السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«والغة» زوجة نوح كفرت به وانحازت لقومها

26 يونيو 2014 21:35
أحمد مراد (القاهرة) زوجة نبي الله تعالى نوح -عليه السلام- كانت من فئة الأغنياء وشريحة أصحاب النفوذ في قومها، تزوجها قبل أن يختاره الله تعالى لرسالته، وعندما حمل نوح -عليه السلام- أمانة الرسالة وأصبح نبياً ورسولاً جنحت «والغة» إلى طريق الضلال، وكانت تراقبه ثم تنقل كل شيء إلى قومها. ذكرها القرآن في أكثر من موضع، منها في قول الله تعالى: (ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ)، واختلف المؤرخون والمفسرون في اسمها، فقيل إنها «والغة»، وقيل «واعلة»، و«واغلة»، و«واهلة». مؤمنة موحدة ويقول العلماء والمحققون: إن نبيّ الله نوحاً -عليه السلام- كانت له زوجتان، إحداهما مؤمنة موحدة مطيعة لنوح -عليه السلام- وهي أم أولاده سام وحام ويافث، حملها -عليه السلام- معه في السفينة ونجت من الغرق والهلاك، والأخرى وهي والغة، وكانت كافرة بشريعة نوح عليه السلام ونبوته، تعاديه وتتهمه بالجنون وتنم عليه، وتخبر الكفار بمن يؤمن برسالته، وقيل أيضاً: كانت زوجته الوحيدة، وأولاده كلهم منها، غرقت مع من غرق من الكفار والمشركين، ولم تركب معه في سفينة النجاة، وهناك قول بأنها هلكت قبل الطوفان. مسيرة طويلة وروى القرآن الكريم قصة نوح -عليه السلام- مع قومه، وعرض مسيرته الطويلة والشاقة معهم التي استمرت ألف سنة إلا خمسين عاماً، كان خلالها يدعوهم إلى عبادة الله وحده صابراً على ما كان يلقاه منهم من الأذى والإعراض والنفور وكانت النتيجة أن آمن به البعض من ضعفاء الناس وعاداه أكابرهم، أما أقرب الناس إليه زوجته التي من المفترض أن تكون ممن يشدون أزره، ومن الداعمين له على المضي قدماً في إبلاغ ما أمره به ربه، فلقد اختارت السير في ركاب قومها، وقد أوصلها إعراضها عن الحق حداً جعلها تشيع عن زوجها نوح -عليه السلام- أنه مجنون، وذكر القرطبي في تفسيره أنها قالت له ذات مرة: يا نوح أما ينصرك ربك؟ فقال لها: نعم، فقالت: فمتى؟ قال: إذا فار التنور، فخرجت تقول لقومها: يا قوم والله إنه لمجنون، يزعم أنه لا ينصره ربه إلا أن يفور هذا التنور، ولم تكتف بذلك بل وصل بها الأمر إلى أنه إذا آمن أحد بدعوته سارعت إلى قومها وأخبرتهم ليفتنوه عن دينه. وكانت امرأة نوح مثَلا للذين كفروا، وهي على رغم كونها زوجة لصِيقة بزوجها نوح، لم تفتح قلبها لدعوته، وبقيت على ضلالات قومها، وتعلقها بأصنامهم المتعددة، وكانت بذلك قد خانت زوجها ودعوته، واستحقَّت بذلك عقوبتين الأولى في الدنيا إذ غرقت مع المغرقين والثانية في الآخرة، فكانت من أهل النار. دليل ويقول العلماء والمفسرون إن والغة غرقت في الأغلب في الطوفان، حيث يقول الله تعالى: (حَتَّى إذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُورُ قُلْنَا احْمِلْ فيِهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إلا مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ ومَنْ آمَنَ وَمَآ آمَنَ مَعَهُ إلا قَلِيلٌ)، فظاهر الآية يقتضي أن زوجته كانت من الذين سبق عليهم القول كما ذكر ذلك العلامة الشنقيطي في «أضواء البيان»، والذي يوضح أنها كانت من الذين سبق عليهم القول كما في قوله تعالى في سورة التحريم: «ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ»، ففي هذه الآية دليل على أنها كانت من الكافرين، والشاهد أن أمر الله نوحاً أن يحمل معه في السفينة أهله إلا من سبق عليه القول ومن آمن، وزوجته كانت من الذين حق عليهم القول ألا تركب في السفينة وأيضاً كانت كافرة ولم تؤمن وأن الله أمره بأن يركب معه من آمن وزوجته لم تكن من المؤمنين. والمتأمل في قصة امرأة نوح يجد أنها فضلت اتباع ما كان عليه قومها من عبادة الأصنام وتعظيمها على أن تستجيب لدعوة نوح -عليه السلام- كما كانت نموذجاً للأم السيئة لأنها بكفرها أثرت سلباً في موقف ابنها الذي كان خاضعاً لتربيتها المنحرفة، ومتأثراً بأجواء بيئته الكافرة التي كثرت فيها المعاصي، فكان نصيبه الموت غرقاً في الدنيا وعذاب في الآخرة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©