الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

توحيد مطلع الشهر الهجري لا يتعارض مع الرؤية الشرعية

توحيد مطلع الشهر الهجري لا يتعارض مع الرؤية الشرعية
26 يونيو 2014 22:03
أحمد مراد (القاهرة) أوضح الدكتور مسلم شلتوت أستاذ بحوث الشمس والفضاء بالمعهد القومي للبحوث الفلكية بالقاهرة أن اختلاف الدول العربية والإسلامية في تحديد مطالع الشهور الهجرية أمر مؤسف للغاية، ولا يمكن القبول به في ظل النهضة العلمية والتكنولوجية الحديثة التي يشهدها العالم. وطالب العالم الإسلامي بأن يعتمد على الحسابات الفلكية لتوحيد مطالع الشهور العربية، مؤكداً أنها قطعية، بينما الرؤية البصرية تعد ظنية تختلف من دولة إلى أخرى ومن شخص إلى آخر، وقد تتعذر في أحيان كثيرة، وما دام أن الأمر القطعي مقدم على الأمر الظني، فإنه يجب أن نأخذ بالحسابات الفلكية القطعية، والتي لا مجال فيها للخطأ. رؤية الهلال وشدد على أن الحسابات الفلكية الطريق الوحيد لتوحيد بداية الشهور الهجرية في العالم العربي والإسلامي، الأمر الذي يعزز من وحدة الأمة الإسلامية، مشيراً إلى أن اعتماد بداية الشهور العربية علي رؤية الهلال بالعين المجردة هو أمر استقر عليه العرب قبل الإسلام، ومن هنا كان حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - «صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته» بمثابة إقرار لما درج عليه الناس من اعتبار رؤية الهلال دليلا على بداية الشهر، وهذا بالتأكيد لا يعني رفض أي وسيلة علمية أخرى. ويوضح أن الرؤية المنصوص عليها في الحديث الشريف غير محددة سواء كانت رؤية بصرية أو غيرها، وقال: مع التطور الهائل في العلوم الحديثة أصبحت دراسة حركة القمر لها دور كبير في تحديد أوقات ميلاد أهلة الأشهر العربية، ومع وجود أجهزة وأدوات علمية متطورة بشكل كبير، فإنه أصبح من السهل تحديد مطالع الشهور وفق حسابات دقيقة تنعدم فيها نسبة الخطأ، بخلاف ما يحدث إذا ما اعتمدنا فقط على رؤية الهلال بالعين المجردة، فالبعض قد يوفق في رؤية الهلال، بينما يشتبه الآخرون فيتوهمون رؤيته، ومنهم من لا يتمكن من رؤيته البتة، وبذلك يحصل الاختلاف بين الأقطار العربية والإسلامية في تعيين موعد إقامة الشعائر الدينية، وأصبح من الضروري الأخذ بالحسابات الفلكية لتضييق الخلاف، ولاسيما أن علم الفلك الحديث يقوم على المشاهدة بوساطة الأجهزة، وعلى الحساب الدقيق، وهذا يؤكد الرؤية الشرعية ولا يتعارض معها. وحدة الزمان والمكان أما الدكتور إلهام شاهين أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر فتقول إن أركان الإسلام كلها مبنية على وحدة الأمة والتجمع في الزمان والمكان، فالصلاة وحدة في المكان، والحج وحدة في الزمان والمكان، والصوم وحدة في الزمان، ويمكننا الآن جعل الصيام وحدة في المكان أيضاً عن طريق توحيد مطالع الأشهر العربية، والاعتماد على العلم الحديث في تحديد بداية شهر رمضان على مستوى دول العالم العربي والإسلامي. وأشارت إلى أن الرؤية البصرية لهلال شهر رمضان في أيام الرسول - صلى الله عليه وسلم - والعصور والأزمنة التي تلتها كانت الوسيلة السهلة والميسورة في ذلك الوقت لتحديد بدء الصوم والإفطار، وجاء الحديث النبوي «صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته» ليقرر الاعتماد على الرؤية البصرية، ولم يكن في مقدور المسلمين في تلك العصور الاعتماد على أي وسيلة أخرى، ولكن إذا وجدت وسيلة أخرى أقدر على تحقيق هدف الحديث، وأبعد عن احتمال الخطأ في دخول الشهر، وأصبحت هذه الوسيلة ميسورة للأمة، فلا مانع شرعاً في الأخذ بها والاعتماد عليها في تحديد مطالع الأشهر العربية. مقاصد وأكدت أن الأخذ بالحسابات الفلكية لتوحيد مطالع الأهلة يتفق