الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

مناطق الأهالي في عجمان بدون عزاب الشهر المقبل

23 ابريل 2006

تحقيق-أحمد مرسي:
الخوف من الجريمة، والتهاون في الالتزام بالعادات والتقاليد العربية الإسلامية الأصيلة التي تحفظ للمجتمع خصوصيته وهيبته، وأشياء أخرى سلبية عديدة تشعر بها الكثير من الأسر والعائلات التي تقطن وسط المناطق السكنية في عجمان التي تزدحم بالعزاب، وخاصة من العمالة الغير عربية، فمن حق أي فرد أن يشعر بالاستقرار وسط أسرته، ومن أصعب المواقف على الأسرة أن تخاف على أبنائها من جيرانها، فالأمان نعمة لا يشعر بها أو يحس بقيمتها إلا من يفتقدها، ولتأكيد هذا الأمر تقوم حالياً دائرة البلدية والتخطيط في عجمان بالتعاون مع وزارة الداخلية، بحملات تفتيش للقضاء على ظاهرة تفشي سكن العزاب وسط أحياء المواطنين، حول هذه الحملات وفائدتها للمجتمع كان هذا التحقيق·
يقول أحمد المسلم، يعمل بدائرة الصحة: إن مسألة إخلاء المناطق السكنية من العزاب أمر في غاية الأهمية لما له من فائدة في توفير حياة آمنة مستقرة للأسر والأهالي في المناطق التي يشاركونهم السكن فيها لتحفظ لهم خصوصيتهم واستقلاليتهم، مشيراً إلى أنه شاهد بعض جرائم السرقة التي تدخلت الشرطة لحلها وكثيراً من التصرفات التي تخل بأخلاقيات الشارع الإماراتي والتي ترتكب من قبل العزاب الموجودين داخل أحياء الأهالي السكنية سواء المتعلقة بأفعالهم أو تصرفاتهم أو أشكال ملابسهم مما يؤكد ضرورة نقلهم من المناطق التي يقطنها الأهالي بشرط أن يخضع هذا الأمر للدراسة وتوفير الحلول المقنعة لهم قبل التنفيذ·
مدن للعزاب
إن وجود بعض القضايا والهموم الاجتماعية الجديدة في الشارع الإماراتي أمر بديهي في بلد تعتمد بشكل رئيسي في أوجه حياتها المختلفة على العمالة الوافدة، بهذه العبارة بدأ المواطن حسن المسلم حديثه مشيراً إلى ضرورة أن يهتم المعنيون ببناء مدن تخص العزاب فقط تتوافق وظروفهم المعيشية البسيطة وأجورهم القليلة وتحقق لهم الخصوصية وللأسر الأمن والأمان، مرجعاً الأسباب الرئيسية وراء ظاهرة انتشار سكن العزاب وسط أحياء الأسر إلى الجشع الذي إنتاب بعض الملاك في تحقيق ربح مادي سريع يتحقق عن طريق تأجير المكان لأعداد كبيرة من العمال دون النظر إلى الأضرار التي ستلحق بالمجتمع جراء هذا التصرف·
عادات مختلفة
وذكر المواطن علي سيف، من عجمان، أنه كان شاهداً بنفسه على الكثير من جرائم السرقة والتحرش التي ترتكب في الأحياء السكنية وسط العوائل ويكون العزاب طرفاً أساسياً فيها، مشيراً إلى أن تلك المشكلات نتاج طبيعي لمجتمع يعتمد بشكل أساسي على العمالة الوافدة والتي تربت على عادات وتقاليد تختلف من جنسية لأخرى وبعضها يتناقض تماماً مع تلك المبادئ التي ترعرع عليها أبناء الإمارات، فما يعتبر بديهياً وتلقائياً في بعض المجتمعات يعتبر محرماً ومرفوضاً في مجتمعات أخرى مما أوجد هذا التباين والاختلاف ونفور البعض من الآخرين·
وأضاف أن مسألة إخلاء مناطق سكن العوائل من العزاب يحقق مصلحة الجميع ولابد أن تتخذ فيه إجراءات صارمة تحقق للأسر الأمان وتوفر للعزاب الأجواء المناسبة لهم وتقضي على أطماع الملاك في رغبة الكسب الوفير دون النظر إلى الأضرار الناجمة عن ذلك·
التعميم مرفوض
