الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

من 2006 إلى 2014.. أبرياء يتحولون إلى «ذئاب» والهموم تطفئ النجوم

من 2006 إلى 2014.. أبرياء يتحولون إلى «ذئاب» والهموم تطفئ النجوم
26 يونيو 2014 00:55
ظهر ليونيل ميسي نجم «التانجو»، وآرين روبن جناح هولندا الطائر، وأندريا بيرلو رئة «الآزوري»، وأندريس إنييستا رسام منتخب «لافوريا روخا»، وكذلك كريستيانو رونالدو هداف البرتغال في مونديال 2006، وتفاوتت إنجازات كل منهم في النسخة الألمانية لكأس العالم، وبعد مضي 8 سنوات، شهدت إقامة 3 بطولات لكأس العالم عاد الخماسي المذكور ولكن بوجوه رسم الزمن ملامحه عليها، ليتحول ميسي من المنطقة الفاصلة بين الطفولة والشباب إلى حيث النضج والشعور بتحمل مسؤولية إسعاد الملايين في الأرجنتين. وانتقل بيرلو من الوجه المتفائل الذي عانق مجد 2006 رفقة «الآزوري» إلى العابس الحزين، وهو ما يتناسب مع الخروج المبكر، في آخر ظهور مونديالي للنجم الذي يستحق لقب «الظاهرة»، أما آرين روبن فقد كان بريئاً يملك مهارات فطرية لا يستطيع توظيفها لخدمة الفريق، وسط اتهامات تلاحقه بـ«الأنانية» المفرطة، ليصبح في «البرازيل 2014» نجماً فوق العادة، يملك أعلى درجات النضج الكروي، ولا ينافسه على في خطف الأضواء سوى ابن السامبا نيمار. أما كريستانو رونالدو فقد أصبح أقل حماساً وأكثر واقعية، فقد بكى في 2006 في لحظات الخروج من المونديال، ولكنه اعترف في 2014 أن البرتغال لم تكن يوماً في قائمة «الأبطال». وفي المقابل ظل هناك ثابت واحد شكلاً وأداءً، إنه إنييستا الذي لم يغيره الزمن، صحيح أن الأسطورة الإسبانية انتهت، ولكن نجومية إنييستا مستمرة، حيث يدرك الملايين من أنصار البارسا وعشاق «لاروخا» أنه لم يبخل بالعطاء، حتى وإن خذله تراجع أداء الفريق الكتالوني، وأفول أسطورة جيل المجد الإسباني. مسؤولية القائد «ليو» ظهر الأرجنتيني ليونيل ميسي في مونديال ألمانيا 2006 قبل أن يتجاوز 19 ربيعاً، وسط توقعات «خجولة» بسطوع نجم جديد في سماء الكرة العالمية، فقد كان يخوض موسمه الثاني مع فريق البارسا، وتمكن قبل الدخول في صراع الكبار بالمونديال، أن يشارك الفريق الكتالوني في الفوز بلقب الدوري، وسوبر إسبانيا، ودوري أبطال أوروبا، وشارك في الموسم الذي سبق كأس العالم في 25 مباراة محرزاً 8 أهداف. كما استبق «ليو» التحدي المونديالي للكبار بحمل لقب كأس العالم للشباب عام 2005، مما مهد له الطريق ليقول كلمته في «ألمانيا 2006»، ولكنه جلس على مقاعد البدلاء في ضربة البداية أمام كوت ديفوار، ثم ظهر في المواجهة الثانية التي خاضها منتخب التانجو أمام صربيا، ليصبح أصغر لاعب يمثل الأرجنتين في كأس العالم، وفي ظهوره الأول بالمونديال صنع هدفاً، وسجل الآخر، لتفوز الأرجنتين بسداسية على صربيا، وواصل منتخب بيكرمان طريقه وصولاً إلى ربع النهائي، ليخرج على يد الألمان في مباراة جلس فيها «ليو» احتياطياً. في جنوب أفريقيا 2010 تعاظمت الضغوط على ميسي «أفضل لاعب في العالم»، فالمدرب هو الأسطورة مارادونا، والإعلام العالمي يبدأ المقارنات، ويمهد لحصول ميسي على كأس العالم ليهدد عرش «دييجو»، ولكنه خرج باكياً بعد الخسارة أمام ألمانيا برباعية مذلة. وبالنظر إلى وجه ميسي في مونديال 2014، يتضح أن شعوراً كبيراً بضغوط المسؤولية يسيطر عليه، فهي فرصته الحقيقية لكي يقول للعالم إنه يستحق مكاناً بين الأساطير، ونجح نجم التانجو في إهداء التأهل لمنتخب بلاده بهدف في شباك البوسنة، وآخر في مرمى إيران. وواصل ميسي رحلة التألق والتخلص من الضغوط بأداء راق أمام نسور نيجيريا ليسجل ثنائية منح بها الفور للتانجو بثلاثية مقابل هدفين، ووصل رصيد ميسي إلى 4 أهداف متساوياً مع نيمار