إسلام آباد (وكالات)
أعلنت لجنة الانتخابات في باكستان أمس، النتائج الرسمية الكاملة للانتخابات البرلمانية العامة التي جرت في البلاد الأربعاء الماضي، مؤكدة فوز حزب «حركة إنصاف باكستان» بقيادة نجم الكريكيت السابق عمران خان بـ116 مقعداً دون أن تمكنه من إحراز الغالبية المطلقة في البرلمان وهي 137 نائباً، والتي تمكنه من تشكيل الحكومة منفرداً.
في المقابل، حصد حزب «الرابطة الإسلامية - جناح شهباز شريف» 64 مقعداً، بينما فاز حزب «الشعب الباكستاني» بقيادة بيلاوال بوتو زرداري بـ43 مقعداً، فيما أعلن حزب عمران خان أنه بدأ مشاورات مع مستقلين وأحزاب صغيرة لتشكيل ائتلاف حكومي، أكد المتحدث باسمه افتخار دوراني، أن الأحزاب الحليفة مع خان لديها 11 مقعداً وأن 13 نائباً مستقلاً سيعملون مع «حركة إنصاف باكستان» ما يضمن للتحالف 140 مقعداً من مجموع 270 مقعداً، ويوفر أكثر من الغالبية المطلقة بالبرلمان
. في غضون ذلك، أعربت 7 أحزاب وتحالفات باكستانية رئيسية، بما فيها «الرابطة الإسلامية- جناح شريف، في مؤتمر مشترك، عن رفضها لنتائج الانتخابات، بحجة التزوير والتلاعب، داعية إلى تنظيم احتجاجات خلال الأيام المقبلة، للمطالبة بإعادة الانتخابات، بينما امتنع «حزب الشعب» عن المشاركة في المؤتمر، موضحاً أن قيادته ستطرح استراتيجيتها الخاصة فيما يتعلق بالمخالفات الانتخابية المزعومة.
وبدأ حزب خان مشاورات مع شركاء محتملين لتشكيل ائتلاف حكومي، وفقاً للمتحدث فواد شودري في عملية توقع محللون أن «لا تشوبها عراقيل»، فيما استبعد عمران خان التحالف مع الحزبين الرئيسيين الآخرين في البلاد (الرابطة الإسلامية وحزب الشعب) ووصفهما بأنهما فاسدان، قال شودري: «لقد أجرينا اتصالات مع أحزاب صغيرة ونواب مستقلين وسيلتقون قريباً قادتهم في إسلام آباد».
وأضاف ممثل عن حزب «حركة الأنصاف» لاحقاً، أن الحزب يأمل في تشكيل حكومة خلال أسبوعين قبل العيد الوطني الباكستاني في 14 أغسطس المقبل. وأبلغ نعيم الحق ممثل حزب حركة الإنصاف الصحفيين أمس، بالقول: «نتوقع أن يؤدي خان اليمين الدستورية كرئيس للوزراء قبل 14 أغسطس».
وقال المتحدث الآخر باسم الحزب نفسه، افتخار دوراني، أمس : «لقد انجزنا مهمتنا وسنشكل الحكومة.. الأحزاب المتحالفة معنا لديها 11 مقعداً وأن 13 مرشحاً مستقلاً سيعملون مع الحزب، وكشف فيصل جاويد خان وهو متحدث ثالث باسم حزب خان لرويترز، أن المحادثات جارية مع «الحركة القومية المتحدة» الذي هيمن على المشهد السياسي في مدينة كراتشي الساحلية لعقود وفاز بـ6 مقاعد في الانتخابات بعد انشقاق الحزب عن ألطاف حسين.
ورفضت مجموعة من الأحزاب السياسية الرئيسية، النتائج التي أعطت الصدارة لحزب بطل الكريكت السابق في الانتخابات التشريعية، وأعلنت عن تنظيم تظاهرات للمطالبة باقتراع جديد، وصرح أحد ممثلي هذه الأحزاب السياسي مولانا فضل الرحمن «برأينا حصلت عملية سرقة»، وذلك في أعقاب اجتماع لنحو 12 حزباً في إسلام آباد بينما شهد الاقتراع اتهامات بحصول تزوير. وأعلن حزب «الرابطة الاسلامية-نواز» دعمه لهذه الأحزاب لكنه لم يعلن مقاطعته للبرلمان الجديد.
من جهته أعلن حزب الشعب الباكستاني في بيان منفصل، أنه يرفض النتائج لكنه وعد بإقناع الأحزاب الأخرى بالمشاركة في العملية البرلمانية، وانتقد مراقبو الاتحاد الأوروبي الأجواء السياسية في الفترة السابقة على التصويت، وقالوا إنها لم تتسم بتكافؤ الفرص، بينما عبرت الولايات المتحدة عن المخاوف نفسها.
وعرض خان التحقيق في أي مزاعم بوقوع مخالفات في التصويت، وكذلك الحديث عن دعم الجيش الذي يتمتع بنفوذ كبير في البلاد، لنجم الكريكيت السابق، وقال الجنرال المتقاعد والمحلل طلال مسعود أن مجموعة الأحزاب قد تنجح في إحداث اضطرابات لكنه أكد أنها لن تؤثر على الاستقرار الوطني، وأضاف مسعود «أحزاب المعارضة منقسمة وليست في وارد تشكيل جبهة معارضة موحدة. لا اعتقد أن لديها الطاقة والجَلد أو دعم الشعب للقيام بتحرك قوي».
عدد اليوم
