الخميس 9 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رمضان.. مرحباً بك يا شهر الصيام

رمضان.. مرحباً بك يا شهر الصيام
26 يونيو 2014 22:03
الحمد لله الذي أنعم علينا بالإسلام وشرح صدورنا للإيمان، والصلاة والسلام على سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - وعلى آله وأصحابه أجمعين.. وبعد، أخرج الإمام البخاري في صحيحه عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ»، و«مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ»، (أخرجه البخاري). هذا حديث صحيح أخرجه الإمام البخاري في صحيحه، في كتاب الإيمان. يستقبل المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها شهر رمضان المبارك، وبهذه المناسبة يطيب لنا أن نتقدم بأسمى آيات التهاني والتبريكات من الأمتين العربية والإسلامية بحلول هذا الشهر العظيم، ونسأل الله العلي القدير أن يجعله شهر خير وبركة على الأمتين العربية والإسلامية، كما نسأله سبحانه وتعالى في هذا الشهر المبارك أن يجمع شملنا ويوحد كلمتنا، إنّه سميع قريب. شهر الذكر لقد استقبل رسولنا - صلى الله عليه وسلم - شهر رمضان المبارك قائلاً-: «أَتَاكُمْ رَمَضَانُ شَهْر بَرَكَةٍ، يغْشَاكُمْ اللهُ فِيهِ، فَيُنْزِلُ الرَّحْمَة، وَيَحُطُّ الخَطَايَا، وَيَسْتَجِيبُ فِيهِ الدُّعاءَ، يَنْظُرُ اللهُ إِلى تَنَافُسِكُمْ فِيهِ، وَيُبَاهِي بِكُمْ مَلائِكَتَهُ، فَأَرُوا اللهَ مِنْ أَنْفُسِكُمْ خَيْرًا، فَإِنَّ الشَّقِيّ مَنْ حُرِمَ فِيهِ رَحْمَة اللهِ»، «أخرجه الطبراني»، وهكذا استقبل الرسول الكريم هذا الشهر المبارك ليلفت الأنظار إلى جانب البركات والمنح والرحمات التي يسبغها الله - سبحانه وتعالى - على عباده المؤمنين، لينهضوا إلى طاعته سبحانه وتعالى، قريرة أعينهم، طيبة نفوسهم، فمرحباً بك يا شهر الخيرات والبركات، شهر الذكر والقرآن، شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار، حيث تُفَتّح أبواب الجنة، وتُغَلّق أبواب النار. كما جاء في الحديث الشريف أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «إِذَا جَاءَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ، وَصُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ»، (أخرجه مسلم)،. فرضية صيام شهر رمضان من المعلوم أن صيام شهر رمضان قد فُرض في السنة الثانية من الهجرة في شهر شعبان لليلتين خلتا منه، كما جاء في قوله سبحانه وتعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ، أَيَّاماً مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ، شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْه)، «سورة البقرة: الآيات 183 - 185». صيام الصبيان من الخير أن يُعوِّد الآباء أبناءهم على الصيام قبل سنّ البلوغ حتى يتعودوه؛ لأن صيام الصبيان مستحب ولكن بدون قسرٍ أو إكراه، حتى يكبروا وهم يحبون العبادة؛ لأنَّ من شَبَّ على شيء شاب عليه، ولما روي عن الربيع بنت معوذ قالت: «أَرْسَلَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - غَدَاةَ عَاشُورَاءَ إِلَى قُرَى الأَنْصَارِ: مَنْ أَصْبَحَ مُفْطِرًا فَلْيُتِمَّ بَقِيَّةَ يَوْمِهِ، وَمَنْ أَصْبَحَ صَائِمًا فَليَصُمْ، قَالَتْ: فَكُنَّا نَصُومُهُ بَعْدُ وَنُصَوِّمُ صِبْيَانَنَا وَنَجْعَلُ لَهُمْ اللُّعْبَةَ مِنْ الْعِهْنِ، فَإِذَا بَكَى أَحَدُهُمْ عَلَى الطَّعَامِ أَعْطَيْنَاهُ ذَاكَ حَتَّى يَكُونَ عِنْدَ الإِفْطَارِ»، (أخرجه البخاري). لترهيب من الفطر لقد وردت أحاديث كثيرة تُرهب من الإفطار في رمضان نذكر منها قوله - صلى الله عليه وسلم-: «عُرَى الإِسْلامِ وَقَوَاعِدُ الدِّينِ ثَلاثَةٌ عَلَيْهِنَّ أُسِّسَ الإِسْلامُ، مَنْ تَرَكَ مِنْهُنَّ وَاحِدَةً، فَهُوَ بِهَا كَافِرٌ حَلالُ الدَّمِ: شَهَادَةُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، وَإِقَامُ الصَّلاةِ الْمَكْتُوبَةِ، وَصَوْمُ رَمَضَانَ»، (أخرجه أبو يعلى). وقوله - صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ أَفْطَرَ يَوْمًا مِنْ رَمَضَانَ مِنْ غَيْرِ رُخْصَةٍ وَلا مَرَضٍ، لَمْ يَقْضِ عَنْهُ صَوْمُ الدَّهْرِ كُلِّهِ وَإِنْ صَامَهُ»، (أخرجه الترمذي). من آداب الصيام يُستحب للصائم أن يراعي في صيامه الآداب الآتية: السحور بركة لقد أجمعت الأمة على استحبابه وفضله، لقول الرسول - صلى الله عليه وسلم-: «تَسَحَّرُوا فَإِنَّ فِي السَّحُورِ بَرَكَة»، (أخرجه ابن ماجه)، وسبب البركة أنه يُقَوّي الصائم وينشطه ويهون عليه الصيام، ويتحقق بكثير الطعام وقليله ولو بجرعة ماء لقول الرسول - صلى الله عليه وسلم-: «السّحُورُ أَكْلَةٌ بَرَكَةٌ فَلا تَدَعُوهُ وَلَوْ أَنْ يَجْرَعَ أَحَدُكُمْ جَرْعَةً مِنْ مَاءٍ، فَإِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الْمُتَسَحِّرِينَ»، (أخرجه أحمد). ويستحب تأخير السحور، لما روي عن زيد بن ثابت قال: «تَسَحَّرْنَا مَعَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ثُمَّ قَامَ إِلَى الصَّلاةِ، قَالَ: قُلْتُ: كَمْ كَانَ قَدْرُ ذلك؟ قَالَ: قَدْرُ خَمْسِينَ آيَة»، (أخرجه الترمذي). استحباب تعجيل الفطر ويستحب للصائم أن يعجل الفطر متى تحقق غروب الشمس، لما روي أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا عَجَّلُوا الْفِطْرَ»، (أخرجه الترمذي). وينبغي أن يكون الفطر على رطبات، فإن لم يجد فعلى الماء، لما روي عن أنس - رضي الله عنه - قال: «كَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُفْطِرُ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّيَ عَلَى رُطَبَاتٍ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ رُطَبَاتٌ فَتُمَيْرَاتٌ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تُمَيْرَاتٌ حَسَا حَسَوَاتٍ مِنْ مَاءٍ»، (أخرجه الترمذي). للصائم دعوة لا تُرَدّ الدعاء مخ العبادة وقد جعل الله آية الدعاء بين آيات الصوم لأن الدعاء في أيام الصوم الفضيلة أقرب إلى الاستجابة، فقد روي أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «إِنَّ لِلصَّائِمِ عِنْدَ فِطْرِهِ لَدَعْوَة مَا تُرَدُّ»، (أخرجه ابن ماجة)، وكان عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - يقول إذا أفطر: «اللَّهُمَّ إنِّي أسألُك برحمتِك التي وَسِعَتْ كلَّ شيءٍ أن تغفِرَ لي»، (أخرجه ابن ماجة). اجتناب ما يتنافى مع الصيام شرع الله الصوم ليهذب النفس ويعودها على الخير ويبعدها عن الشر؛ فعلى الصائم أن يتحفظ من الأعمال التي تخدش صومه حتى ينتفع بصومه وتحصل له التقوى، فالصوم ليس مجرد إمساك عن الطعام والشراب، بل هو إمساك عن الأكل والشرب وسائر ما نهى الله عنه، لقوله - صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ, فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ»، (أخرجه الترمذي). وقوله أيضاً: «رُبَّ صَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ صِيَامِهِ إِلا الْجُوعُ، وَرُبَّ قَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ قِيَامِهِ إِلا السَّهَرُ»، (أخرجه ابن ماجة)، وقوله أيضاً: «إِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلا يَرْفُثْ وَلا يَجْهَلْ، وَإِنْ جَهِلَ عَلَيْهِ أَحَدٌ فَلْيَقُلْ إِنِّي امْرؤٌ صَائِمٌ»، (أخرجه ابن ماجة). بقلم الشيخ الدكتور/ يوسف جمعة سلامة خطيب المسجد الأقصى المبارك www.yousefsalama.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©