رفيق الدرب في البارسا، ومنافسه الأول على عرش نجومية مونديال البرازيل، ولم يتردد سابيلا مدرب المنتخب الأرجنتيني استبدال الساحر في الشوط الثاني حفاظاً عليه لبقية المشوار. (ريو دي جانيرو - الاتحاد) البريء أصبح ذئباً كان الظهور الأول للنجم الهولندي آرين روبن في كأس العالم على الأراضي الألمانية عام 2006، ولم يكن يتجاوز 22 عاماً، وسط اتهامات تلاحقه بأنه موهوب ولكن بنزعة فردية، وتألق الجناح الطائر في ضربة البداية أمام صربيا، وأحرز أول أهدافه في البطولة في مباراته الأولى على حساب منتخب صربيا، واحتفل روبن بالهدف ليتطاير شعره يميناً ويساراً، واستكمل البداية الرائعة بالحصول على لقب أفضل لاعب في المباراة، ثم حصل على اللقب نفسه في مواجهة «الطواحين» مع كوت ديفوار، وخرجت هولندا على يد البرتغال من دور الـ 16. تألق روبن في مونديال 2010، على الرغم من دخوله التشكيلة الهولندية في اللحظات الأخيرة بسب معاناته من الإصابة التي داهمته قبل انطلاقة البطولة، ولكن فان مارفيك أصر على منحه الفرصة ليظهر في بعض أوقات مباريات الدور الأول، ثم تألق في بقية المشوار محرزاً 3 أهداف، إلى أن أتت لحظة السقوط بين يدي العملاق إيكر كاسياس، الذي تصدى لهدف محقق ومن انفراد تام لروبن. وتعالت نغمة السخط على روبن في بلاده، لأنه أهدر فرصة تاريخية لمنح بلد الزهور لقبها المونديالي الأول. انتزع روبن لقب «الذئب المنتقم» في ضربة البداية لمنتخب بلاده في المونديال الحالي، فقد ظهرت على وجهه ملامح الجدية والرغبة في الثأر من إيكر كاسياس الذي قهره في 2010 وأبكاه في قبل نهائي دوري الأبطال 2014، وتعملق روبن «بشعره المتساقط» أمام إسبانيا، ليسجل ثنائية تاريخية في ليلة قهر «لاروخا» بخماسية الذل، وعاد روبن ليسجل هدفاً في شباك أستراليا. وصعد، ليحمل هولندا إلى دور الـ16، برغبة عارمة في تحقيق الحلم الذي طال انتظاره، وهو التخلص من لقب «الخاسر الأجمل». (ريو دي جانيرو - الاتحاد) شيخوخة «المايسترو» منح بيرلو إيطاليا مجدها الكبير في كأس العالم 2006 بألمانيا، ولعب دور «المايسترو» الذي يعزف بقدميه لحن المجد، فقد كان في الـ27، وقاد «الآزوري» للحصول على اللقب المونديالي الرابع، وكان الهتاف الأعلى صوتاً في ميادين وشوارع روما مع كل انتصار لـ «الأزرق» الإيطالي «بيرلو.. بيرلو»، في إشارة تؤكد وعي الجماهير بالدور التكتيكي الذي لعب «المايسترو» في المونديال المذكور. سجل بيرلو هدفاً لإيطاليا في مرمى غانا، وحصل على لقب «الأفضل»، وصنع هدف الفوز في الوقت القاتل من مباراة قبل النهائي أمام أصحاب الأرض «منتخب ألمانيا». وانتزع لقب أفضل لاعب في المباراة للمرة الثانية، في اعتراف صريح بأنه الأكثر تأثيراً في مشوار «الآزوري»، وفي النهائي أمام فرنسا صنع هدفاً، وأحرز ركلة ترجيحية، ليحصل على لقب أفضل لاعب في المباراة، وبعدها انطلقت مسيرات الفرح في إيطاليا، وفي بلدان أخرى تعشق «الآزوري»، واحتفل الجميع باللقب الرابع على وقع لحن واحد، تقول كلماته «بيرلو.. بيرلو». لم يكتب لبيرلو المشاركة مع إيطاليا في أول مباراتين في مونديال 2010، ليودع حامل اللقب البطولة مبكراً، من دون أن يحصل بيرلو على فرصة حقيقية للتعبير عن نفسه بسبب الإصابة. وفي كأس العالم 2014. ارتسمت ملامح شيخوخة إيطاليا على وجه بيرلو، حيث لم تسعفه لياقته لإنقاذ «الآزوري» من السقوط في فضيحة الخروج المبكر، ولم ينجح في منح نفسه فرصة لوداع منتخب بلاده بصورة لائقة، ويظل بيرلو الخط الأحمر في عاصفة هجوم الصحف والإعلام على المنتخب، احتراماً لتاريخه ومكانته، واعترافاً بأن قوة إيطاليا كانت ترتبط بتألق بيرلو، وسقط «الآزوري» بعد أن زحفت الشيخوخة على وجه «المايسترو». (ريو دي جانيرو - الاتحاد) سخرية «الدون» يحتفظ الملايين من عشاق الكرة العالمية في ذاكرتهم بواحدة من الصور الشهيرة للنجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، وهي الصورة التي ظهر فيها باكياً عقب خروج البرتغال من مونديال ألمانيا 2006، بعد الهزيمة على يد فرنسا في الدور قبل النهائي، ليبكي الشاب الصغير الذي كان يبلغ 21 عاماً، من فرط العاطفة والحماس، والرغبة في المنافسة الجادة على اللقب. وقبل المونديال المذكور كان رونالدو الثاني على لائحة أفضل هدافي أوروبا في تصفيات التأهل للمونديال، وتألق في النهائيات، وتمكن من مواجهة عاصفة الهجوم من الإعلام الإنجليزي، الذي اتهمه بالتسبب في طرد روني، وإقصاء منتخب «الأسود الثلاثة» بالغش والخداع، وسط تهديدات لمسيرته ومستقبله مع «مان يونايتد» في هذا الوقت، وما يحسب لرونالدو في 2006، أنه كان في قمة الحماس والدافعية لمنح «الوطن» انتصاراً على حساب مستقبله مع فريقه «مان يونايتد». لم ينجح رونالدو في منح البرتغال بطاقة المشاركة في مونديال 2010، لتظهر ملامح لاعب يتألق على مستوى الأندية، ولا يتوهج رفقة منتخب بلاده، ولكنه عاد ليتألق في ملحق التأهل لمونديال 2014، في حالة لم تتكرر كثيراً في الأعوام الأخيرة مع منتخب بلاده، وتأهلت برتغال «الدون»، على حساب «سويد إبرا». ولكن رونالدو أصاب الملايين من أنصار المنتخب البرتغالي بالصدمة، عقب التعادل مع المنتخب الأميركي في المونديال الحالي، حيث أكد أن منتخب بلاده لم يكن مرشحاً يوماً للمنافسة الجادة على كأس العالم، وسط مؤشرات تقول إن «برازيل أوروبا» في طريقهم لوداع بلاد السامبا من الدور الأول. وبالنظر إلى وجه رونالدو «2006» حينما كان في قمة الحماس للدفاع عن قميص «الوطن»، تبدلت الصورة في 2014 بملامح أكثر واقعية إلى حد الصدمة، فقد قالها من دون تردد: «منافسة البرتغال على لقب المونديال ضرب من الخيال»، ليتجدد الجدل حول تألق أفضل لاعب في العالم مع الريال، وتهربه من تحمل المسؤولية مع البرتغال. (ريو دي جانيرو - الاتحاد) «الرسام» لا يتغير النجم الخامس في قائمة «الوجوه المتغيرة»، هو إندريس إنييستا نجم منتخب إسبانيا، وفريق البارسا، والذي يشكل حالة استثنائية، حيث لم يتمكن الزمن من تغيير ملامح وجهه في الأعوام الـ8 التي تفصل بين مونديال 2006 ونسخة البرازيل 2014، وجهه لم يتغير، كما أن مستواه لم يتبدل، فقد تألق طوال السنوات الماضية، ولعب أحد أدوار البطولة في صنع مجد إسبانيا، التي حصلت معه على يورو 2008، و2012، ومونديال 2010. في كأس العالم بألمانيا عام 2006 لم يكن أنييستا يتجاوز 22 عاماً، وجاء انضمامه لمنتخب بلاده ليشكل مفاجئة كبيرة للإعلام والجماهير في إسبانيا، ولكن بعد مرور 4 أعوام تبدل الشعور بالمفاجأة إلى إعجاب لافت بقدرات الرسام الذي رسم مشهد الختام في جنوب أفريقيا 2010، حينما سجل هدفاً تاريخياً في مرمى هولندا لتحصل إسبانيا على أول ألقابها في كأس العالم. ومع سقوط أسطورة البارسا في الموسم المنتهي، وأفول جيل المجد الإسباني في كأس العالم الحالية بالخروج من الدور الأول. ظل إنييستا بعيداً عن دائرة الانتقادات، وهو المرشح الأبرز لقيادة الجيل الجديد للكرة الإسبانية، بما يملكه من خبرات، حيث تتعلق عليه الآمال لإعادة المجد المفقود، ومداواة جراح «البرازيل 2014». وفي ظل ثورة التغيير في برشلونة، يظل إنييستا حالة خاصة، فقد كان الأفضل في موسم شهد تراجعاً كبيراً لكافة نجوم الفريق الكاتالوني. ويظل «الرسام» على رأس الأسماء التي لا مساس بها، مما يؤكد ثقة إدارة وجماهير برشلونة في قدرته على العطاء في الفترة المقبلة. (ريو دي جانيرو - الاتحاد)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©