كان لبعض العمال العزاب آراء متباينة في هذا الأمر حيث يقول عزام عبد الراضي، يعمل كهربائياً في إحدى الشركات الخاصة، لا يستطيع أحد أن ينكر تلك المشكلات التي يتسبب فيها العزاب خلال إقامتهم في السكن بين العائلات، وخاصة التي تأتي من قبل العمالة الآسيوية ذات العادات والتقاليد البعيدة عن مجتماعاتنا الإسلامية، مشيراً إلى أن التعميم على جميع العمال بأنهم سيئون أمر غير منصف ويظلم الكثيرين حيث يوجد العديد من العزاب ذوي خلق وتدين ومحافظين على عدم ارتكاب الأخطاء التي يتأذى منها الغير أكثر من بعض العائلات·
من جهته ذكر محمود عبد الحافظ ، يعمل في إحدى شركة المقاولات، أن هناك لجنة مرت على المكان الذي يقطن فيه في منطقة النعيمية في عجمان وطالبت الكثير من العمال بترك المنطقة خلال أسبوع والذهاب إلى مناطق أخرى تسمح بسكنهم، وهو ما تم بالفعل، مشيراً إلى أن سكن العزاب من الجنسيات الأجنبية بجوار الأسر العربية غير مستحب ولكن هناك أمورا يجب أن توضع في الحسبان أهمها توفير سكن مناسب للعمال من قبل أصحاب الأعمال في أية منطقة وهو ما سيقبله العزاب بلا شك فالأمر لا يهمهم كثيراً طالما جاؤوا من بلدانهم طلباً للعمل·
نظرة اتهام
وأوضح باسل محمد، يعمل في شركة مقاولات في عجمان، أن هناك أشياءً يجب وضعها في الحسبان قبل عملية إخلاء مناطق الأهالي من العزاب أهمها إلزام أصحاب الأعمال بتوفير سكن مناسب للعمال وأن يكون في منطقة تضم الخدمات الأساسية للمعيشة، مشيراً إلى أن العزاب محاصرون حالياً بنظرة الناس إليهم المليئة بالاتهامات، وكأنهم يدوسون على كل المبادئ والقيم من أجل المال وهو أمر غير صحيح بكل تأكيد·
أمن المجتمع
وأكد سيف الشامسي نائب مدير عام دائرة البلدية والتخطيط بعجمان أن الدائرة بالتعاون مع وزارة الداخلية قامتا بحملات تفتيشية للسيطرة على ظاهرة تفشي سكن العزاب بين المواطنين بعدما أبدى الأهالي ملاحظات كثيرة على تصرفاتهم، مشيراً إلى وجود مشكلتين رئيسيتين نتيجة تجمعات سكن العزاب وسط أحياء المواطنين، الأولى أمنية ترتبط بمنع الجرائم المرتكبة من قبل البعض منهم تجاه الأهالي، والثانية اجتماعية تتعلق بخصوصيات تلك الأسر وضرورة المحافظة عليها واحترام العادات والتقاليد التي نشأ عليها أبناء الوطن· وأضاف أن الحملات ركزت على المناطق التي تلقت منها شكاوى هاتفية من قبل المواطنين بوجود الظاهرة في البستان والنعيمية حيث قامت بأكثر من 70 حملة حتى الآن على هذه الأماكن وشاهدت حالات غريبة حيث يتركز أكثر من 35 عاملاً في البعض منها مما يؤكد أهمية اتخاذ إجراءات صارمة تجاه الظاهرة للقضاء عليها، منوهاً إلى أن اللجنة تقوم بإنذار العزاب بإخلاء المكان بعد أسبوع فقط وتتخذ إجراء بقطع التيار الكهربائي حال عدم الاستجابة ومن ثم ترك المكان بعد ذلك والانتقال إلى الأماكن المخصصة لهم من قبل أصحاب العمل أو المسموح لهم بالسكن فيها كالمنطقة الصناعية·
وأشاد الشامسي بدور المواطنين في التجاوب مع الحملات في التبليغ عن أماكن سكن العمال وسط أحياء الأهالي وإبلاغ قسم الطوارئ في البلدية بها وذلك لإيجاد مجتمع أكثر أمناً واستقراراً ولخدمة الصالح العام، مؤكداً أن البلدية تسعى لأن تكون الأحياء السكنية الخاصة بالأهالي خالية من العزاب نهاية الشهر المقبل·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©