مقتل زعيم قبلي في اضطرابات جنوب اليمن

قُتل زعيم قبلي يمني وأحد المسلحين في اشتباكات منفصلة في جنوب اليمن. وفيما أرتفعت حصيلة المواجهات أمس الأول إلى 9 قتلى بينهم شرطيين ، لقي مسلح مصرعه في اشتباكات بين القوات الحكومية ومسلحين انفصاليين هاجموا دورية أمنية بمحافظة شبوة جنوب شرق اليمن. وقال مدير أمن محافظة شبوة العميد أحمد المقدشي، لموقع “26 سبتمبر” التابع لوزارة الدفاع، إن “عناصر تخريبية هاجمت أفراد الدورية وأطلقت النار عليها ما اضطر أفراد الأمن للرد”، مشيرا إلى أن الاشتباك بين الجانبين أسفر عن مقتل أحد المسلحين المهاجمين ويدعى صالح حيدر أحمد صالح وأصيب شخص آخر “متعاون مع عناصر إرهابية من تنظيم القاعدة”. وفي حصيلة جديدة لمواجهات أمس الأول السبت في الحبيلين في محافظة لحج التي تعد من معاقل الحراك الجنوبي، ذكرت وكالة فرانس برس أمس أن اربعة شرطيين وناشطان انفصاليان جنوبيان قتلوا . وكانت حصيلة سابقة اشارت السبت الى سقوط ثلاثة قتلى بينهم شرطيان وناشط وذلك في مواجهات عنفت ليلا. وكانت تلك المواجهات اندلعت فجر السبت في الحبيلين حين كانت قوات الامن تقيم حاجز مراقبة في محيط البلدة ، بحسب شهود ومصادر في الإدارة المحلية. وقال سكان تم الاتصال بهم هاتفيا إن الوضع ظل متوترا أمس في منطقة الحبيلين واضطرت القوات الحكومية الى سحب تعزيزات كانت في طريقها الى المنطقة. وقتل الزعيم القبلي حسين صالح مشدل واثنان من مرافقيه مساء أمس الأول في كمين حين كان في طريقه إلى مدينة لودر بمحافظة أبين، على ما ذكر مصدر أمني لوكالة فرانس برس. ونسب هذا المسؤول الهجوم لتنظيم القاعدة. وقال مصدر مقرب من الشيخ القتيل إن الشيخ حسن مشدل أحد شيوخ آل فضل كان يقوم بوساطة بين السلطات والمتمردين المسلحين وقتل حين كان عائداً إلى لودر من اجتماع مع مسؤولين في أبين. وتتهم السلطات اليمنية قوى “الحراك الجنوبي”، الذي يطالب انفصال جنوب اليمن عن شماله، بدعم مسلحي تنظيم “القاعدة” الذين ينتشرون في بعض المحافظات الجنوبية والشرقية. في غضون ذلك، أعلنت وزارة الداخلية اليمنية أمس اعتقال 14 شخصا يشتبه بانتمائهم إلى تنظيم القاعدة في مديرية لودر محافظة أبين جنوبي البلاد.وكانت مديرية لودر شهدت أواخر أغسطس الماضي معارك عنيفة بين الجيش اليمني ومسلحي “القاعدة” خلفت 31 قتيلا بينهم 11 جندياً. وذكر مركز الإعلام الأمني التابع لوزارة الداخلية أن الأجهزة الأمنية بمديرية لودر “ألقت القبض على 14 شخصاً ممن يشتبه بانتمائهم لتنظيم القاعدة خلال عملية تمشيط المديرية من فلول العناصر الإرهابية وأوكارها التي منيت بهزيمة ساحقة في مديرية لودر”. وأشار المركز الأمني إلى أن “من تبقى من العناصر الإرهابية في المديرية ملاحقون ومطاردون على مدار الساعة”، وأن من “يحاول منهم الفرار يتم إلقاء القبض علية من قبل النقاط الأمنية التي تحكم إغلاق المديرية في وجوهم”. وتوقعت وزارة الداخلية أن يبادر بعض مسلحي تنظيم القاعدة “بتسليم أنفسهم للأجهزة الأمنية بسبب حالة اليأس المسيطرة عليهم” جراء ملاحقتهم المستمرة من قبل الأجهزة الأمنية. ونسبت صحيفة “الوطن” السعودية إلى مصادر أمنية يمنية قولها إن من بين المعتقلين سعودي يدعى جابر علي الفيفي “وهو في الثلاثينيات من عمره ، شارك في العمليات المسلحة التي خاضها التنظيم في لودر قبل أسبوعين ضد القوات اليمنية، إلى جانب تورطه في تنفيذ عدد من الهجمات التي نفذها التنظيم في أبين واستهدفت منشآت حكومية ولديه أكثر من هوية”. وذكرت مصادر مطلعة أن السلطات الأمنية تجري تدقيقا بين الاسم الذي أعلنت عنه وشخص آخر يدعى جابر جبران علي الفيفي والذي يعد المطلوب رقم 20 في قائمة الـ85 التي نشرتها الداخلية السعودية العام الماضي، حيث قالت إنها تسلمته من معتقل جوانتانامو، وكنيته “أبو جعفر الأنصاري”.وكان محافظ أبين أحمد الميسري ناقش أمس الأول (السبت) مع مشايخ وأعيان وخطباء مديرية مُودية، المجاورة لمديرية لودر، “جهود” السلطة المحلية “للوقوف ضد الأفكار الظلامية البعيدة عن قيم وتقاليد الدين الإسلامي الحنيف”. وذكرت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية أن محافظ أبين دعا العلماء وأئمة المساجد والشخصيات الاجتماعية “إلى القيام بدور فاعل في مواجهة الأعمال الإجرامية المشينة التي يرتكبها إرهابيو تنظيم القاعدة والتي تستهدف الأبرياء من المدنيين والعسكريين”.