الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

التعنت القطري.. أوهام ومخاطر

28 يوليو 2018 21:27
قطر دولة صغيرة مكونة من ثلاثة حروف، تقع على ضفاف الخليج العربي، حاولت أن تقفز خارج سور البيت الخليجي، لتركن إلى الذين ظلموا وأفسدوا في الأرض، أمثال إيران، وحماس، وحزب الله، وتنظيم الإخوان، والحوثيين، وإسرائيل. ونقول للقيادة القطرية: مازلنا نأمل الخير فيكم، فلا تكونوا عوناً للشيطان على إخوانكم، ولا تأخذكم العزة بالإثم في مواصلة سياسة مغلوطة عن واقع الأزمة، واستخدامكم خطاب المظلومية وتصديره للعالم. الجميع يتساءل من يتحمل مسؤولية الموقف القطري؟ ألم يحن الوقت أن يكون الحل بأيدي قيادة ترعى مصالح الشعب القطري، من خلال تنفيذ مواثيق وعهود دول مجلس التعاون الخليجي الذي أسسه الآباء الأوائل حكام الخليج «رحمهم الله». أليس فيكم رجل رشيد؟ أصبح الشعب القطري يتساءل عن مصير هذه الأموال التي تهدر؟ أين تذهب؟ ولمن تُدفع؟ ومن يتولى حقيقة رسم السياسة القطرية؟ إن آثار مخاطر سياسة قطر أصبحت بيّنة وواضحة على شعبها ومحيطها الخليجي والعربي، لكن لا يزال التعنت القطري يستهلك خطابات تحلق في آفاق الأوهام بعيداً عن الواقع. وكلما طال هذا التعالي والتعنت فإنه ينذر بنتائج وخيمة على الداخل القطري نفسه. لاتزال الرؤية القطرية قاصرة عن فهم السلوك الإيراني المزعزع للاستقرار في المنطقة، فالثورة الإيرانية التي أسقطت الشاه ونظامه عول عليها المسلمون والعرب، أملاً في أن تضيف لهم قوة في التصدي لأعدائهم، ولاسيما فيما يخص القضية الفلسطينية، ولكن من المؤسف، بعد أن تأسس نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية أصبح هذا النظام مثل السكين في خاصرة دول المنطقة، أنا لا أعرف أين هي الحكمة في التحالف مع نظام مثل إيران، لها سلوك إرهابي وخطاب فارسي في ثوب «إسلامي» طائفي. منزلق خطر ومؤلم تعاطي الموقف القطري سياسياً وإعلامياً مع قضايا مهمة، تمس الأمن والاستقرار، والتخندق في صف الدول المارقة، مثل إيران التي تحولت إلى عدو لجيرانها في الخليج العربي. تعاملت دول المنطقة مع الجارة الصغرى قطر بكل حكمة وصبر، برغم خروجها سياسياً وإعلامياً عن الإجماع الخليجي والعربي طيلة السنوات الماضية، لعل وعسى أن تراجع سياساتها ومواقفها الإعلامية.. ولكن من دون جدوى، وراهنت قطر على الولايات المتحدة لمساعدتها للخروج من أزمتها وإنهاء المقاطعة، ولكن جميع محاولات قطر باءت بالفشل، ولم تغير دول الخليج سياساتها ومواقفها المبدئية من الإرهاب والتطرف. ستعود قطر لحجمها التاريخي والجغرافي الطبيعي في نهاية المطاف، وسوف تستفيق من الوهم والحلم التي كانت تعيشه، وإلا فستكون في وضع صعب جداً أمام تحالفات دولية وإقليمية تغير سياسات واستراتيجيات، من بينها من يشكل الدرع الواقية والحامية لها. أقول لقطر، إن الأزمة سوف تأكل الأخضر واليابس، وتلحق الضرر بالمواطنين القطريين مالياً واقتصادياً، فمن المسؤول في قطر؟ الشعب القطري شعب شقيق، فرضت عليه قطيعة إخوانه الخليجيين، ولكن على أهلنا في قطر البحث عمن يدفع بقطر في منزلق العزلة الخليجية والعربية والإسلامية أسوة بجارة السوء إيران. د. محمد الحوسني
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©