واحد بلا تعدد، سوي بلا عقبات، مستقيم لا عوج فيه ولا اعوجاج، واضح بلا غموض، ثابت راسخ لا يميل ولا ينهار ولا يتغير. وذكر المفسرون، إن الصراط المستقيم هو طريق الحق والخير والسعادة، طريق عباد الله الذين وفقهم إلى الإيمان به، ووهب لهم نعمتي الهداية والرضا، لا طريق الذين استحقوا غضبه وضلوا عن طريق الحق والخير، وقد فصلناه ووضحناه للناس، ولا ينتفع به، إلا الذين من شأنهم التذكر وطلب الهداية، ولهؤلاء دار الأمن الجنة وهم في ولاية الله ومحبته ونصرته بسبب ما عملوا في الدنيا من خير، لأنهم سلكوا صراط الله المستقيم. وصراط الله طريقه وهذا ما تدعو إليه يا محمد - صلى الله عليه وسلم - وما نزلت به رسالتك ليعلم الناس أن إلى الله وحده تصير كل الأمور، ولا تحيدوا عن النهج الذي رسمه لكم، لأنه هو الطريق المستقيم الموصل إلى سعادة الدارين، ولا تتبعوا الطرق الباطلة التي نهاكم الله عنها حتى لا تتفرقوا شيعاً وأحزاباً، وتبعدوا عن صراط الله السوي، وهذا أمر مؤكد لتجتنبوا المخالفات، واستمسك بالذي أوحي إليك وهو القرآن، ودعاء الجماعة “اهدنا الصراط المستقيم”. والقرآن الكريم بهذا الوصف والاسم منهاج وطريق بيّن واضح “لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجاً.. “المائدة الآية 48” شريعة ومنهاجاً لكل واحد منكم، فهذا القرآن الذي تنزل من المكانة العلوية ليربي الأمة، ويقيم لها نظاماً تحمله إلى مشارق الأرض ومغاربها، وتعلم به البشرية، هذا النظام وفق المنهج المتكامل، ومن ثم جاء القرآن مفرقاً وفق الحاجات الواقعية لتلك الأمة وجاء ليكون منهجاً عملياً يتحقق جزءاً جزءاً في مرحلة الإعداد، وتلك حكمة نزوله متفرقاً، أنزل بالحق وبه يقول، يأمر بالعدل والإنصاف والأخلاق الجميلة والأمور المستحسنة، ونهى عن الظلم والأمور القبيحة والأخلاق الرديئة والأفعال الذميمة، أحكمه الله وفصله وبينه، كان بين أوله وآخره ما يزيد على عشرين سنة، تلقاه الجيل الأول من المسلمين، وطبقوه في واقع الحياة كلما جاءهم أمر أو نهي ولم يأخذوه متعة عقلية أو نفسية، كما كانوا يأخذون الشعر والأدب، ولا تسلية ولهواً كما كانوا يأخذون القصص والأساطير، فكان منهج حياتهم الذي طرحوا كل ما عداه. فالقرآن منهج حياة كامل، فيه نواميس الفطرة للنفس البشرية في كل أطوارها وأحوالها وللجماعة الإنسانية، ومن ثم فهو يعالج الفرد والجماعة بالقوانين الملائمة للفطرة، فلا يغيب عن حسابه احتمال من الاحتمالات الكثيرة، ولا ملابسة من الملابسات المتعارضة، يأتي بإحاطته بالحالات النفسية للمخاطبين جميعاً، السيد والمسود، الغني والفقير، السعيد والتعيس، يخاطبهم جميعاً على اختلاف مواقفهم وملكاتهم من الذكاء وعدمه، وعلى اختلاف حالاتهم النفسية. جميعاً، بل يحيط بحالات أفراد متعددين من أجناس وشعوب مختلفة، وثقافات وبيئات متباينة.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©