رغم الأزمة التي تمر بها سوريا منذ مارس 2011، إلا أنه مع حلول شهر رمضان المبارك تعمل عجلة الإنتاج السورية بكل طاقتها لتقديم أعمال درامية جديدة تحاول من خلالها أن تثبت للعالم أن سوريا ما زالت حاضرة بفنها رغم ما تمر به من أحداث. ولا تأتي أهمية الدراما السورية التي ستعرض في شهر رمضان من كونها خارجة من رحم أزمة كبرى يمر بها الشعب السوري وفقط، وإنما أيضاً لأن الإنتاج السوري كان منذ سنوات طويلة وقبل 2011 له حضور خاص ومميز كماً وكيفاً ضمن الإنتاجات العربية الكثيرة.
هناك أعمال درامية سورية وصلت شهرتها ونسبة مشاهدتها لحدود العالم العربي بأكمله، إلا أن صناعة الدراما السورية شهدت انحساراً ملحوظاً من حيث الكم الإنتاجي والتوزيع والتسويق على شاشات العرض منذ بداية الأحداث على الأراضي السورية، وهو ما رافقه في الوقت نفسه مد واسع للدراما التركية المدبلجة التي غزت العالم العربي.
«قلم حمرة»
واستعد صناع الدراما السورية بمجموعة من الأعمال الدرامية التي ستعرض على العديد من الفضائيات، وبلغ عدد المسلسلات السورية التي تعرض هذا العام خلال شهر رمضان 25 عملاً بزيادة ثلاثة أعمال عن السنة الماضية، ويغلب على معظم موضوعاتها الطابع الاجتماعي على خلفية سياسية بتنوع إنتاجها وشكلها الفني بين تناول الواقع الحالي والأحداث السورية وانعكاسها على المجتمع من جهة، وبين العودة إلى الماضي ومحاولة الربط بينه وبين الواقع والإسقاط عليه.
ومن أهم المسلسلات السورية التي تعرض في شهر رمضان على الفضائيات العربية مسلسل المخرج حاتم علي «قلم حمرة» تأليف ريم مشهدي وبطولة سلافة معمار، كاريس بشار، وعابد فهد، ونخبة من نجوم الدراما السورية، ويعود المخرج حاتم علي للإنتاج السوري من خلال هذا العمل بعد فترة غياب.
كما سيُعرض مسلسل كوميدي بعنوان «حقائب»، تأليف ممدوح حمادة وإخراج الليث حجو وبطولة بسام كوسا، أمل عرفة، أيمن رضا، نادين تحسين بيك، وهناك تجربة إنتاج مشترك بين سوريا ولبنان ومصر من خلال مسلسل «حلاوة الروح» تأليف رافي وهبي، ويشارك فيه من سوريا غسان مسعود، ودانا مارديني، ونسرين طافش، وجلال شموط، ومن لبنان رولا حمادة ودارين حمزة، ورودني حداد، ومن مصر خالد صالح، ويختصر المسلسل حكايات وأحداث الواقع العربي في سوريا ولبنان ومصر وتونس، ولو أن سوريا هي البوصلة في هذا العمل.
عودة «باب الحارة»
كما يتم عرض الجزء السادس من مسلسل «باب الحارة» إخراج بسام الملا، بعد أن توقف لمدة عامين، وهو المسلسل الذي حقق شهرة واسعة في سوريا وخارجها من عرض أول جزء له عام 2006، ولكن يغيب عن هذا الجزء الفنان عباس النوري. وللعام الثاني على التوالي يقدم الفنان الكبير دريد لحام عملاً درامياً في رمضان بعنوان «أبواب الريح» مع غسان مسعود، وسليم صبري، وإخراج المثني صبح، والمسلسل تاريخي يتناول الفتنة التي حدثت عام 1860 في جبل لبنان ودمشق والتي تعتبر من أهم أحداث القرن التاسع عشر التي يجب أن تعاد قراءتها بموضوعية في ظل الظروف الراهنة.
ومن المسلسلات السورية الأخرى التي تنتظر العرض الرمضاني «لو» إخراج سامر برقاوي، «الواتم» إخراج ناجي طعمة، وأيضا «طوق البنات» من إخراج زهير قنوع، إلى جانب مسلسل «العبور» من إخراج عبير أسبر، وغير ذلك.
ويبقى أجمل ما في هذه الإنتاجات دلالتها وما تعنيه أن الروح الفنية للمبدع السوري لا تنطفئ رغم الواقع المرير الذي تمر به سوريا، فها هي أعماله الدرامية حاضرة على الفضائيات العربية.(وكالة الصحافة العربية)
عدد اليوم