مع مقاصد الدين الحنيف، خاصة أننا أمة لديها علماء وخبراء فلكيون متخصصون على المستوى العالمي، وبعد أن بلغ العلم البشري مبلغاً مكن الإنسان من ارتياد الفضاء. وقال د. عبدالحليم منصور - رئيس قسم الفقه المقارن بجامعة الأزهر-: اقتضت الحكمة الإلهية أن يتفرق سكان الأرض على سطحها ليعمروها، واقتضى نظام سير الكواكب، والشمس والقمر اختلافا وتفاوتا في مواقيت العبادات المقدرة بشروق الشمس وغروبها، ولذلك لا يمكن أن توحد مواقيت الصلاة اليومية، ولا أوقات الإمساك والإفطار في أيام رمضان، لأن الأوضاع الكونية قاضية بتفاوت تلك المواقيت وباختلاف مواقع القمر، وهذا الأمر وقع الاتفاق عليه، ولا يمكن جحده أو المكابرة فيه، وهذا مما لا يختلف فيه المسلمون. وأضاف أن توحيد مطالع الأشهر مسألة مقدور عليها علمياً ودينياً، موضحاً أنه وقع خلاف بين الفقهاء في مدى الاعتداد باختلاف مطالع الهلال، أو عدم الاعتداد بها. ويؤكد أنه يميل إلى الرأي الذي يؤيد أن رؤية الهلال في بلد تكون ملزمة لأهل البلاد الأخرى سواء كانت البلاد قريبة أو بعيدة، وذلك لقوة أدلتهم وسلامتها في الأدلة التي علقت صيام رمضان على رؤية الهلال في قوله - صلى الله عليه وسلم-: «صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته» لم تخصص بلدا دون آخر ولم تتقيد بما إذا كانت البلاد قريبة أو بعيدة. ويضيف: نعيش في هذه الأيام عصر التكنولوجيا والمعلومات التي يمكن من خلالها أن يصل خبر الرؤية إلى جميع بقاع الدنيا في ثوان معدودة وأصبحنا نشاهد القمر بالوسائل العلمية الحديثة كالأقمار الصناعية وغيرها لحظة ولادته، وكل هذا يقوي الاتجاه الذي نميل إلى ترجيحه والعمل بموجبه. وأكد د. عبدالحليم أن العلوم الفلكية تؤيد توحيد أول الشهر العربي بين الحكومات الإسلامية لأن أقصى مدة بين مطلع القمر في أقصى بلد إسلامي وبين مطلعه في أقصى بلد إسلامي آخر هو نحو تسع ساعات، فتكون بلاد الإسلام كلها مشتركة في أجزاء من الليل تمكنها من الصيام عند ثبوت الرؤية والتبليغ بها برقياً أو هاتفياً أو ما شابه ذلك، مشيراً إلى أن أمة يوحد القرآن بين صفوفها وبين قلوبها، فجميل أيضاً أن تتحد في بدء هذه العبادة ونهايتها ليصوم المسلمون في يوم واحد ويفطرون في يوم واحد ويتشاركون في يوم العيد معا في وقت واحد. بدء صيام رمضان في توقيت واحد رفض الدكتور نصر فريد واصل مفتي مصر الأسبق، استمرار اختلاف الدول العربية والإسلامية في تحديد مطالع الأشهر العربية، مشدداً على ضرورة القضاء على هذا الاختلاف وتوحيد مطالع الأشهر، وبدء صيام شهر رمضان بالدول العربية والإسلامية في توقيت واحد، في ظل توافر وسائل الاتصال السريعة والهواتف، وغير ذلك التي جعلت العالم الإسلامي كالقطر الواحد، مما منع اختلاف وانفراد كل قطر بصومه لزوال علة تعذر الإخبار. وقال: لقد ثبت باليقين والدليل العلمي والعملي اشتراك جميع الدول الإسلامية مع بعضها بعضاً في جزء كبير من الليل، وإذا أضفنا إلى ذلك سهولة الاتصال بين كل هذه الدول، فإنه استناداً لذلك إذا ثبتت رؤية الهلال في أي دولة إسلامية، سواء من خلال اللجان الشرعية والعلمية فإنه تثبت الرؤية في كل الدول الإسلامية التي تشترك مع هذه الدولة في جزء من الليل. ودعا إلى إنشاء قمر صناعي إسلامي يمكن استخدامه في تحقيق هدف توحيد مطالع الأشهر العربية، مؤكداً أن المسلمين الآن في أشد الحاجة لتوحيد مطالع الأشهر الهجرية، وهو أمر يساهم في تحقيق وحدة الأمة الإسلامية في مجالات أخرى، فإذا توحدنا في بدايات الشهور الهجرية، وفي عباداتنا ومناسباتنا الدينية، سيكون من السهل علينا أن نتوحد في الأمور الأخرى، سواء السياسية أو الاقتصادية أو الثقافية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©